أحرف الربط في سورة البقرة

استكشاف مواضع أحرف الربط ودلالاتها في سورة البقرة، مع أمثلة من الآيات الكريمة وتوضيحات لمعانيها المختلفة.

مقدمة

تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتتميز بأسلوبها البلاغي الرفيع، واستخدامها المتقن لأدوات الربط اللغوي. تلعب حروف الربط دورًا حيويًا في بناء النص القرآني، حيث تساعد على ربط الجمل والأفكار، وإبراز العلاقات بينها. في هذا المقال، سنتناول أمثلة من سورة البقرة توضح كيفية استخدام أحرف الربط، والمعاني المختلفة التي تضيفها إلى النص. سنسعى إلى فهم كيفية مساهمة هذه الأدوات في إيصال المعنى المراد من الآيات بشكل دقيق وواضح.

نماذج للوصل في الآيات من 1 إلى 100

في هذه المجموعة من الآيات، نلاحظ استخدامات متعددة لحروف الربط، تهدف إلى توضيح صفات المؤمنين والكافرين، وبيان أحوالهم المختلفة. ومن هذه الأمثلة:

  • قوله تعالى: “(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)” [البقرة: 3]. هنا حرف العطف “و” يربط بين الإيمان بالغيب، وإقامة الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله، ليصف لنا صفات المؤمنين.
  • قوله تعالى: “(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)” [البقرة: 4]. حرف العطف “و” يربط بين الإيمان بما أُنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالكتب السماوية السابقة، والإيقان بالآخرة.
  • قوله تعالى: “(أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)” [البقرة: 5]. تكرار حرف العطف “و” هنا يؤكد على أن الفلاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالهداية من الله.
  • قوله تعالى: “(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)” [البقرة: 6]. هنا نجد استخدام “أم” التي تفيد التسوية بين الإنذار وعدمه بالنسبة للكافرين.
  • قوله تعالى: “(خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)” [البقرة: 7]. حرف العطف “و” يربط بين الختم على القلوب والأسماع، وإضافة غشاوة على الأبصار، ليصف لنا حالة الكافرين.
  • قوله تعالى: “(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ)” [البقرة: 8]. حرف العطف “و” يربط بين ادعاء الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، بينما الواقع يخالف ذلك.
  • قوله تعالى: “(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ)” [البقرة: 9]. حرف العطف “و” يربط بين مخادعة الله ومخادعة المؤمنين.
  • قوله تعالى: “(فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)” [البقرة: 10]. حرف العطف “و” يربط بين زيادة المرض في قلوبهم والعذاب الأليم الذي ينتظرهم.
  • قوله تعالى: “(وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ)” [البقرة: 14]. حرف العطف “و” يربط بين لقائهم المؤمنين وادعاء الإيمان، وانفرادهم بشياطينهم وإعلان الولاء لهم.
  • قوله تعالى: “(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)” [البقرة: 15]. حرف العطف “و” يربط بين استهزاء الله بهم وإمهالهم في طغيانهم.
  • قوله تعالى: “(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ)” [البقرة: 16]. حرف العطف “و” يؤكد على عدم اهتدائهم كنتيجة لشراء الضلالة بالهدى.
  • قوله تعالى: “(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ)” [البقرة: 17]. حرف العطف “و” يربط بين ذهاب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.
  • قوله تعالى: “(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)” [البقرة: 18]. تعداد هذه الصفات (الصمم، والبكم، والعمى) يوضح مدى ضلالهم وعدم قدرتهم على الرجوع إلى الحق.
  • قوله تعالى: “(أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ)” [البقرة: 19]. حرف العطف “و” يربط بين الظلمات والرعد والبرق، ليصف لنا شدة الهول الذي يحيط بهم.
  • قوله تعالى: “(يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)” [البقرة: 20]. حرف العطف “و” يربط بين مشيهم في الضوء ووقوفهم في الظلام، ليصف لنا حال المنافقين.
  • قوله تعالى: “(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)” [البقرة: 21]. حرف العطف “و” يربط بين خلقهم وخلق الذين من قبلهم، ليدل على قدرة الله الشاملة.
  • قوله تعالى: “(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)” [البقرة: 22]. حرف العطف “و” يربط بين جعل الأرض فراشًا والسماء بناءً، وإنزال الماء من السماء، ليذكرنا بنعم الله علينا.
  • قوله تعالى: “(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)” [البقرة: 23]. حرف العطف “و” يربط بين التحدي بالإتيان بسورة من مثله، ودعوة الشهداء من دون الله.
  • قوله تعالى: “(فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)” [البقرة: 24]. حرف العطف “و” يربط بين الناس والحجارة كوقود للنار.
  • قوله تعالى: “(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)” [البقرة: 25]. حرف العطف “و” يربط بين الإيمان وعمل الصالحات كشرط لنيل الجنة.
  • قوله تعالى: “(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ)” [البقرة: 26]. تكرار “و” يبين أثر المثل في هداية أو إضلال الناس بحسب حالهم.
  • قوله تعالى: “(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)” [البقرة: 27]. حرف العطف “و” يربط بين نقض العهد، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، والإفساد في الأرض، ليصف لنا صفات الخاسرين.
  • قوله تعالى: “(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)” [البقرة: 28]. استخدام “ثم” هنا يدل على الترتيب الزمني للأحداث.
  • قوله تعالى: “(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)” [البقرة: 29]. استخدام “ثم” هنا يدل على الترتيب الزمني للأحداث.
  • قوله تعالى: “(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)” [البقرة: 30]. حرف العطف “و” يربط بين الإفساد وسفك الدماء.
  • قوله تعالى: “(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)” [البقرة: 60]. حرف العطف “و” يربط بين الأكل والشرب من رزق الله.
  • قوله تعالى: “(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ)” [البقرة: 70]. حرف العطف “و” يربط بين تشابه البقر عليهم ورجائهم في الهداية.
  • قوله تعالى: “(أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)” [البقرة: 77]. حرف العطف “و” يربط بين ما يسرون وما يعلنون، ليدل على علم الله الشامل.
  • قوله تعالى: “(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ)” [البقرة: 83]. حرف العطف “و” يربط بين الإحسان إلى الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، وقول الحسن للناس، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة.
  • قوله تعالى: “(وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ)” [البقرة: 92]. استخدام “ثم” هنا يدل على الترتيب الزمني للأحداث.
  • قوله تعالى: “(مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ)” [البقرة: 98]. حرف العطف “و” يربط بين عداوة الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال.

نماذج للوصل في الآيات من 101 إلى 200

تستمر سورة البقرة في استخدام أحرف الربط لتوضيح الأحكام الشرعية، وتبيين العلاقات بين العبادات المختلفة، وتحذير الناس من مغبة مخالفة أمر الله. أمثلة على ذلك:

  • قوله تعالى: “(وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)” [البقرة: 110]. حرف العطف “و” يربط بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
  • قوله تعالى: “(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)” [البقرة: 125]. حرف العطف “و” يربط بين الطائفين والعاكفين والركع السجود.
  • قوله تعالى: “(قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)” [البقرة: 139]. حرف العطف “و” يربط بين ربنا وربكم، ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم.
  • قوله تعالى: “(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)” [البقرة: 151]. حرف العطف “و” يربط بين تلاوة الآيات، والتزكية، وتعليم الكتاب والحكمة، وتعليم ما لم يكونوا يعلمون.
  • قوله تعالى: “(إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)” [البقرة: 169]. حرف العطف “و” يربط بين السوء والفحشاء.
  • قوله تعالى: “(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)” [البقرة: 180]. حرف العطف “و” يربط بين الوالدين والأقربين.
  • قوله تعالى: “(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)” [البقرة: 189]. حرف العطف “و” يربط بين الناس والحج.
  • قوله تعالى: “(ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)” [البقرة: 199]. حرف العطف “و” يربط بين الإفاضة والاستغفار.

نماذج للوصل في الآيات من 201 إلى 286

في هذه المجموعة الأخيرة من الآيات، تظهر أحرف الربط في سياقات متنوعة، منها بيان أحوال المجاهدين، وتوضيح أحكام الطلاق، والحث على الإنفاق في سبيل الله. أمثلة على ذلك:

  • قوله تعالى: “(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)” [البقرة: 214]. حرف العطف “و” يربط بين البأساء والضراء.
  • قوله تعالى: “(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)” [البقرة: 218]. حرف العطف “و” يربط بين الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله.
  • قوله تعالى: “(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)” [البقرة: 228]. حرف العطف “و” يربط بين الإيمان بالله واليوم الآخر.
  • قوله تعالى: “(الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)” [البقرة: 229]. هنا “أو” تفيد التخيير بين الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان.
  • قوله تعالى: “(فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)” [البقرة: 230].
  • قوله تعالى: “(وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)” [البقرة: 244]. حرف العطف “و” يربط بين القتال في سبيل الله والعلم بأن الله سميع عليم.
  • قوله تعالى: “(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)” [البقرة: 256]. حرف العطف “و” يربط بين الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.
  • قوله تعالى: “(لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)” [البقرة: 272].
  • قوله تعالى: “(لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)” [البقرة: 286]. استخدام “أو” هنا يفيد التفصيل والتنويع في الدعاء.

خلاصة

يتضح لنا من خلال استعراض هذه الأمثلة، أن سورة البقرة تستخدم أحرف الربط بشكل دقيق ومتقن، لربط الجمل والأفكار، وتوضيح العلاقات بينها. هذه الأدوات اللغوية تساهم في إيصال المعنى المراد من الآيات بشكل واضح ومؤثر، وتساعد القارئ على فهم الرسالة القرآنية بشكل أفضل.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

البذل في الشريعة الإسلامية

المقال التالي

أريج الماضي: الروائح العطرة في الحضارة العربية

مقالات مشابهة

طرق معالجة التلوث الكيميائي

طرق معالجة التلوث الناتج عن المواد الكيميائية. أسباب التلوث الكيميائي. أنواع الملوثات الكيميائية: عضوية وغير عضوية. تأثيرات التلوث الكيميائي على البيئة وصحة الإنسان. مصادر ومراجع.
إقرأ المزيد