أخطار تهدد نقاء مياه النيل

استعراض لمصادر وأسباب تدهور جودة مياه النيل، يشمل المخلفات البيولوجية والعضوية، المواد السامة، فضلات الحيوانات والقمامة، والأمراض الناتجة عن التلوث.

جذور التدهور: مصادر تلوث النيل

يواجه نهر النيل تحديات جمة تتعلق بتلوث مياهه، مما يؤثر على جودتها وسلامتها. تتعدد المصادر التي تساهم في هذا التلوث، وتشمل:

  • تصريف المياه الزراعية المحملة بالمبيدات والأسمدة الكيميائية.
  • تسرب المواد البترولية نتيجة الأنشطة الصناعية والنقل النهري.
  • إطلاق المواد المشعة من مصادر مختلفة.
  • تدفق مياه الصرف الصحي المعالجة جزئياً أو غير المعالجة من المصانع والمنازل.
  • بقايا الأسمدة والمبيدات المستخدمة في الزراعة، والتي تجد طريقها إلى النهر عبر جريان المياه السطحية.

الأسباب الرئيسية وراء تدهور مياه النيل

هناك عدة عوامل رئيسية تساهم في تلوث مياه نهر النيل، مما يجعله غير آمن للشرب أو الاستخدامات الأخرى. من بين هذه الأسباب:

المخلفات البيولوجية وتأثيرها

المخلفات البيولوجية تشمل الكائنات الحية الدقيقة والكبيرة التي تتكاثر في الماء، بعضها مرئي بالعين المجردة مثل الطحالب والنباتات المائية، والبعض الآخر لا يرى إلا بالمجهر مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والكائنات الأولية. هذه الكائنات قد تسبب أمراضًا وتلوث المياه.

التلوث العضوي: مكوناته ومخاطره

ينتج التلوث العضوي عن تحلل بقايا النباتات والحيوانات، ويشمل مواد قابلة للذوبان في الماء مثل الأحماض الأمينية والكبريتات والنترات والسكريات، بالإضافة إلى معادن غير قابلة للذوبان مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم. كما يشمل مواد لا تذوب في الأثير مثل الكحول والشمع والدهون والزيوت والبروتينات. هذه المواد تستهلك الأكسجين المذاب في الماء، مما يؤثر على الحياة المائية.

العناصر السامة وتداعياتها الصحية والبيئية

تحتوي مياه النيل على عناصر ثقيلة سامة مثل الزئبق والرصاص، والتي تنبعث من المصانع. هذه العناصر تشكل خطراً على صحة الإنسان والحيوان، وتؤثر سلباً على الإنتاج الزراعي. قد يؤدي استخدام مياه الري الملوثة بهذه العناصر إلى تدهور جودة المحاصيل وكميتها. ارتفاع مستويات الرصاص والأمونيا في المياه قد يؤدي إلى تسمم الأسماك ونفوقها.

مخلفات الحيوانات والنفايات الصلبة

إلقاء النفايات والفضلات وجثث الحيوانات في النهر يلوث المياه وينشر الأمراض، خاصة إذا كانت الحيوانات الميتة مصابة بأمراض معدية. هذه الممارسات تزيد من تلوث المياه وتدهور جودتها.

الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة

نتيجة لتلوث مياه النيل، تنتشر العديد من الأمراض بين السكان الذين يعتمدون على هذه المياه. من بين هذه الأمراض:

  • السرطان
  • الفشل الكلوي
  • التهاب الكبد
  • الكوليرا
  • التيفوئيد
  • البلهارسيا

أظهرت التقارير أن العديد من الأشخاص قد شربوا من المياه الملوثة، مما أدى إلى انتشار هذه الأمراض نتيجة العادات السيئة في التخلص من النفايات والاستحمام وتنظيف الحيوانات في النهر.

قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41].

وفي الحديث الشريف: “لا ضرر ولا ضرار”.

Total
0
Shares
المقال السابق

آثار تدهور البيئة البحرية على مخزون الأسماك

المقال التالي

الأورام الليفية الرحمية: الأسباب وطرق التعامل معها

مقالات مشابهة