أدعية الركوع والسجود والاعتدال في الصلاة

استكشف الأدعية المستحبة في الركوع والرفع منه والاعتدال، مع ذكر الأحاديث النبوية الشريفة التي توضحها.

تمهيد حول الأدعية في الصلاة

فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين خمس صلوات في كل يوم وليلة. وقد بين النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين الكيفية الصحيحة لأداء الصلاة، وشرح لهم أركانها وواجباتها ومستحباتها. قال تعالى:
“وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” [البقرة: 110].
وقد وردت في السنة النبوية المطهرة العديد من الأحاديث التي تتضمن الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في صلاته. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من التسبيح في ركوعه، فيقول: “سبحان ربي الأعلى”.

ما يقال من الذكر في الركوع

ورد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه قال: “أنَّه صَلَّى مع النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فلمَّا كَبَّرَ قال: اللهُ أكبَرُ ذو المَلَكوتِ والجَبَروتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ، ثمَّ قَرأَ البَقَرةَ، ثمَّ ركعَ فكان رُكوعُه قريبًا مِن قيامِه، يقولُ: سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ، سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ”.

ويستحب للمصلي أن يكرر هذا التسبيح ثلاث مرات أو أكثر، مع استحضار عظمة الله وجلاله.

ما يقال عند الرفع من الركوع

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه دعاءً يقولونه عند الرفع من الركوع في الصلاة. فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: “إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: إذا قالَ الإمامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: اللَّهُمَّ رَبَّنا لكَ الحَمْدُ؛ فإنَّه مَن وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.

ويجوز للمصلي أن يزيد على هذا الدعاء بما شاء من الحمد والثناء على الله.

الدعاء بعد الرفع من الركوع والاعتدال

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقنت في الركعة الأخيرة بعد الركوع، ويجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية بعد الاعتدال. ومن الأدعية الواردة عن النبي الكريم:

  • “اللهم اهدني فيمن هديتَ، وعافني فيمن عافيتَ، وتولني فيمن توليتَ، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنك تَقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذلُّ من واليتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ”.
  • “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعَذابِ القَبْرِ، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ”.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 110
  2. رواه أبو داود، في سنن أبو داود، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:894، صحيح.
  3. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:771 ، صحيح.
  4. رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1050، صحيح.
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان ، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:1901، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3228، صحيح.
  7. رواه الترمذي، في صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:464 ، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6377 ، صحيح.
Total
0
Shares
المقال السابق

أدعية القيام من الركوع: فضائل وأحكام

المقال التالي

أدعية الرياح وأحوالها في القرآن

مقالات مشابهة

معاني ودلالات الآية الكريمة: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”

تحليل وتوضيح لمعنى الآية الكريمة (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا). استكشاف العلاقة بين الآية والسياق القرآني، وإبراز الفوائد المستنبطة منها في حياة المسلم.
إقرأ المزيد