فهرس المحتويات
كيفية التعامل مع الخوف من الخصوم
الخوف شعور طبيعي ينتاب الإنسان في مواجهة المواقف الصعبة والتحديات، وخاصة عند مواجهة خصوم أو أعداء. الإسلام يقدم لنا مجموعة من الأدعية والأذكار التي تساعد على تهدئة النفس وتقوية القلب في هذه المواقف. هذه الأدعية مستمدة من السنة النبوية المطهرة، وتعتبر وسيلة للتضرع إلى الله وطلب العون منه في مواجهة الصعاب.
أدعية للاستعانة بالله ضد الخصوم
هناك العديد من الأدعية المأثورة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند الخوف من الخصوم. هذه الأدعية تعبر عن التوكل على الله والاعتماد عليه في كل الأمور. إليكم بعض هذه الأدعية:
عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: دَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الأحْزَابِ فَقالَ:(اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وزَلْزِلْهُمْ).
هذا الدعاء يعلمنا أن نلجأ إلى الله في كل وقت، وأن نطلب منه النصر على الأعداء.
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال أن النّبي كانَ إذا خافَ قومًا قالَ:(اللَّهمَّ إنَّا نجعلُك في نُحورِهِم ونعوذُ بِكَ من شُرورِهم).
هذا الدعاء يدل على أننا نطلب من الله أن يكفينا شر الأعداء وأن يجعل كيدهم في نحورهم.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على أعدائه بقوله:(اللَّهُمَّ اكْفِنِيْهِمْ بِمَا شِئْتَ).
هذا الدعاء يعبر عن تفويض الأمر إلى الله، وأننا نطلب منه أن يكفينا شر الأعداء بأي طريقة يراها مناسبة.
عن عثمان بن عفان-رضي الله عنه- أن النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمُ).
هذا الدعاء يعتبر حصنًا منيعًا من كل شر، فهو يعلمنا أن نبدأ كل عمل باسم الله وأن نتوكل عليه في كل الأمور.
عن أنسِ بنِ مالِكٍ -رضي الله عنه- قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا غزا قالَ:(اللَّهمَّ أنتَ عَضُدي ونصيري بِكَ أحولُ وبِكَ أصولُ وبِكَ أقاتِلُ).
هذا الدعاء يعبر عن الاعتماد الكامل على الله في كل الأمور، وأنه هو العون والنصير في مواجهة التحديات.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قال:(حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ} [آل عمران: 173]).
هذه الكلمات تعبر عن الثقة الكاملة بالله، وأنه هو الكافي والمعين في كل الأمور.
أدعية لتهدئة النفس وإزالة القلق
بالإضافة إلى الأدعية الخاصة بمواجهة الخصوم، هناك أدعية وآيات قرآنية تساعد على تهدئة النفس وإزالة القلق. هذه الأدعية تعبر عن التوكل على الله والاعتماد عليه في كل الأمور.
قراءة قوله تعالى:{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، [الأنبياء: 87] فإنّها نجاة من الهموم والغموم كما أخبر الله تعالى في كتابه.
قراءةآية الكرسي، قال الله تعالى:{للهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. [البقرة: 255]
آية الكرسي لها فضل عظيم في الحفظ والوقاية من الشرور.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابن عبدِك، وابن أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنه، وأبدلَه مكانَه فرجًا قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها؟ فقال بلى، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها).
هذا الدعاء من الأدعية العظيمة التي تزيل الهم والغم وتجلب الفرج.
بالإضافة إلى هذه الأدعية، يمكن للمسلم أن يكثر من ذكر الله والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك يجلب السكينة والطمأنينة للقلب.