أحكام حضور رؤية ذبح الأضحية

استكشاف أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بحضور ومشاهدة ذبح الأضحية. نظرة تفصيلية على حكم الحضور في حالات الذبح من قبل الغير أو بالتوكيل، بالإضافة إلى استعراض الحكمة من استحباب الحضور.

الضوابط الشرعية لحضور ومشاهدة الأضحية

تولي الشريعة الإسلامية اهتمامًا بالغًا بأحكام الأضحية وتفاصيلها الدقيقة، فهي من الشعائر الإسلامية العظيمة والسنن المؤكدة. على من أراد أن يضحي أن يختار أفضل الأضاحي وأكثرها كمالًا، ويتجنب اختيار المريضة أو العرجاء أو الهزيلة أو العوراء. بل يستحب للفقهاء اختيار لونها المفضل. ومن ضمن هذه الأحكام، نتناول بالبحث حكم حضور صاحب الأضحية لعملية الذبح ومشاهدتها.

الأصل هو أن يحضر صاحب الأضحية ذبحها وأن يتولى ذبحها بنفسه، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يفعل ذلك. وقد ذهب أهل العلم إلى استحباب حضور المضحي لذبح أضحيته وقيامه بالذبح بنفسه، فإن لم يرغب في الذبح بنفسه ووكل شخصًا آخر بالذبح، فإنه يستحب له حضور الذبح ومشاهدته. ولا يجب ذلك، ولكن لا ينبغي ترك حضور الذبح إلا لعذر قاهر.

حكم الحضور عند ذبح الأضحية من قبل شخص آخر دون إذن

سنتناول فيما يلي حكم حضور ذبح الأضحية إذا تم تخصيصها وقام شخص آخر بذبحها دون إذن من صاحبها:

الرأي الأول: يجوز ذلك، وهو رأي جمهور العلماء من الحنفية والحنابلة، وكذلك الرأي الثاني عند الشافعية. فقد ذهبوا إلى أن الأضحية تكون صحيحة ومجزئة عن صاحبها؛ لأن صاحبها قد خصصها سابقًا، فلا تحتاج إلى نية عند الذبح، فإذا ذبحها غيره أجزأ ذلك.

الرأي الثاني: لا يجوز ذلك، وهو أحد القولين عند الشافعية -وهو قول الأغلبية منهم-: فقد ذهبوا إلى أنها لا تصح؛ لأنها تحتاج إلى نية، ولأن الذبح عبادة، فإذا فعلها غير صاحبها بدون إذنه، فلا تصح.

وتتحدد الأضحية بعدة أمور، منها:

  • أن يقول صاحبها: هي أضحية.
  • أو أن ينوي عند شرائها أنها أضحية، كما نقل ذلك ابن قدامة عن الحنفية والمالكية.
  • أو أن ينذرها الإنسان بأن يقول: عينت هذه الشاة عن نذري، أو لله علي أن أضحي بهذه الشاة.

حكم حضور الأضحية في حالة التوكيل بالذبح

التوكيل هو إذن بالذبح، كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه: (نحر ثلاثًا وستّين بدنةً بيده، ثمّ وكّل عليًّا -رضي الله عنه- بذبح ما بقي منها). ولأن هذا الفعل قربة إلى الله -تعالى-، فمن المستحب أن لا يقوم به غير صاحبها، وإن قام به غيره، فإنه يجوز بلا خلاف بين أهل العلم أن لا يحضر صاحب الأضحية ذبحها ولا يشاهده، وأن يوكل غيره بذلك.

الغاية من تفضيل حضور ورؤية ذبح الأضحية

سنسلط الضوء فيما يلي على الفائدة من استحباب حضور ورؤية الأضحية:

  • إن حضور ومشاهدة ذبح الأضحية هو إحياء للسنة النبوية، وهو قربة إلى الله -تعالى-، فقد فعل ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- كما سبق ذكره. ولهذا يستحب أن يذبحها بيده أو أن يشهد ذبحها إن لم يذبحها بيده.
  • إن حضور ومشاهدة الذبح بحضور الأهل يرسخ في نفوسهم عظمة هذه الشعيرة. ولهذا استحب العلماء أن يذبح الإنسان أضحيته في داره وأن يشهد ذبحها هو وأهل بيته.
  • إن حضور صاحب الأضحية ومشاهدته للذبح يجعله يستشعر معنى التقرب إلى الله -تعالى- بالأضحية، ويستشعر معنى الخضوع لله، وكذلك يتحقق معه المقصود من هذه العبادة.

المراجع:
(نحر ثلاثًا وستّين بدنةً بيده، ثمّ وكّل عليًّا -رضي الله عنه- بذبح ما بقي منها) رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

عبارات مؤثرة وخواطر أليمة

المقال التالي

الرأي الشرعي في تهذيب الحاجبين

مقالات مشابهة