دعاء تفريج الهم والغم والكرب
وردت في السنة النبوية المطهرة العديد من الأدعية التي يستحب للمسلم أن يدعو بها ربه عند الشعور بالهم أو الحزن أو المرور بابتلاء. هذه الأدعية تحمل في طياتها رجاءً لله عز وجل بأن يزيل الهم ويفرج الكرب، أو على الأقل تخفف من وطأته على قلب المؤمن.
ومن الأدعية المأثورة في هذا الشأن، ما روي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما:
“أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ عند الكربِ: لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ . لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيمُ. لا إله إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشِ الكريمُ.”
هذا الدعاء العظيم يحمل معاني التوحيد الخالص والاعتراف بعظمة الله وقدرته، والتوجه إليه وحده في الشدائد.
وضع المسلم عند الشعور بالضيق والغم
الحياة الدنيا بطبيعتها مليئة بالتقلبات، فالمسلم يمر بأوقات الفرح والسرور، وأخرى من الحزن والهم، وأوقات اليسر والفرج، وأخرى من الضيق والكرب. هذه سنة الله في خلقه، وطبيعة الحياة الدنيا التي فطر الناس عليها. وقد أرشدت الشريعة الإسلامية المسلم إلى كيفية التعامل مع هذه الابتلاءات والهموم والأحزان.
فعندما يواجه المسلم شيئاً من ذلك، فإنه يتوجه إلى الله بالدعاء والتضرع، ويلجأ إليه وحده، متذكراً أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وأن عليه أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله. كما ينبغي عليه أن يكثر من الأعمال الصالحة، والاستغفار، والصدقات، وذكر الله، فإن ذلك من أعظم الأسباب التي تزيل الهم وتفرج الكرب، وتلهم النفس الصبر والاحتساب.
أثر الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
من الأمور التي تعين على زوال الهم والغم، الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ذكر أهل العلم أن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لتفريج الهموم وتيسير الأمور.
وذلك لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن ذكر الله وتعظيمه، ومحبة رسوله وإجلاله واحترامه، والامتثال لأوامره. وقد وعد الله من يفعل ذلك بمغفرة الذنوب وكفاية الهموم. ولكن هذا لا يعني أن يكتفي المسلم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل عليه أن يدعو لنفسه بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.
المصادر
- “علاج الكرب والهم والغم والحزن “, islamway.net
- صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الحديث رقم 2730.
- “علاج الهم والحزن في ضوء الكتاب والسنة”, saaid.net, د.قذلة بنت محمد القحطاني
- “فضل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم”, islamqa.info
