أدعية القنوت المستحبة في شهر رمضان

استكشف أدعية القنوت المستحبة في صلاة الوتر خلال شهر رمضان المبارك، والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام.

مقدمة عن القنوت وفضله

القنوت هو الدعاء والخشوع والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى. وهو عبادة عظيمة تحمل في طياتها معاني الإخلاص والتوكل على الله. وقد حث الإسلام على الدعاء عمومًا، والقنوت على وجه الخصوص، لما فيه من خير عظيم للمسلم في الدنيا والآخرة.

القنوت سنة مؤكدة في صلاة الوتر، وهو من الأمور المستحبة التي يُثاب عليها المسلم ولا يُعاقب على تركها. وله فضل عظيم في التقرب إلى الله تعالى وزيادة الإيمان.

القنوت في شهر رمضان

يُستحب الإكثار من الدعاء والقنوت في شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران. فالصائم أقرب ما يكون إلى الله تعالى، ودعاؤه مستجاب بإذن الله. ويمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية التي تناسب حاله وحاجته، سواء كانت مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، أو من ابتكاره الخاص، مع مراعاة الأدب في الدعاء والإخلاص فيه.

لا يوجد تخصيص لادعية معينة للقنوت في رمضان، ولكن من الجميل والافضل اختيار الأدعية المأثورة.

أدعية نبوية مأثورة

وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية المأثورة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في القنوت، ومنها:

قال -عليه الصلاة والسلام-:(اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أَعطيت، وقنا شَرَّ ما قضيت، فإِنَّك تقضي ولا يُقضى عليك، وإِنَّه لا يَذِلُّ من واليت، وَلاَ يَعِزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لا منجا منك إِلاَّ إليك)

وهذا الدعاء يتضمن طلب الهداية والعافية والتولي من الله تعالى، والبركة في العطاء، والوقاية من شر القضاء، والإقرار بعظمة الله وقدرته.

قال -عليه الصلاة والسلام-:(اللهم إِنَّا نعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لاَ نُحْصي ثَنَاءً عليك، أَنت كما أَثنيت على نفسك)

وهذا الدعاء يتضمن الاستعاذة برضا الله من سخطه، وبعفوه من عقوبته، والإقرار بعجز العبد عن إحصاء الثناء على الله.

قال -عليه الصلاة والسلام-:(اللهم اقْسِمْ لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك مَا تُبَلِّغُنَا به جنتك، ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متِّعنا بأَسماعنا وأَبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث مِنَّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر هَمِّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تُسَلِّط علينا من لا يرحمنا)

وهذا الدعاء يتضمن طلب الخشية والطاعة واليقين من الله تعالى، والتمتع بالحواس والقوة، والنصر على الظالمين والأعداء، والوقاية من المصائب في الدين، وعدم جعل الدنيا أكبر الهم.

قال -عليه الصلاة والسلام-:(اللهم إنا نَسأَلُكَ من الخيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِِمْنَا منه وما لم نَعْلَمْ، ونعوذُ بك من الشرِّ كله عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْنَا من وما لم نَعْلَمْ. ونسألكَ الجَنَّة وما قَرَّبَ إليها مِنْ قولٍ أو عمل، ونعوذ بك من النارِ وما قَرَّب إليها مِنْ قولٍ أو عمل. ونسألك من خيرِ ما سألكَ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، ونعوذُ بك من شر ما استعاذك منه عبدُكَ ونبيكُ. ونسألكَ أن تجعلَ كُلَّ قضاءٍ قَضَيْتَهُ لنا خيرًا)

وهذا الدعاء يتضمن سؤال الله تعالى من الخير كله، والاستعاذة به من الشر كله، وسؤال الجنة والنجاة من النار، وسؤال خير ما سأله النبي صلى الله عليه وسلم، والاستعاذة بشر ما استعاذ به النبي صلى الله عليه وسلم، وسؤال أن يجعل كل قضاء يقضيه الله خيرًا.

أدعية أخرى مستحبة

بالإضافة إلى الأدعية المأثورة، يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية التي تناسب حاله وحاجته، مع مراعاة الأدب في الدعاء والإخلاص فيه. ومن الأدعية المستحبة:

  • اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.
  • اللهم ارحمني وارحم أمة محمد.
  • اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين.
  • اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين.
  • اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.

المراجع

  1. “مقدار دعاء القنوت وترتيله”،الإسلام سؤال وجواب، 15/9/2008، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2021. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:429، صحيح.
  3. رواه ابن حجر العسقلاني، في نتائج الأفكار، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3/25، صحيح.
  4. رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:226، حسن.
  5. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:497، صحيح.
Total
0
Shares
المقال السابق

أدعية القنوت المأثورة: من السنة وأقوال الصحابة

المقال التالي

استعلام حول دعاء القنوت في صلاة الصبح