أحاديث نبوية شريفة عن فضل الأم

مقتطفات من السنة النبوية الشريفة: بر الأم وفضلها

فضل الأمّ العظيم: أحاديث من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

تُعدّ الأمّ ركيزة أساسية في بناء الأسرة والمجتمع، وفضلها على أبنائها لا يُمكن حصره أو وصفه. وقد حثّ الإسلام على برّ الأمّ وامتنانها وخدمتها، وبيّن ذلك في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. من تلك الأحاديث ما يأتي:

سُئل رسول الله ﷺ: “يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟” فقال: “أُمُّكَ”. قال: “ثم من؟” قال: “ثم أُمُّكَ”. قال: “ثم من؟” قال: “ثم أُمُّكَ”. قال: “ثم من؟” قال: “ثم أبوكَ”. [١]

وفي رواية أخرى، سأل رجل النبي ﷺ عن الجهاد، فأخبره النبي ﷺ أنّه ما دامت أمه على قيد الحياة فعليه أن يبرّها، قائلاً: “ويحك أحيّة أُمُّكَ؟ قُلتُ: نعم، قالَ: فارجع فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ…فقال: ويحك أحيّة أُمُّكَ؟… ويحك الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ”. [٢]

وروى معاوية بن جاهمة عن النبي ﷺ أنّه قال لمن سأله عن الغزو: “هل لك من أمٍّ؟ قالَ: نعم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها”. [٣]

وذكر النبي ﷺ قائلاً: “رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ”. [٤]

البرّ المستمر: الإحسان للأم بعد وفاتها

لا يقتصر برّ الأمّ على حياتها فقط، بل يتعدّاه إلى ما بعد وفاتها، وذلك من خلال الدعاء لها، والتبرّع بالصدقات عن روحها، ففي هذا الخير الكثير والثواب العظيم. ومن الأحاديث التي توضح ذلك:

روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها، فسأل النبي ﷺ: “يا رسول الله إن أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شيءٌ إنْ تَصَدَّقْتُ به عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا”. [٥]

قال النبي ﷺ: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”. [٦]

وجاء في حديث آخر: “إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ”. [٧]

كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه سمع رسول الله ﷺ يقول: “إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ”. [٨]

عقوق الأمهات: تحذير شديد من النبي ﷺ

شدّد النبي ﷺ على تحريم عقوق الأمهات، وحذّر من عواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة. فمن الأحاديث التي تبين ذلك:

قال رسول الله ﷺ: “إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، ووَأْدَ البَنَاتِ…”. [٩]

وفي حديث آخر: “كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ، وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ”. [١٠]

المنابع

الحديث الراوي الكتاب رقم الحديث تصحيح الحديث
[١] أبي هريرة صحيح البخاري 5971 صحيح
[٢] معاوية بن جاهمة السلمي سنن ابن ماجه 2259 صححه الألباني
[٣] معاوية بن جاهمة السلمي صحيح النسائي 3104 صحيح
[٤] أبي هريرة صحيح مسلم 2551 صحيح
[٥] عبدالله بن عباس صحيح البخاري 2756 صحيح
[٦] أبي هريرة صحيح مسلم 1631 صحيح
[٧] أبي هريرة سنن ابن ماجه 3660 حسنه الألباني
[٨] عبد الله بن عمر صحيح مسلم 2552 صحيح
[٩] المغير بن شعبة صحيح البخاري 2408 صحيح
[١٠] أبي بكرة نفيع بن حارث سنن أبو داوود 4902 صحيح
Exit mobile version