أحاديث نبوية شريفة عن الرياء

أحاديث تدل على أنّ الرياء من الشرك . أحاديث تدل على أنّ العمل الصالح لا يُقبل مع الرياء . أحاديث عن جزاء أهل الرياء .

فهرس المحتوى

الرياء وشركه الأصغر

الرياء، هو أن يظهر الإنسان عملاً صالحاً أو يبتغي به ثناء الناس، رغبة في إرضائهم، وترك إرضاء الله سبحانه وتعالى.
وقد أجمع العلماء على أن الرياء من الشرك الأصغر. فهو يعتبر شركاً في العبادة، حيث يجعل الإنسان ربه شيئاً آخر غير الله تعالى.

يُؤكد لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:

(إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصْغَرُ، قالوا: وما الشِّركُ الأصْغَرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ؛ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم يومَ القِيامةِ إذا جزى الناسُ بأعمالِهم: اذْهَبوا إلى الذين كنتُم تُراؤون في الدُّنيا، فانظُروا هل تَجِدون عِندَهُم جزاءً؟!).[١]

كما ورد في حديث آخر:

(كنا نعُدُّ الرِّياءَ في زمن النبيِّ الشركَ الأصغرَ).[٢]

ويُوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنواع الرياء وأنه يفسد جميع أنواع العبادة في حديثه:

(مَنْ صَلَّى يُرَائِي، فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرائِي فَقَدْ أَشْرَكَ).[٣]

وإلى جانب هذه الأحاديث، أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية تحري الصدق في النية وإخلاص العمل لله وحده في حديثه عن شرك السرائر:

(اتقوا الرِّياءَ، فإنه الشركُ الأصغرُ ).[٤]

(خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أيها الناس! إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟. قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهداً لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر).[٥]

عدم قبول العمل الصالح مع الرياء

إن العمل الصالح إذا خالطته رغبة في إرضاء الناس، أو طلب للشهرة، أو بغية المال أو المنصب، فإنه لا يُقبل عند الله تعالى. فالله سبحانه وتعالى لا يقبل إلا العمل الخالص له، الذي نبتغي به وجهه دون سواه.

ويُوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في الحديث الشريف:

(إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ).[٦]

ويُكمل النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيُبين لنا أنّ جميع أنواع العمل الصالح لا يُقبل مع الرياء:

(ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ).[٦]

(ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ).[٦]

ويُبين لنا الحديث القدسي أنّ الله سبحانه وتعالى لا يقبل الشرك بأي شكل من الأشكال:

(قالَ اللَّهُ -تَبارَكَ وتَعالَى-: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).[٧]

ويُؤكد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضرورة الإخلاص في العمل وأنّ الله سبحانه وتعالى لا يقبل إلا العمل الذي كان له خالصاً، والذي نبتغي به وجهه وحده:

(إِنَّ اللهَ -تعالى- لا يَقْبَلُ مِنَ العملِ إلَّا ما كان له خالصًا، وابْتُغِيَ بِهِ وِجْهَهُ).[٨]

جزاء أهل الرياء

للرياء عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، فإنّ الإنسان الذي يُرائي يخسر ثواب عمله ويُعاقب على نفاقه وتصرفه، بل ويتعرض للخزي والعار يوم القيامة.

ومن الأحاديث النبوية التي تُبيّن جزاء أهل الرياء:

(يَكْشِفُ رَبُّنا عن ساقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَن كانَ يَسْجُدُ في الدُّنْيا رِياءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِدًا).[٩]

ويُؤكد لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله سبحانه وتعالى يُرائي الناس بما يفعلونه ويُجازيهم على تصرفاتهم:

(مَن يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ به، ومَن يُرائِي يُرائِي اللَّهُ بهِ).[١٠]

ويُبيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنّ العمل الذي يُقوم به الإنسان لطلب السمعة والرياء سَيُعلن عنه على رؤوس الخلائق يوم القيامة:

(ما من عبدٍ يقومُ في الدنيا مقامَ سُمعةٍ ورياءٍ؛ إلا سمَّع اللهُ به على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ).[١١]

وإلى جانب ذلك فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم يُحذّرنا من طلب العلم بنية الرياء وإرضاء الناس، وأنّه سَيُلقى صاحبه في النار:

(من طلبَ العلمَ ليماريَ بِهِ السُّفَهاءَ، أو ليباهيَ بِهِ العلماءَ، أو ليصرفَ وجوهَ النَّاسِ إليهِ، فَهوَ في النَّارِ).[١٢]

المراجع

  1. رواه أحمد، في مسند أحمد، عن محمود بن لبيد الأنصاري ، الصفحة أو الرقم:23630، حسن .
  2. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
  3. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:5260، في إسناده شهر بن حوشب وهو ضعيف.
  4. رواه ابن بطال، في شرح البخاري لابن بطال، عن لم يذكر، الصفحة أو الرقم:1/113، ثابت.
  5. رواه الذهبي، في المهذب ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:730، حسن.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1905 ، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2985 ، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:1822 ، حسن.
  9. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:4919 ، صحيح.
  10. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2987 ، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:28 ، صحيح لغيره.
  12. رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:207 ، حسن .
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أحاديث نبوية شريفة عن التعامل مع الناس

المقال التالي

أحاديث نبوية شريفة عن حسن الخلق

مقالات مشابهة

أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الموت وأهميتها في حياتنا

تعرف على الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن الموت، وأهمية الاستعداد له، وأجر الصبر عند فقد الأحبة. اكتشف النهي عن تمني الموت وكيفية التعامل معه في الإسلام.
إقرأ المزيد