مقدمة
إن بداية اليوم بذكر الله والدعاء له من أعظم الأمور التي تحصن المسلم وتجلب له الخير والبركة في يومه. وقد وردت في السنة النبوية المطهرة العديد من الأدعية والأذكار التي يُستحب للمسلم أن يرددها في الصباح ليحظى بمعية الله وتوفيقه. وفي هذا المقال، سنتناول مجموعة من هذه الأدعية والأذكار، مع بيان فضلها وأفضل أوقاتها.
نماذج من أدعية الصباح
هناك الكثير من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها ربه في الصباح، ومنها ما ورد في السنة النبوية:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخِرةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العَفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنيايَ، وأهْلي ومالي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْراتي، وآمِنْ رَوْعاتي، اللَّهُمَّ احْفَظْني من بينِ يَدَيَّ، ومن خَلْفي، وعن يَميني، وعن شِمالي، ومن فَوْقي، وأعوذُ بعَظَمتِكَ أنْ أُغْتالَ من تَحْتي).”
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَ هذا اليومِ فتحَه، ونصرَه، ونورَه، وبرَكتَه، وَهدايتَهُ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما فيهِ وشرِّ ما بعدَه).”
عن نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهمَّ عافِني في بدَني اللَّهمَّ عافِني في سمعي اللَّهمَّ عافِني في بصري لا إلهَ إلَّا أنت، اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الكُفْرِ والفقرِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من عذابِ القبرِ لا إلهَ إلَّا أنت.)”
عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا.)”
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما خلَق.)”
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(يا حيُّ يا قيُّومُ، برَحمتِكَ أستَغيثُ، أصلِح لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ.)”
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللهم إنا نعوذُ بك من أن نُشرِكَ بك شيئًا نعلَمُه، و نستغفرُك لما لا نعلمُه.)”
عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ.)”
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي.)”
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ، والعجزِ والكسلِ، والبُخلِ والجُبنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرجالِ.)”
بالإضافة إلى هذه الأدعية المأثورة، يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية التي يرى فيها الخير لنفسه ودنياه وآخرته، مع الإلحاح في الدعاء وحسن الظن بالله تعالى.
الأذكار المأثورة في الصباح
إلى جانب الأدعية، هناك مجموعة من الأذكار التي يُستحب للمسلم أن يرددها في الصباح، لما لها من فضل عظيم وأثر كبير في حياة المسلم، ومنها:
قراءة آية الكرسي:
(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات:
عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، والْمُعَوِّذتَيْنِ حَينَ تُمسي وحين تُصبِحُ، ثلاثَ مراتٍ، يكفيكَ مِنْ كلِّ شئٍ)”
سورة الإخلاص:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
سورة الفلق:
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)
سورة الناس:
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَٰهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
قوله تعالى:
(رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)
قوله تعالى:
(حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(سبحانَ اللَّهِ وبحمدِه لا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ كانَ وما لم يشأ لم يَكن أعلمُ أنَّ اللَّهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنَّ اللَّهَ قد أحاطَ بِكلِّ شيءٍ علمًا)”
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(سبحانَ اللَّهِ وبحمدِهِ مئةَ مرَّةٍ.)”
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهمَّ بِكَ أصبَحنا، وبِكَ أمسَينا، وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليكَ المصيرُ، وإذا أمسَى فليقُلْ: اللَّهمَّ بِكَ أمسَينا وبِكَ أصبَحنا وبِكَ نحيا وبِكَ نموتُ وإليكَ النُّشورُ.)”
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(رَضيتُ باللَّهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبِمُحمَّدٍ رسولًا)”
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد)
“(مَن صلى عَلَيَّ حين يُصْبِحُ عَشْرًا ، وحين يُمْسِي عَشْرًا أَدْرَكَتْه شفاعتي يومَ القيامةِ.)”
عن زيد بن حارثة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه.)”
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.)”
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ، قلهُ إذا أصبَحتَ، وإذا أمسَيتَ، وإذا أخَذتَ مَضجعَكَ.)”
عن عبدالله بن غنام البياضي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهمَّ ما أصبحَ بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِكَ فمنكَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ فلكَ الحمدُ ولكَ الشُّكرُ)”
عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وعلى كَلِمةِ الإخلاصِ، وعلى دِينِ نَبيِّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى مِلَّةِ أبِينا إبراهيمَ، حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان مِنَ المُشرِكينَ.)”
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ.)”
عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)”
عن أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو، عليه تَوكَّلْتُ، وهو ربُّ العَرشِ العَظيمِ)”
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللَّهُمَّ إنِّي أصبَحتُ أُشهِدُك، وأُشهِدُ حَمَلةَ عَرشِكَ، ومَلائِكَتَك، وجميعَ خَلقِكَ: أنَّكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُكَ ورسولُكَ.)”
عن عبدالله بن غنام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(اللهمَّ ما أصبحَ بي منْ نعمةٍ أو بأحدٍ منْ خلقِكَ فمنكَ وحدكَ لا شريكَ لكَ ، فلك الحمدُ ولك الشك)”
عن () رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“(أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر.)”
تعتبر هذه الأذكار حصناً للمسلم وحماية له من الشرور والآفات، وهي سبب في جلب الخير والبركة إلى حياته.
تحديد وقت أذكار الصباح والمساء
اختلف العلماء في تحديد الوقت الأمثل لأذكار الصباح والمساء، وذهبوا في ذلك مذاهب متعددة:
ذهب بعض العلماء إلى أن وقت أذكار الصباح يمتد من طلوع الفجر إلى شروق الشمس، بينما يمتد وقت أذكار المساء من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ). [غافر: 55]
ذهب فريق آخر إلى أن وقت أذكار الصباح يمتد من الفجر حتى انتهاء وقت الضحى، وأن وقت أذكار المساء يبدأ من العصر ويمتد إلى ثلث الليل. ويرى بعضهم أن وقت المساء يبدأ بعد غروب الشمس. ويفضل الالتزام بالوقت الأول قدر الإمكان.
وعلى كل حال، فإن المسلم يثاب على ترديد الأذكار والدعاء في أي وقت، ولكن الأفضل هو الالتزام بالأوقات المحددة لما فيها من فضل وبركة.
المصادر
- أذكار الصباح والمساء لأبي محمد رسلان.
- حصن المسلم لسعيد القحطاني.
- موقع الإسلام سؤال وجواب.
- موقع الفتوى الأردني.