فهرس المحتويات
حكم صوم الصغار في شهر رمضان
من المستحسن تدريب الأطفال على الصيام في سن مبكرة، إذا كانوا قادرين على تحمل الصوم دون معاناة كبيرة. كان الصحابة -رضي الله عنهم- يشجعون أطفالهم على الصيام. روي عن الربيع بنت معوذ أنها قالت:
“(أَرْسَلَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ، قالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّى يَكونُ عِنْدَ الإفْطَارِ).”
لتعويد الأطفال على الصيام بشكل تدريجي، يمكن للأهل أن يطلبوا من أطفالهم الامتناع عن الطعام لفترة قصيرة، مثل الفترة ما بين الظهر والعصر أو العصر والمغرب، وذلك حسب قدرة الطفل، لكي يعتاد على الصيام ويعيش أجواء شهر رمضان المبارك.
أساليب تحفيز الصغار على الصيام
توجد عدة طرق ووسائل لتعويد الطفل وتدريبه على الصيام، ومن بينها:
- أسلوب التشجيع: من خلال إيقاظ الطفل لتناول وجبة السحور، وتشجيعه طوال اليوم على إكمال الصيام إذا لم يكن هناك أي صعوبة عليه، وإشغال وقته باللعب والأنشطة المفيدة، مما يساعد على صرف انتباه الطفل عن التفكير في الطعام والشراب. هذه الطريقة كانت متبعة عند الصحابة، حيث كانوا يجعلون أطفالهم يصومون ويصنعون لهم ألعابًا من الصوف.
- إعلام الأطفال بفضل الصيام: يتم إخبار الأطفال بأن الله -سبحانه وتعالى- خصص للصائمين بابًا من أبواب الجنة يسمى باب الريان، وأن في الجنة ما يشتهي الطفل ويحب، وأن الصائم يستجيب الله لدعائه، وأن الصوم يجعل قلب الإنسان مليئًا بالرحمة التي تجعله يشعر بالفقراء والمحتاجين.
- التحفيز من خلال الترغيب: عن طريق مكافأة الطفل على الصيام بتقديم بعض الهدايا والأشياء التي يحبها، ولكن يجب أن يكون ذلك باعتدال ودون مبالغة أو إسراف.
- تنظيم مسابقات رمضانية: إجراء مسابقة لحفظ سور معينة من القرآن الكريم، بحيث يتنافس الأبناء على حفظها طوال شهر رمضان المبارك.
- مشاركة الطفل في تجهيز زينة رمضان: وذلك بجعل الطفل يشارك الوالدين في تزيين المنزل استعدادًا للشهر الفضيل، مما يزيد من رغبته في الصيام.
- التدرج مع الطفل في الصيام: وذلك بتحديد أوقات معينة لصيامه، إذا كان غير قادر على صيام اليوم بأكمله.
العمر الملائم لتعليم الطفل الصوم
لا يجب على الطفل الصغير الصيام حتى يبلغ سن الرشد، لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
“(رُفِعَ القلَم ُعَن ثلاثةٍ عن النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يكبُرَ وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقِلَ أو يفيقَ)”
لكن يُستحب تعويده على الصيام قبل البلوغ، ويعتبر السن المناسب لتعويد الطفل على الصيام هو سن الإطاقة.
من العلماء الذين قالوا بأن السن المناسب لصيام الطفل هو الإطاقة: الشافعي، وقتادة، والزهري، وعطاء، والحسن. يختلف سن الإطاقة من طفل إلى طفل بحسب بنيته الجسدية، وقد حدد بعض العلماء سن الإطاقة بسن العاشرة، قياساً على الصلاة التي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوجوبها على الطفل الذي يبلغ العاشرة من عمره.
المصادر
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم:1960 ، خلاصة حكم المحدث الصحيح.
- مصطفى العدوي،كتاب دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 33. بتصرّف.
- محمد المنجد،كتاب دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 32. بتصرّف.
- محمود سعدات،دور الصيام في تنشئة الطفل، صفحة 45-56. بتصرّف.
- رواه أبو داود، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4398، صحيح.
- محمود فتوح محمد سعدات،دور الصيام في تنشئة الطفل، صفحة 54-57. بتصرّف.