مقدمة
يحرص المسلم على الإكثار من ذكر الله تعالى في كل وقت وحين، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. ومن بين الأوقات التي يُستحب فيها الإكثار من الذكر، بداية اليوم ونهايته. فأذكار الصباح والمساء هي من السنن المؤكدة التي ينبغي على كل مسلم المحافظة عليها، لما فيها من خير وبركة وحفظ من الشرور. هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تقال، بل هي وسيلة لتعزيز الإيمان والصلة بالله، وتحقيق الطمأنينة والسكينة في القلب.
فضائل أذكار الصباح والمساء
إن لأذكار الصباح والمساء فضلًا عظيمًا، فهي بمثابة الحصن الواقي للمسلم من كل مكروه، والزاد الذي يتزود به في دنياه وآخرته. ومن فضائلها:
- تحقيق معية الله وحفظه ورعايته للذاكر.
- جلب الرزق والبركة في المال والوقت.
- طرد الهم والغم والحزن من القلب.
- تيسير الأمور وتفريج الكروب.
- الحماية من شرور الإنس والجن.
ومن الآيات والأحاديث التي تحث على ذكر الله في كل وقت، قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾.[١]
وكذلك قراءة سور الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾،[٢] ثلاث مرات.
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾،[٣] ثلاث مرات.
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾،[٤] ثلاث مرات.
نماذج من الأدعية النبوية في الصباح والمساء
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي كان يحرص عليها في الصباح والمساء، ومنها:
- قول: ﴿أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ -إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك للَّه-، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَخَيرَ مَا بَعْدَهُ﴾.[٥] (-وإذا أمسى قال: رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها-، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ).[٥]
- ما ورد في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (كانَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يعلِّمُ أصحابَهُ يقولُ: إذا أصبحَ أحدُكم فليقل: اللَّهمَّ بِكَ أصبحنا وبِكَ أمسينا، وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليْكَ المصيرُ، وإذا أمسى فليقل: اللَّهمَّ بِكَ أمسينا وبِكَ أصبحنا، وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليْكَ النُّشورُ).[٦]
- ما ثبت في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ).[٧]
المصادر
- سورة البقرة، آية:255
- سورة الإخلاص، آية:1-4
- سورة الناس، آية:1-6
- سورة الفلق، آية:1-5
- أبرواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2723، صحيح.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3391، حسن.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6306 ، صحيح.