مسألة الطهارة بعد طلوع الفجر
اختلف الفقهاء والعلماء في الدين الإسلامي في تحديد حكم المرأة التي ترى الطهر من الحيض بعد طلوع الفجر الصادق. يرى الإمام أحمد بن حنبل أنه يجب على هذه المرأة الإمساك عن الطعام والشراب في ذلك اليوم، وعليها قضاء هذا اليوم لاحقًا. بينما يذهب جمهور العلماء إلى أن صيامها في هذا اليوم غير صحيح، وذلك لأنهم يرون أن الإمساك يجب أن يكون من بداية طلوع الفجر، وهذا لا يتحقق في حالة المرأة التي تكون في حالة إفطار في بداية اليوم ثم تمسك بعد الطهر. وعلى كلا الرأيين، يتفق العلماء على وجوب قضاء هذا اليوم على المرأة.
مسألة التأكد من الطهر قبل طلوع الفجر
إذا تيقنت المرأة من طهرها من الحيض قبل طلوع الفجر، ولو بلحظة قصيرة، فإنه يجب عليها الصيام في ذلك اليوم، حتى وإن أخرت الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر. ولا يجب عليها قضاء ذلك اليوم. ومع ذلك، على الرغم من صحة صيامها، إلا أنها تعتبر آثمة إذا أخرت الاغتسال وتسببت في تفويت أوقات الصلاة، مثل صلاة الصبح وصلاة الظهر. وعليها أن تتوب إلى الله تعالى عن هذا الذنب.
مسألة الحيض أثناء نهار الصيام
يفسد صيام المرأة إذا حاضت أثناء النهار، حتى لو كان ذلك قبل لحظات قليلة من غروب الشمس. ويحرم عليها الاستمرار في الإمساك في ذلك اليوم. ويجب عليها قضاء ذلك اليوم بعد انتهاء شهر رمضان. وقد ذكر الإمام النووي إجماع علماء الأمة على عدم صحة صيام الحائض والنفساء، مستندين إلى ما ورد في السنة النبوية عن السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت:
“كُنَّا نَحِيضُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ.”
المراجع
- الشيخ ابن عثيمين، “60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس”، صيد الفوائد.
- “متى يصح الصيام عند الطهر من الحيض”، إسلام ويب، 2011-9-3.
- رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 787، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- “إذا حاضت قبل الغروب ولو بلحظة بطل صومها ووجب عليها القضاء”، الإسلام سؤال وجواب، 2003-11-3.