فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
صفات النبي صلى الله عليه وسلم | الفقرة الأولى |
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم | الفقرة الثانية |
عبادة النبي صلى الله عليه وسلم | الفقرة الثالثة |
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم | الفقرة الرابعة |
صورة النبي الكريم وصفاته الجليلة
تُعدّ معرفة صفات النبي صلى الله عليه وسلم، سواءً الخلقية أو الخُلُقية، أمراً بالغ الأهمية، خاصةً عند رؤيته في المنام. وتُبيّن العديد من الأحاديث الشريفة هذه الصفات. إليكم بعض الأمثلة:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ ليسَ بالطَّوِيلِ ولَا بالقَصِيرِ، أزْهَرَ اللَّوْنِ ليسَ بأَبْيَضَ، أمْهَقَ ولَا آدَمَ، ليسَ بجَعْدٍ قَطَطٍ، ولَا سَبْطٍ رَجِلٍ، أُنْزِلَ عليه وهو ابنُ أرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عليه، وبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وقُبِضَ وليسَ في رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ، قَالَ رَبِيعَةُ: فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِن شَعَرِهِ، فَإِذَا هو أحْمَرُ، فَسَأَلْتُ، فقِيلَ: احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ).
و عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعاً، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، له شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أرَ شيئًا قَطُّ أحْسَنَ منه).
كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قائلاً: (كان رسولُ اللهِ أبيضَ، كأنما صِيغَ من فضةٍ، رَجِلَ الشَّعرِ).
مكارم الأخلاق في سيرة النبي الأعظم
كان النبي صلى الله عليه وسلم أُسوةً حسنة في الأخلاق، وقد وردت أحاديث كثيرة تُبرز هذا الجانب من شخصيته الكريمة. فقدوة النبي صلى الله عليه وسلم هي مصدر إلهام للمسلمين في تقليد أخلاقه العالية.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت حين سُئلت عن خُلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كان خُلُقُه القُرآنَ).
وعنها أيضاً قالت: (لم يَكُن فاحِشًا، ولا مُتفَحِّشًا، ولا صخَّاباً في الأسواقِ، ولا يَجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولَكِن يَعفو ويَصفَحُ).
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (خَدَمتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنينَ بالمدينةِ، وأنا غُلامٌ ليسَ كُلُّ أمْري كما يَشْتَهي صاحِبي أنْ أكونَ عليه، ما قال لي فيها أُفٍّ قَطُّ، وما قال لي: لِمَ فَعَلتَ هذا؟ ألَا فَعَلتَ هذا).
عبادة النبي صلى الله عليه وسلم: مثال يحتذى به
تُظهر السنة النبوية الشريفة جِد النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته لله عز وجل، وكيفية قيامه بها. وتُعدّ هذه الأحاديث دليلاً على عظم إيمانه وتواضعه.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْداً شَكُوراً فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِساً، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ).
وعن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (أنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهي خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسَادَةِ واضْطَجَعَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَهْلُهُ في طُولِهَا، فَنَامَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، حتَّى إذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ أوْ بَعْدَهُ بقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِن سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ منها فأحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ، وَكانَ إذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ، أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قالَتْ: وَما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قَامَ لَيْلَةً حتَّى الصَّبَاحِ، وَما صَامَ شَهْراً مُتَتَابِعاً إلَّا رَمَضَانَ).
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم: شمول وعطف لا حدود لهما
كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم سمة بارزة في شخصيته، شاملةً للجميع، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، بل وحتى الحيوانات. هذه الرحمة هي جوهر رسالته السامية.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (كنا مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في سفرٍ فانطلق لحاجته فرأينا حمَّرةً معها فرخان فأخذْنا فرخَيها فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفرشُ فجاء النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال من فجع هذه بولدِها؟ رُدُّوا ولدَها إليها، ورأى قريةَ نملٍ قد حرقناها، فقال: من حرقَ هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يُعذِّبَ بالنارِ إلا ربُّ النارِ).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَما نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: أوَأَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ!).
وعنها أيضاً قالت: (ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).