أحكام الصيام للنساء

جدول المحتويات

أحكام صيام النساء خلال شهر رمضان

يُعتبر الصيام ركناً من أركان الإسلام، وهو واجب على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل قادر، لكنّه يختلف في بعض أحكامه بين الرجال والنساء، فما هي أحكام صيام النساء خلال شهر رمضان؟

صيام الحائض والنفساء

يجب على المرأة أن تصوم عند بلوغها سنّ الحيض،[1] ويُشترط للصيام طهارة المرأة من الحيض والنّفاس. فلا تصوم الحائض ولا النفساء، وواجب عليهما قضاء ما أفطرتاه في رمضان. فإذا صامت المرأة في بداية اليوم ثمّ أصابها الحيض أو النّفاس، فإنّها تُفطر، وتقضي ما أفطرته. [2] وإذا صامتا، فإن صيامهما باطل؛ لأنّ الفِطْر واجب عليهما، والصيام محرّم. [3]

طهارة المرأة من الحيض

إذا طهرت المرأة من الحيض قبل طلوع الفجر، فإنّها تُصوم مع عقد النيّة، ويُعدّ صيامها صحيحاً حتى وإن لم تغتسل بعد، وأخّرت الاغتسال إلى ما بعد الفجر. ولا يترتب عليها أيّ إثم، إلّا إثم تأخير صلاة الفجر عن وقتها، فيجب عليها التوبة إلى الله -تعالى-، وقضاء صلاة الفجر. أمّا إذا انقطع الحيض بعد الفجر ولو بلحظةٍ واحدةٍ، فإنّها تُفطر ذلك اليوم، ويتوجب عليها قضاؤه. [4] وتغتسل لأداء ما عليها من صلواتٍ وعباداتٍ أخرى غير الصيام. وقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في ذلك: “ومتى وُجد الحيض في جزءٍ من النهار؛ فسد صوم ذلك اليوم، سواءً وُجد في أوله أو في آخره”. [4]

لمزيد من التفاصيل حول صيام المرأة بعد الحيض، يُمكنكم الإطلاع على مقالة: ((متى يجب الصوم بعد الحيض)).

حكم صيام المُرضع والحامل

اتّفق العلماء على جواز إفطار الحامل أو المُرضع في رمضان إن خافتا على نفسَيهما أو على ولدَيهما أو على نفسَيهما مع ولديهما. وقال الشافعيّة بوجوب إفطار الحامل والمُرضع إن خافتا وقوع ضررٍ لا يمكن احتماله أو التخلُّص منه. [9]

لمزيد من التفاصيل حول حكم صيام الحامل، يُمكنكم الإطلاع على المقالات الآتية: ((حكم إفطار الحامل في رمضان)). ((شروط إفطار الحامل في رمضان)).

مسائل مُتعلّقة بأحكام الصيام للنساء

صيام المستحاضة

يتوجّب على المرأة المستحاضة الصيام، ولا يصحّ منها أن تفطر إلّا لعذرٍ، كالمرض أو السفر. [19] ويُفرّق بين دم الحيض ودم الاستحاضة بعدّة أمورٍ؛ فالدم النازل أثناء مدّة الحيض يُعتبر حيضاً، وتنطبق عليها أحكام الحائض، وبانتهاء المدّة المعتادة للحيض تُعتبر المرأة مستحاضةً، ولو استمرّ نزول الدم، فإنّها تغتسل، وتصوم، وتصلّي؛ لِما أخرجه البخاري في صحيحه، عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-:(جَاءَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ أبِي حُبَيْشٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، إنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ، وليسَ بحَيْضٍ، فَإِذَا أقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي -قالَ: وقالَ أبِي:- ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، حتَّى يَجِيءَ ذلكَ الوَقْتُ).[20, 21]

لمزيد من التفاصيل حول الاستحاضة، يُمكنكم الإطلاع على مقالة: ((ما هي الاستحاضة)).

المراجع

  1. سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 25. بتصرّف.
  2. أبمحمد رفيق الشوبكي (2015)، دليل الأنام في أحكام الصيام، صفحة 74. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة(الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 522، جزء 1. بتصرّف.
  4. “متى يصح الصيام عند الطهر من الحيض”، www.ar.islamway.net، 13-7-2014، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  5. وزارة الأوقاف، الموسوعة الفقهية الكويتية(الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 255، جزء 6. بتصرّف.
  6. النووي، المجموع شرح المهذب، الأردن : دار الفكر ، صفحة 256، جزء 6. بتصرّف.
  7. ابن تيمية (1996)، شرح العمدة(الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الأنصاري، صفحة 59، جزء 1. بتصرّف.
  8. علي الصعيدي العدوي (1994)، حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني، بيروت: دار الفكر، صفحة 445، جزء 1. بتصرّف.
  9. عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة(الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 520-521، جزء 1.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1930، صحيح.
  11. جابر العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 175-176. بتصرّف.
  12. أبنضال سلطان (22-7-2012)، “أسئلة الصيام الطبية”، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  13. مفلح الهيتي، المستجدات الطبية وأثرها على الصيام، صفحة 20-22. بتصرّف.
  14. منصور بن يونس البهوتي، كشف القناع عن متن الإقناع، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 218، جزء 1. بتصرّف.
  15. تقي الدين بن تيمية (1987)، الفتاوى الكبرى(الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 349، جزء 3.
  16. “يستحب للصائم الاحتراز عن ذوق الطعام إلا لعذر”، www.aliftaa.jo، 8-11-2012، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  17. علوي السقاف، الموسوعة الفقهية، صفحة 416، جزء 1. بتصرّف.
  18. محمد بن عبد الله التميمي (2013)، الجامع لمسائل المدونة(الطبعة الأولى)، المدينة: معهد البحوث العلمية، صفحة 1113، جزء 3. بتصرّف.
  19. نضال سلطان (18-6-2014)، “أحكام تخص المرأة المسلمة”، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 228، صحيح.
  21. “هل تصوم المرأة المستحاضة”، www.islamqa.info، 21-10-2005، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
Exit mobile version