مقدمة
إن زيارة بيوت الله تعالى من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه. وقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على إحياء المساجد بالذكر والصلاة، وبين لنا الآداب التي ينبغي للمسلم مراعاتها عند دخول المسجد والخروج منه. من بين هذه الآداب، الدعاء بالأذكار المأثورة التي وردت في السنة النبوية المطهرة. وفي هذا المقال، سنتناول الأدعية المستحبة عند دخول المسجد والخروج منه، وحكم الالتزام بها، والفوائد العظيمة المترتبة على قولها.
الدعاء المستحب عند دخول المسجد
علمنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- جملة من الآداب التي ينبغي على المسلم اتباعها عند دخوله بيت الله. ومن هذه الآداب أن يبدأ بالدخول بقدمه اليمنى وأن يدعو بالدعاء المأثور. وقد وردت عدة أحاديث نبوية شريفة تبين لنا الدعاء الذي يستحب للمسلم أن يقوله عند دخوله المسجد، ومنها:
-
ما رُوي عن أبو حميد الساعدي -رضي الله عنه- حيث قال: “إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ، فليسلِّم علَى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، ثمَّ ليقُلْ: اللَّهمَّ افتَح لي أبوابَ رحمتِكَ”.
(رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو حميد الساعدي، الصفحة أو الرقم:633، حديث صحيح) -
ما صحّ عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال عن النبيّ: (كان إذا دخل المسجدَ قال أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ).
(رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:466، حديث صحيح)
الدعاء المستحب عند الخروج من المسجد
كما وردت أدعية مستحبة عند دخول المسجد، كذلك ورد دعاء مستحب عند الخروج منه. فقد جاء في الحديث النبوي الشريف:
(إذا دخل أحدُكم المسجدَ فليسلمْ على النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وليقلْ: اللهمَّ افتحْ لي أبوابَ رحمتِك،وإذا خرج فليسلمْ على النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وليقل: اللهمَّ اعصمني من الشَّيطانِ الرجيمِ).
(رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:38/26، حديث إسناده صحيح)
ويستحب أن يخرج المصلي من المسجد بقدمه اليسرى.
حكم قول أذكار الدخول والخروج
إن الدعاء بالأذكار المأثورة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند دخول المسجد وعند الخروج منه يعتبر سنة نبوية. وبناء على ذلك، فإن قول هذه الأدعية مستحب للمسلم وليس واجبًا عليه. فلا إثم على من تركها، إلا أنه بذلك يكون قد فوّت على نفسه فضلًا عظيمًا وثوابًا جزيلا، وحرم نفسه من الاقتداء بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أهمية وفضائل أدعية الدخول والخروج
إن لأدعية دخول المسجد والخروج منه فضائل جمة، منها أن الله -عز وجل- يحفظ المسلم من الشيطان الرجيم طوال يومه. فالمسلم يستعيذ بالله بأسمائه وصفاته لكي يحفظه من وسوسة الشيطان وإغوائه. وقد جاء بيان هذا الفضل في الحديث المروي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبيّ أنّه:
(كان إذا دخل المسجدَ قال أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ، قال أقطُّ؟ قلتُ: نعم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مني سائرَ اليومِ).
(رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:466، حديث صحيح)
ففي هذا الحديث دليل واضح على عظيم فضل الاستعاذة بالله عند دخول المسجد، وأنها سبب لحفظ المسلم من الشيطان طوال يومه.