جدول المحتويات
الإفطار في رمضان بسبب عذر
عندما يضطر المسلم للإفطار في رمضان بسبب عذر مقبول شرعاً، فإنه مطالب بقضاء الأيام التي أفطرها. فيما يلي توضيح لبعض الأحكام المتعلقة بهذا الأمر:
- يرى جمهور العلماء أنه إذا دخل رمضان التالي قبل أن يتمكن المفطر من قضاء ما عليه من أيام، فعليه القضاء مع إخراج الكفارة.
- ذهب آخرون إلى أنه يجب عليه القضاء فقط، دون الكفارة، سواء كان التأخير بعذر أو بغير عذر.
- عند الشافعية، تتكرر الكفارة بتكرر السنوات التي يمر فيها رمضان دون قضاء الأيام الفائتة.
- يجب قضاء أيام رمضان الفائتة في الفترة الممتدة بين نهاية رمضان الذي أفطر فيه وقدوم رمضان التالي.
- يُستحب للمسلم المسارعة في القضاء لإبراء ذمته.
- يرى الشافعية وجوب المسارعة في القضاء إذا كان الإفطار في رمضان بدون عذر شرعي.
- يكره لمن عليه قضاء رمضان أن يتطوع بصيام النوافل كالأيام البيض وغيرها.
- لا يجوز قضاء أيام رمضان في الأيام التي نهى الشرع عن صيامها، مثل أيام العيد.
الأسباب المشروعة للإفطار
ذكر العلماء تسعة أسباب تبيح للمسلم الإفطار في شهر رمضان:
السفر
يجوز للمسافر الإفطار استناداً إلى قوله تعالى:(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). [البقرة: 185] يشترط أن يكون السفر طويلاً، أي ما يقارب 89 كيلومتراً، وأن يكون مباحاً وليس لغرض معصية. وقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله:(كُنَّا نُسَافِرُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ علَى المُفْطِرِ، ولَا المُفْطِرُ علَى الصَّائِمِ).
المرض
المرض عذر شرعي يبيح الإفطار في رمضان، كما ورد في الآية الكريمة. ويشترط أن يكون المرض شديداً يشق معه الصيام.
الحمل
إذا كانت المرأة حاملاً وشق عليها الصيام وخافت على نفسها أو على جنينها، يجوز لها الإفطار. ويكفي أن يحذرها طبيب ثقة من أن الصيام قد يضر بها أو بالجنين.
الرضاعة
إذا كانت المرأة مرضعاً لولدها، سواء كانت الأم أو مرضعة مستأجرة، وشق عليها الصيام والإرضاع معاً، يجوز لها الإفطار قياساً على حالة الحمل.
الإرهاق الشديد الناتج عن الجوع أو العطش
إذا وصل الصائم إلى حالة من الإرهاق والتعب الشديدين بسبب الجوع أو العطش، وخشي على نفسه الهلاك، يجوز له الإفطار على أن يقضي تلك الأيام لاحقاً. وهذا ما تؤيده الآية الكريمة:(وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ). [البقرة: 195]
الإكراه القهري
إذا أُجبر شخص على الإفطار في رمضان بالقوة، كأن يهدد بالقتل، يجوز له الإفطار ويجب عليه القضاء عند جمهور العلماء.
الحيض والنفاس
للحيض والنفاس أحكام خاصة بالنساء في الإسلام، ففي هاتين الحالتين تترك المرأة الصلاة والصيام، على أن تقضي الصيام دون الصلاة.
الجنون العارض
من شروط التكليف للمسلم أن يكون بالغاً عاقلاً. فإذا أصابه جنون مفاجئ، سقط عنه فرض الصيام، ولا يأثم بإفطاره.
الشيخوخة المتقدمة
تخفف الشريعة الإسلامية على كبار السن الذين لا يقدرون على الصيام، فيباح لهم تركه، ولا يجب عليهم قضاؤه. كما يمكنهم إخراج الفدية، كما قال تعالى:(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ). [البقرة: 184]
المراجع
- وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1735.
- وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1694-1702.
- سورة البقرة، آية: 185
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1947، صحيح.
- سورة البقرة، آية:195
- عبد الله الطيار،الفقه الميسر، صفحة 82.
- سورة البقرة، آية:184
