محتويات |
---|
نبذة عن حرب البسوس |
جذور الصراع وأسبابه |
مسرح الأحداث: أين دارت رحى الحرب؟ |
نبذة عن حرب البسوس
تُعرف حرب البسوس كأحد أطول الحروب في التاريخ العربي، وقد امتدت لأكثر من أربعين عاماً، بحسب بعض الروايات. اشتعلت هذه الحرب بين قبيلة تغلب بن وائل وحلفائها من جهة، وقبيلة بني شيبان وحلفائها من قبيلة بكر بن وائل من جهة أخرى. بدأت هذه الحرب المدمرة عام 494م، و رغم اختلاف الروايات حول مدتها، إلا أنها خلفت ندوباً عميقة في تاريخ الجزيرة العربية.
جذور الصراع وأسبابه
لم يكن سبب اندلاع حرب البسوس حادثاً منعزلاً، بل كان نتاج تراكمات تاريخية طويلة. يُعتقد أن قتل الملك كليب بن ربيعة التغلبي، سيد قبائل معد، لناقة سعد بن شمس الجرمي، كان الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب. الجدير بالذكر أن البسوس بنت منقذ التميمة، خالة الجساس بن مرة الشيباني، كان لها دور في تفجر الأحداث. إلا أن هذا ليس السبب الوحيد.
فقد سادت سياسة كليب القائمة على الظلم والاستبداد، وخاصة تجاه قبيلة بني بكر، مما زاد من حدة التوتر بين القبيلتين. فقد منع كليب القبائل من استضافة الغرباء أو تقديم الحماية لهم دون إذنه، مخالفاً بذلك عادات العرب في الكرم والإغاثة. كما احتكر المراعي والعيون المائية لنفسه، مما زاد من غضب قبيلة بني بكر وضاعف من مشاعر الاستياء المتراكمة.
وقد تفاقمت الأمور عندما هاجت ناقة سعد واختلطت بإبل كليب، فأمر كليب بقتل الناقة، مما أدى إلى غضب البسوس والجساس، وتسبب في اندلاع الصراع الذي استمر لعقود.
مسرح الأحداث: أين دارت رحى الحرب؟
تُشير معظم الروايات إلى أن وادي الخيطان في منطقة الباحة، موطن قبيلتي بكر وتغلب، كان مسرحاً رئيسياً لأحداث هذه الحرب. لكن هناك آراء تاريخية أخرى تشير إلى مواقع أخرى، منها منطقة قريبة من مدينة زبيد اليمنية، بالإضافة إلى ذكر وادي الخيطان في تهامة. يظل تحديد الموقع الدقيق للحرب موضوع نقاش بين المؤرخين والباحثين.