فَضْلُ حُسْنِ الْخُلُقِ فِي الْإِسْلَامِ
يُعَدُّ حُسْنُ الْخُلُقِ رُكْنًا أَسَاسِيًّا فِي الْإِسْلَامِ، وَهُوَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي تُقَرِّبُ الْإِنْسَانَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَتُنَالُ بِهِ الْفَضَائِلُ وَالْمَنَازِلُ الْعَلِيَّةُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَقَدْ صَرَّحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ أُرْسِلَ لِيُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ، وَأَنَّ أَحْسَنَ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.
أَحَادِيثٌ نَبَوِيَّةٌ تُؤَكِّدُ عَلَى فَضْلِ حُسْنِ الْخُلُقِ
- قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “خَيْرُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا إِذَا فَقُهُوا”. [٢]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِسْلَامًا مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَأَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا؛ وَأَفْضَلُ الْمُهَاجِرِينَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَأَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ”. [٣]
- قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَإِنَّ أَفْضَلَكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ مِنَ الْإِيمَانِ حُسْنَ الْخُلُقِ”. [٤]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا”. [٥]
- قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا”. [٦]
- قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ أَكْمَلَ أَوْ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا”. [٧]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّؤُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ”. [٨]
مَكَانَةُ أَصْحَابِ الْخُلُقِ الْحَسَنِ فِي الْجَنَّةِ
يُجْزِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَصْحَابَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ بِمَنَازِلَ رَافِعَةٍ فِي الْجَنَّةِ، وَيُكَرِّمُهُمْ بِالْفَضَائِلِ وَالْأَجْرِ الْكَثِيرِ.
أَحَادِيثٌ نَبَوِيَّةٌ تُبَيِّنُ أَجْرَ أَصْحَابِ الْخُلُقِ الْحَسَنِ
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنَا زَعِيمُ بَيْتٍ فِي رَبْضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحَقًّا، وَبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذَبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ”. [١٠]
- قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ”. [١١]
- قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَتَدْرُونَ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ”. [١٢]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّمَا تُحَرَّمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ”. [١٣]
- عَنْ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ شَيْءٍ يُوجِبُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: “حُسْنُ الْكَلَامِ وَبَذْلُ الطَّعَامِ”. [١٤]
أَحَادِيثٌ نَبَوِيَّةٌ تُوَصِّي بِحُسْنِ الْخُلُقِ
يُشَدِّدُ الْإِسْلَامُ عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ وَيُحَذِّرُ مِنْ سُوءِهِ. فَقَدْ أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ وَأَمَرَ بِاتِّبَاعِهِ وَتَخَلُّقِهِ، وَأَشَارَ إِلَى مَفَاتِيحِ الْحُسْنِ الْخُلُقِ وَأَسْلُوبِ الْمُعَامَلَةِ الْحَسَنَةِ. فَقَدْ تَصَرَّفَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ مَعَ كُلِّ مَنْ حَاوَلَ الْقُرْبَ مِنْهُ، وَكَانَ رَفِيقًا، وَدُودًا، وَسَهْلَ الْمُعَامَلَةِ.
أَحَاديثٌ نَبَوِيَّةٌ تُحَذِّرُ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ
يُعَدُّ سُوءُ الْخُلُقِ مِنْ أَكْبَرِ الْمَعَاصِي، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ سُقُوطِ الْعَمَلِ وَالْبُعْدِ عَنَ اللهِ تَعَالَى. وَيُؤَدِّي إِلَى عُقُوبَاتٍ شَدِيدَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
أَحَاديثٌ نَبَوِيَّةٌ تُحَذِّرُ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ”. [٢٩]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكِ جَهَنَّمَ”. [٣٠]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ الْبُخْلُ وَسُوءُ الْخُلُقِ”. [٣١]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ، وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَهِّقُونَ”. [٣٢]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ”. [٣٣]
- قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَا عَائِشَةُ إِنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِم”. [٣٤]
خَاتِمَةٌ
يَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ هَذِهِ الْأَحَاديثِ النَّبَوِيَّةِ أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ مِنْ أَهَمِّ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، وَأَنَّهُ يُقَرِّبُ الْإِنْسَانَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَيُنَالُ بِهِ الْفَضَائِلُ وَالْمَنَازِلُ الْعَلِيَّةُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَلْنَسْعَ إِلَى تَخَلُّقِ حُسْنِ الْخُلُقِ وَتَجَنُّبِ سُوءِهِ.