جدول المحتويات
أحكام صلاة العيد للنساء
أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء بحضور صلاة العيدين، كما ذكرت أم عطية -رضي الله عنها-:(كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ)،[١]
يُسنُّ للمرأة حضور صلاة العيد مع الالتزام ببعض الأحكام، وهي كما يأتي:[٢]
* عدم وضع الطيب.
* الابتعاد عن الرجال.
* ارتداء اللباس الشرعي.
* تجنب كثرة الحديث وارتفاع الصوت.
* عدم ارتداء لباس الزينة أو الشهرة، أي ما عُرف بين الناس بأنه لباس تكبر أو لباس زهد.
ويُستحب لخطيب الجمعة أن يخصص للنساء موعظة في خطبته، فقد روى جابر -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-:(قَامَ فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ، فَلَمَّا فَرَغَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَزَلَ، فأتَى النِّسَاءَ، فَذَكَّرَهُنَّ وهو يَتَوَكَّأُ علَى يَدِ بلَالٍ).[٣] (وبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِي فيه النِّسَاءُ صَدَقَةً قُلتُ لِعَطَاءٍ: أتَرَى حَقًّا علَى الإمَامِ الآنَ: أنْ يَأْتِيَ النِّسَاءَ فيُذَكِّرَهُنَّ حِينَ يَفْرُغُ؟ قالَ: إنَّ ذلكَ لَحَقٌّ عليهم وما لهمْ أنْ لا يَفْعَلُوا)،[٣]
وتحرص النساء على الالتزام بآداب وأحكام يوم العيد، مثل أكل تمرات وتراً قبل الخروج لصلاة عيد الفطر، والإفطار من الأضحية في عيد الأضحى، ومخالفة طريق الذهاب والعودة، والإكثار من التكبير؛ لكن بصوت منخفض.
صلاة العيدين
اسم العيد مشتق من العود، أي يعود ويتكرر كل عام؛ لأنه يعود بالفرح والسرور، ويعود الله فيه بالإحسان على عباده على إثر أدائهم لطاعته. والعيد مرتبط بعبادتي الصيام والحج، ولكلٍ من العيدين أحكامه وشروطه الخاصة.
من المعلوم أنَّ في صلاة العيدين خيرٌ كثير، وأجرٌ عظيم وبركة وطُهر، وسماع الناس خطبتي صلاة العيد هو شذب لمشاعر المسلمين وصقل لوجدانهم وخطاب لعواطفهم.[٤]
حكم حضور النساء لصلاة الجماعة
يُستحب عند الفقهاء أن تقوم النساء بأداء الصلاة جماعةً مع بعضهنَّ، وهذا قول الشافعية والحنابلة وابن حزم وابن القيم وغيرهم، بدليل ما رواه عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً).[٥][٦]
فحضور النساء لصلاة الجماعة غير واجبة بدليل بقوله -تعالى-:(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ)،[٧]
وقد أوجب ابن مسعود وأبي موسى والأوزاعي جماعة المرأة للصلوات الخمس.[٨]
إنما خصَّ الله -تعالى- الرجال بالذكر؛ فدلَّ على أنَّ صلاة المرأة في بيتها أفضل، لما روى ابن عمر -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضلُ من صلاتِها في حُجرتِها وصلاتُها في مَخدعِها أفضَلُ مِن صلاتِها في بيتِها).[٩][٨]
المراجع
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:971 ، صحيح.
- صالح الفوزان،”أحكام صلاة العيد”،موقع الشيخ صالح الفوزان، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
- أبرواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:961، صحيح.
- أحمد شهاب،صلاة العيدين حكمها ومشروعية آدابها في الفقه الإسلامي، صفحة 347.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح.
- “المَطلَب الأوَّل: حُكمُ صلاةِ الجماعةِ”،الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2022. بتصرّف.
- سورة النور، آية:36-37
- أبسعاد صالح،أحكام عبادات المرأة في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة، صفحة 233-234. بتصرّف.
- رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:467، حسن كما قال في المقدمة.
