أداء العمرة للمرأة: دليل مُفصل

دليل شامل حول كيفية أداء العمرة للمرأة، يغطي الإحرام، الطواف بشروطه وسننه، السعي بين الصفا والمروة، التحلل، وأحكام خاصة بالمعتمرة.

الاستعداد للإحرام

عندما تصل المرأة إلى الميقات استعداداً للعمرة، هناك عدة أمور يُستحب لها القيام بها:

  • تقليم الأظافر استعدادًا للإحرام.
  • الغسل للإحرام، وهي سُنَّة للرجال والنساء، حتى في حالات الحيض أو النفاس. فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسماء بنت عميس، بعد ولادتها بذي الحليفة، بالاغتسال والإحرام. وأمر عائشة -رضي الله عنها- عندما حاضت في الحج، أن تغتسل وتحرم وتفعل كما يفعل الحاج إلا الطواف.
  • ارتداء ملابس الإحرام المناسبة:
    • تُحرم المرأة بما تشاء من الملابس المباحة، بشرط ألا تكون مُشابهة لملابس الرجال.
    • يجب أن يكون لباس الإحرام غير لافت للنظر، لقول عائشة -رضي الله عنها-: “(المُحرمةُ تلبسُ من الثيابِ ما شاءت إلا ثوبًا مسَّه ورسٌ أو زعفرانٌ ولا تتبرقعُ ولا تتلثَّمُ وتسدلُ الثوبَ على وجهِها إن شاءتْ)”.
    • يجوز لها ارتداء الخفين والجوارب، لحديث عائشة -رضي الله عنها-: “(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يُرَخِّصُ للنساءِ في الخُفَّيْنِ)”.
    • يُفضل أن تختضب المرأة بالحناء قبل الإحرام. أما بالنسبة للطيب، فيكون للمرأة ما له لون ولا رائحة قبل نية الإحرام عند الميقات، ويحرم عليها بعد ذلك.
  • كيفية بدء الإحرام:
    • يُستحب أن تبدأ المعتمرة إحرامها بعد صلاة الفريضة، باستثناء الحائض والنفساء.
    • إذا لم يكن وقت فريضة، تصلي ركعتين بنية سنة الوضوء.
    • بعد الصلاة، تنوي بقلبها الدخول في النسك الذي تريده، سواء عمرة أو حج، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “(الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)”.
    • إذا نوت الجمع بين العمرة والحج، تقول: “لبيك عمرة وحجًا” أو “اللهم لبيك عمرة وحجًا”.
    • إذا كانت تعتمر أو تحج عن غيرها، تنوي ذلك في قلبها وتقول: “لبيك عن فلان” أو “لبيك عن أم فلان”.
    • الأفضل أن يتم ذلك بعد الركوب في السيارة أو وسيلة النقل، ثم تلبي بتلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لبَّيك اللَّهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنِّعمة لك والمُلك، لا شريك لك لبَّيك”.
    • يُستحب أن تصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- وتدعو الله بالرضوان والجنة، وتستعيذ به من النار، وتدعو لنفسها ولمن تحب.
    • يُستحب الإكثار من التلبية في كل الأحوال، قائمة، جالسة، راكبة، ماشية، وفي كل صعود أو نزول، حتى وإن كانت حائضًا أو نفساء.
  • الإكثار من التلبية:
    • يُستحب التلبية في المسجد الحرام، ومسجد الخيف بمنى، ومسجد إبراهيم بعرفات، لأنها مواضع نسك.
    • لا تلبّي المعتمرة عند طواف القدوم ولا في السعي، لأن لهما أذكارًا خاصة.
    • لا ترفع المرأة صوتها بالتلبية كالرجل، بل يكره لها ذلك، وتقتصر على إسماع نفسها فقط.
    • يُستحب تكرار التلبية في كل مرة ثلاث مرات متتالية دون قطعها بالكلام.
    • إذا سلم عليها أحد ترد السلام باللفظ.
    • تشرع التلبية في العمرة من بداية الإحرام إلى بداية الطواف.
  • الاشتراط عند الإحرام:
    • إذا خافت المرأة من عائق يمنعها من إتمام النسك، فيُشرع لها أن تشترط، بأن تقول عند إحرامها: “فإن حبسني حابس فمحلِّي حيث حَبستني”، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر ضباعة بنت الزبير أن تشترط عندما أحرمت وهي مريضة.
    • إذا اشترطت المرأة عند الإحرام ثم حدث ما يمنعها من إتمام النسك، يجوز لها التحلل ولا شيء عليها.
  • إحرام الأطفال وتلبيتهم:
    • إذا كان مع المرأة المعتمرة أطفال دون سن التمييز، ينوي عنهم وليهم الإحرام ويلبي عنهم.
    • يمنعهم وليهم مما يمنع الكبير من محظورات الإحرام.
    • يشترط أن يتحقق في الأطفال طهارة الثياب والأبدان أثناء الطواف.
    • أما إذا كان الطفل فوق سن التمييز، فيقوم بالإحرام بإذن وليه.

كيفية الطواف

للطواف شروط وأركان لا بد من الإتيان بها لكي يصح الطواف ويُقبل، وله أيضاً العديد من الآداب والسنن.

شروط صحة الطواف

يشترط لصحة الطواف ما يلي:

  • نية الطواف؛ ومحل النية القلب.
  • الطهارة من الحدث الأكبر؛ ويشمل ذلك الجنابة، الحيض، والنفاس؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها-: “(دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَرِفَ وأَنَا أبْكِي، فَقالَ: ما لَكِ أنَفِسْتِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: هذا أمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ علَى بَنَاتِ آدَمَ، اقْضِي ما يَقْضِي الحَاجُّ غيرَ أنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ)”.
  • ستر العورة؛ لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “(لا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ)”.
  • الطواف حول الكعبة كلها، فإن كان الطواف من داخل الحجر لم يصح، لأن الحجر من البيت.
  • جعل البيت عن يسارها؛ وذلك لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • بدء الطواف من الحجر الأسود، والانتهاء به أيضاً.
  • الطواف سبعة أشواط كاملة؛ وإن نقصت لم يصح.
  • الموالاة بين الأشواط إلا لعذر.

سنن الطواف

يُسن للمرأة أثناء الطواف عدة أمور:

  • الابتعاد عن الرجال قدر الإمكان، وعدم مزاحمتهم.
  • الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود بالدعاء المأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)”.
  • الدعاء أثناء الطواف بالأدعية الشرعية الواردة في القرآن والسنة.
  • الاتجاه إلى مقام إبراهيم بعد الانتهاء من الطواف وتلاوة الآية:(وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).
  • تقبيل الحجر الأسود بشرط عدم المزاحمة أو الإيذاء.
  • بعد إتمام الطواف، تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، ثم تذهب إلى زمزم وتشرب منها، ثم تعود إلى الحجر الأسود وتستلمه إن تيسر.
  • تختلف المرأة عن الرجل في عدم الرمل والاضطباع، وتستر جميع بدنها بغير نقاب ولا قفازان.
  • يُستحب للمرأة أن تطوف ليلاً.
  • عدم الدنو من الكعبة أثناء الطواف في حال تواجد الرجال.

السعي بين الصفا والمروة

كيفية السعي بين الصفا والمروة:

  • بعد الانتهاء من الطواف، تتجه المرأة إلى الصفا لتبدأ السعي.
  • تستقبل الكعبة المشرفة وتوحد الله وتكبره، وتقرأ قوله -تعالى- وهي متجهة إلى الصفا: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ).
  • تقول أيضاً: “أبدأ بما بدأ الله به”، فتبدأ بالصفا، وعندما ترى الكعبة منها تقول: “لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له المُلك وله الحَمد وهو على كل شيءٍ قدير، أنجَز وعده، ونَصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، وتدعو بعدها بما تشاء.
  • تسير باتجاه المروة ولا تسرع بين العلمين الأخضرين كما يفعل الرجال، بل تمشي بحسب مشيتها دون إسراع، وعندما تصل إلى المروة تصعد عليها وتكبر وتهلل وتدعو بما تشاء، وتكون بذلك قد أتمت شوطاً واحداً.
  • تعود بعدها إلى الصفا مرة أخرى ليكون هذا شوطاً ثانياً، وتكمل على هذا الحال سبعة أشواط، بحيث تحتسب الذهاب شوطاً والعودة شوطاً حتى تُكمل السبعة أشواط.
  • يُستحب للمرأة أثناء السعي بين الصفا والمروة أن تكون متطهرة من الأحداث والخبائث، ولكن السعي بغير طهارة يصح أيضاً، حتى لو كانت المرأة حائضاً أجزأها ذلك.

إنهاء الإحرام والتحلل

بعد إتمام السعي:

  • بعد الانتهاء من أشواط السعي السبعة كاملة، تتحلل المرأة من الإحرام.
  • ويكون ذلك بتقصير شعرها، بخلاف الرجل الذي يخير بين الحلق والتقصير والحلق له أفضل.
  • يحل لها بعد ذلك كل ما كان محرماً عليها بالإحرام من الأمور الآتية: الجماع، التطيب، قص الأظافر، تغطية الوجه، لبس القفازين وغيرها.
  • بذلك تكون عمرة المرأة المسلمة قد اكتملت.

أحكام خاصة بالمرأة في العمرة

تنفرد المرأة المعتمرة بأحكام خاصة بها:

ضرورة وجود المحرم

يُشترط وجود المحرم مع المرأة، فإن لم تجد أحد محارمها، لا تجب عليها العمرة أو الحج باتفاق العلماء؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “(لا تُسافِرِ المَرْأَةُ ثَلاثَةَ أيَّامٍ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ)”.

وقال المالكيَّة والشافعية بوجوب الحجِّ على المرأة بوجود رِفقةٍ مأمونةٍ من النِّساء فقط، أو من الرِّجال فقط، أو المجموع من الجنسين، ودليل كلٍّ من المالكيَّة والشَّافعيَّة عُموم قوله -تعالى-:(وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلً)، فدلَّ ذلك على وُجوب الحجِّ على المرأة أيضاً إن أمِنَت على نفسها الفساد.

المحرم هو من تحرم عليه المرأة على وجه التأبيد بسبب النسب، الرضاع، أو المصاهرة.

الاعتداد وعدم جواز العمرة

يشترط على المرأة المعتمرة ألا تكون معتدة عن طلاق أو وفاة، لنهي الله -تعالى- المعتدات عن الخروج في قوله:(لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ).

وأمَّا الحنابلة فقد منعوا المرأة من الخروج للحجِّ في عدَّة الوفاة وأجازوا لها ذلك في عدَّة الطَّلاق المَبتُوت.

ممنوعات الإحرام

تشمل ممنوعات الإحرام على المرأة محظورات خاصة باللباس وأخرى بالبدن:

  • محظورات اللباس: حظر تغطية الوجه والكفين.
  • محظورات البدن: وتشمل التطيب، إزالة الشعر، قص الأظافر، والادهان.
Total
0
Shares
المقال السابق

آليات و مراحل التأهيل السلوكي الإدراكي

المقال التالي

روتين يومي للعناية بالبشرة: نصائح ووصفات

مقالات مشابهة