أحكام صلاة الوتر عند الحنفية

شرح لأحكام صلاة الوتر عند المذهب الحنفي، بما في ذلك عدد الركعات، قراءة القنوت، وقت الصلاة، فضل الوتر، وأحكام أخرى.

جدول المحتويات

حكم صلاة الوتر عند الحنفية

تُعد صلاة الوتر عند المذهب الحنفي واجبة، وطبقاً للفقه الحنفي، فإن الواجب أقل من الفرض، وعدد ركعاتها ثلاث ركعات بتسليمة واحدة. في كل ركعة، يُقرأ سورة الفاتحة وسورة أخرى من القرآن الكريم. بعد الانتهاء من القراءة في الركعة الثالثة، يرفع المصلي يديه ويكبر كما يكبر في تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ بدعاء الاستفتاح.[1]

القنوت في صلاة الوتر عند الحنفية

يقرأ المصلي دعاء القنوت في صلاة الوتر قبل الركوع. عند الحنفية، القنوت في صلاة الوتر واجب. في حالة عدم القدرة على القنوت، يُمكن للمصلي أن يقول: “اللهم اغفر لي” ثلاث مرات. إذا نسي دعاء القنوت أثناء صلاة الوتر وتذكره وهو في ركوعه، لا يقنت ولا يعود للقيام.[1]

عند الانتهاء من الصلاة وتسليم التسليمتين، يُمكن للمصلي أن يسجد سجود السهو. إذا عاد للقيام وقراءة دعاء القنوت ولم يعد إلى الركوع، فإن صلاته صحيحة. كما أنه يُمكن للمسلم أن يرفع رأسه لقراءة السورة ودعاء القنوت إذا ركع سهواً قبل قراءتهما.[1]

وقت صلاة الوتر عند الحنفية

وقت صلاة الوتر هو وقت صلاة العشاء، أي من غروب الشفق إلى طلوع الفجر. لا يُؤذن لصلاة الوتر ولا يكون لها إقامة، ويُكتفى بأذان العشاء والإقامة. لا يجوز تقديم صلاة الوتر على صلاة العشاء، بل يجب الترتيب بينهما، فتصلى أولاً صلاة العشاء ثم صلاة الوتر.[2]

في حالة ترك صلاة الوتر متعمداً أو بسبب نسيان، يجب قضاء صلاة الوتر، حتى لو طالت مدة ذلك. إذا قدم صلاة الوتر قبل صلاة العشاء بسبب نسيان، فإن صلاته صحيحة، وعليه أن يصلي صلاة العشاء ثم صلاة الوتر على الترتيب بعد ذلك. إذا تبين له لاحقاً أن صلاة العشاء باطلة لسبب ما، فإن صلاة الوتر تصح.[1]

يجب إعادة صلاة العشاء فقط، لأن الترتيب بينهما يسقط بسبب العذر.[1] لا يجوز للمسلم صلاة الوتر قاعداً إذا كان قادراً على القيام، ولا يصليها راكباً من غير عذر. ومن السنة أن يقرأ بالسر في صلاة الوتر، سواء كان إماماً أو صلى منفرداً أو كان مأموماً.[1]

لا تُشرع صلاة الجماعة في صلاة الوتر إلا في شهر رمضان المبارك، فحكمها مستحب لاجتماع المسلمين في الصلاة في رمضان. أما في غير شهر رمضان، فإن الجماعة في صلاة الوتر مكروهة.[3]

فضل صلاة الوتر

لصلاة الوتر فضل عظيم عند الله -سبحانه وتعالى-. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “(أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ).” [4, 5]

المراجع

[1] عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 305. بتصرّف.

[2] صادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 292. بتصرّف.

[3] عبد الرحمن بن محمد الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 306. بتصرّف.

[4] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:721، صحيح.

[5] صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 97. بتصرّف.

Total
0
Shares
المقال السابق

أحكام صلاة المسافر

المقال التالي

أحكام صلاة الوتر عند الشافعية

مقالات مشابهة