أحكام الصلاة للمرأة بعد الولادة

مقدمة

تعتبر فترة النفاس مرحلة مهمة في حياة المرأة المسلمة، وتتطلب فهمًا واضحًا للأحكام الشرعية المتعلقة بها، خاصة فيما يخص العبادات كالصلاة والصوم. يهدف هذا المقال إلى توضيح هذه الأحكام بناءً على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، مع مراعاة اختلاف الآراء الفقهية في بعض المسائل.

حكم أداء الصلاة أثناء النفاس

يحرم على المرأة النفساء أداء الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة، وذلك باتفاق العلماء. ولا يجب عليها قضاء الصلوات التي فاتتها خلال فترة النفاس بعد طهرها.
يستند هذا الحكم إلى الأدلة الشرعية التي تدل على أن النفاس كالحيض في منع الصلاة، وذلك للتخفيف عن المرأة في هذه الفترة التي تحتاج فيها إلى الراحة والاستجمام.

علامات الطهر من النفاس

تعتبر المرأة النفساء طاهرة عندما ترى إحدى علامتين:

1. النشاف: وهو جفاف المحل تمامًا من الدم والإفرازات.
2. القصة البيضاء: وهي عبارة عن سائل أبيض يخرج من الرحم.

إذا رأت المرأة إحدى هاتين العلامتين، فإنها تصبح طاهرة ويجوز لها الصلاة والصوم، ويحل لزوجها جماعها. ولا يشترط أن تنتهي الأربعين يومًا للحكم بطهارتها، فالعبرة بتحقق علامات الطهر وليس بانتهاء المدة. ولا يضر المرأة إذا طهرت ما تجده من كدرة أو صفرة أو غيرها من الإفرازات، ولا تمنعها من أعمال العبادة وغيرها المباحة للطاهرات.

خالد بن سعود البليهد،”علامة الطهر في النفاس”،صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.

كيفية الاغتسال بعد النفاس

عندما تريد المرأة النفساء أن تتطهر، يجب عليها اتباع الخطوات التالية:

1. الاستنجاء لإزالة آثار الدم والإفرازات من حول الفرج.
2. الوضوء وضوء الصلاة.
3. إفاضة الماء على الرأس ثلاث مرات.
4. إفاضة الماء على الشق الأيمن من الجسم، ثم الشق الأيسر، ثم تعميم الجسد بالماء.

هذه الصفة هي الأفضل والأكمل، ولكن إذا صبت المرأة الماء على جسدها مرة واحدة بنية التطهر، فإن ذلك يجزئ. ويستحب لها أن تغتسل بالماء والسدر.

“كيفية الغسل من الحيض والجنابة”،الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرف.

أحكام أخرى متعلقة بالنفاس

بالإضافة إلى حكم الصلاة، هناك أحكام أخرى تتعلق بالمرأة النفساء:

• الصوم: يحرم على النفساء صوم الفرض والنافلة، وعليها قضاء ما أفطرته في رمضان بعد رمضان. فإن صامت فإنها آثمة، ولا يصح منها، ولم تبرأ ذمتها بذلك الصيام، وعليها أن تقضيه.
• الجماع: يحرم على زوجها أن يجامعها، وهو آثم إن جامعها. ويجوز له أن يقبلها ويباشرها دون الفرج.
• الطلاق: يجوز لزوجها أن يطلقها في نفاسها خلاف الحائض.
• الذكر والدعاء: يجوز لها أن تسبّح الله وتذكره، وتدعوه، وتأمن على الدعاء، والاستماع إلى القرآن الكريم، وقراءة كتب الفقه والحديث.

أبرامي حنفي محمود (28-9-2013)،”ملخص أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة”،شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2018. بتصرّف.