فهرس المحتويات
مقدمة
من جميل الهدي النبوي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، العديد من الأدعية الجامعة والنافعة. هذه الأدعية تحمل معاني عظيمة وتغطي جوانب مختلفة من حياة المسلم. فيما يلي عرض لبعض هذه الأدعية المأثورة.
دعاء عند زيارة المقابر
روى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
“(كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، كُلَّما كانَ لَيْلَتُهَا مِن رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، يَخْرُجُ مِن آخِرِ اللَّيْلِ إلى البَقِيعِ، فيَقولُ: السَّلَامُ علَيْكُم دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وإنَّا، إنْ شَاءَ اللَّهُ، بكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ وَلَمْ يُقِمْ قُتَيْبَةُ قَوْلَهُ وآتاكم).”[1]
هذا الدعاء يعكس أدب النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، والتذكير بالآخرة، والدعاء للمؤمنين الراحلين.
الدعاء في يوم عرفة
ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء الذي يُستحب أن تدعو به في ليلة القدر، فقالت:
“(يا رَسولَ اللهِ، إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدرِ بِمَ أدعو؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي).”[2]
هذا الدعاء القصير يحمل في طياته معاني الاستغفار والتوبة، وطلب العفو من الله عز وجل، وهو من أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في ليلة القدر وفي غيرها من الأوقات.
دعاء شامل لطلب الخير كله
نقلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء الجامع:
“(اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك، اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا).”[3]
هذا الدعاء المبارك يجمع بين سؤال الله عز وجل كل الخير، والاستعاذة به من كل الشر، والتوسل إليه بأفضل ما سأله به أنبياؤه ورسله، وسؤاله الجنة والنجاة من النار، والرضا بقضائه وقدره.
دعاء للمصاب بالحمى
روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صحيح مسلم:
“(أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، دَخَلَ علَى أُمِّ السَّائِبِ، أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ فَقالَ: ما لَكِ؟ يا أُمَّ السَّائِبِ، أَوْ يا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟ قالَتْ: الحُمَّى، لا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقالَ: لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ).”[4]
في هذا الحديث، نهي عن سب الحمى، وبيان أنها تكفر الذنوب والخطايا، وتشبه بتنقية الحديد من الشوائب. هذا يعلمنا الصبر والاحتساب عند المرض.
المصادر والمراجع
- صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:974، صحيح.
- سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3513، صحيح.
- سنن ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3846، صححه الألباني.
- صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2575، صحيح.