فهارس المقال
المبحث | الرابط |
---|---|
أحاديث شريفة في أحكام البيع والشراء | الفقرة الأولى |
الهدي النبوي في المعاملات التجارية | الفقرة الثانية |
البيوع المحرمة في الإسلام | الفقرة الثالثة |
أحكام البيع والشراء في السنة النبوية
تضمن الحديث النبوي الشريف العديد من الأحكام المتعلقة بالبيع والشراء، والتي تُلزم البائع والمشتري باتباعها لتحقيق المعاملات العادلة والنزيهة. من هذه الأحكام:
روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:”البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، أوْ يقولُ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ اخْتَرْ، ورُبَّما قالَ: أوْ يَكونُ بَيْعَ خِيارٍ”؛[٢]
يشرح هذا الحديث حقّ الخيار لكلّ من البائع والمشتري قبل انفصالهما، وذلك بإمكانية فسخ العقد ما دام المجلس قائماً.
كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي”؛[٣]
يُحذّر هذا الحديث من الغشّ في البيع، ويدعو إلى الصدق والأمانة في جميع المعاملات.
وفي حديث آخر، نهى النبي ﷺ عن الاحتكار، كما في رواية الإمام مسلم عن معمّر بن عبد الله بن نضلة -رضي الله عنه-: “مَنِ احْتَكَرَ فَهو خاطِئٌ”؛[٤] ويُعرف الاحتكار بشراء السلع وتخزينها لرفع أسعارها لاحقاً.
كما حذر النبي ﷺ من التبخيس في الميزان، كما جاء في حديث رواه الألباني عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: ” ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم”،[٥] وهو ما يُعدّ من الظلم وأكل أموال الناس بالباطل.
سيرة النبي ﷺ في البيع والشراء: قدوة حسنة
كان النبي ﷺ خير قدوة في المعاملات التجارية، فقد كان يبيع ويشتري بنفسه، وكانت أعماله التجارية نموذجاً للنزاهة والأمانة. أخرج البخاري في صحيحه عن عروة بن أبي الجعد البارقي رضي الله عنه حديثاً يُبين ذلك. [٧]
كما كان ﷺ يُحثّ على الصدق والأمانة في البيع والشراء، كما في الرواية عن قيس بن أبي غرزة -رضي الله عنه- التي تُشير إلى دعوة النبي ﷺ للتّجار للالتزام بالصدق في تعاملاتهم. [٨]
وأوصى النبي ﷺ بالسماحة في البيع والشراء، كما جاء في قوله: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى”.[٩]
أنواع البيوع المحرمة
حرّم الإسلام بعض أنواع البيوع لما لها من آثار سلبية على الأفراد والمجتمع، ومنها:
النجش، كما جاء في حديث رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ النَّجْشِ”،[١١] وهو زيادة الثمن بهدف الإضرار بالآخرين.
بيع الحاضر للباد، كما جاء في حديث البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: “نَهَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، ولَا تَنَاجَشُوا، ولَا يَبِيعُ الرَّجُلُ علَى بَيْعِ أخِيهِ”.[١٢]
هذه بعض الأمثلة على البيوع المحرمة، ويجب على المسلم تجنبها للحفاظ على العدل والإنصاف في المعاملات.