مقدمة
الدعاء هو وسيلة عظيمة لتقوية الصلة بالله -عز وجل-، وهو من العبادات التي يحبها الله. وفي الصباح تحديدًا، يكون القلب أكثر صفاءً والروح أقرب إلى الخالق، مما يجعل الدعاء في هذا الوقت من اليوم ذا فضل عظيم. طلب الرزق من الله هو أمر مشروع ومستحب، والله -سبحانه وتعالى- هو الرزاق ذو القوة المتين.
لم يرد في السنة النبوية تخصيص صيغ معينة للدعاء بجلب الرزق في الصباح، أو تحديد عدد معين لتكرارها، والالتزام بذلك يعتبر من المحدثات. ولكن يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أي وقت، ومنها أدعية طلب الرزق والبركة.
أدعية الصباح المباركة للرزق
فيما يلي بعض الأدعية الواردة في السنة النبوية التي يمكن للمسلم أن يرددها في الصباح أو في أي وقت آخر، بنية طلب الرزق والبركة من الله:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:(اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:(اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي).
ورد عن علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:(اللَّهمَّ اكفِني بحلالِكَ عَن حرامِك وأغنِني بفضلِك عمَّن سواكَ).
ورد عن أنس بن مالك-رض الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- علّم معاذ بن جبل أن يدعو الله بقول:(اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتُذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك).
آداب وشروط استجابة الدعاء
هناك آداب وشروط ينبغي للمسلم مراعاتها عند الدعاء، حتى يكون أقرب إلى الإجابة. هذه الشروط ليست ضمانًا للإجابة، ولكنها من الأسباب التي تزيد من فرص قبول الدعاء عند الله:
إخلاص النية في الدعاء
يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله وحده، فالدعاء عبادة، ولا يجوز صرف العبادة لغير الله. التوجه إلى الله وحده في الدعاء هو أساس التوحيد. قال تعالى:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
وقال -عليه الصلاة والسلام-:(مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).
الابتعاد عن الدعاء المحرم
من موانع استجابة الدعاء أن يدعو الإنسان بإثم أو قطيعة رحم. ينبغي للمسلم أن يتجنب الدعاء على نفسه أو على غيره بالشر. قال -عليه الصلاة والسلام-:(لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ).
الإيمان واليقين بالإجابة
ينبغي للمسلم أن يدعو الله بقلب حاضر، وأن يكون موقنًا بالإجابة. الخشوع وحضور القلب هما من أهم أسباب استجابة الدعاء. يجب على الداعي أن يتذكر دائمًا قدرة الله وعظمته، وأنه القادر على كل شيء. كما يجب ألا يستعجل الإجابة، وأن يعلم أن لله حكمة في تأخيرها.
المراجع
- محمد صالح المنجد،”أدعية لتحصيل الرزق والغنى وقضاء الدين”،إسلام سؤال وجواب.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2713، صحيح.
- رواه الإمام أحمد، في المسند، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5/267، إسناده صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2625، حسن.
- رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1821، حسن.
- سورة غافر، آية:60
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2985، صحيح.
- أبتفريق الموقع،”شروط الدعاء وأسباب الإجابة وموانعها”،إسلام ويب.
- محمد بن صالح العثيمين،”شروط إجابة الدعاء وصور إجابة الدعاء”،طريق الإسلام.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2735، صحيح.