فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
الأحاديث النبوية الشريفة عن الكذب | الفقرة الأولى |
التحذيرات النبوية من الكذب | الفقرة الثانية |
عقوبة الكذب في الإسلام | الفقرة الثالثة |
المراجع | الفقرة الرابعة |
كلام الله ورسوله الكريم عن الكذب
ورد في سنة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – أحاديث كثيرة تحذر من الكذب وتبين قبحه، سواء كان الكذب على الله تعالى أو على رسوله أو على المسلمين. فالكذب على الله سبحانه وتعالى من أفظع أنواع الكذب، كما جاء في الحديث الشريف:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه:(قال الله: كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأمّا تكذيبه إيّاي فزعم أنّي لا أقدر أن أعيده كما كان)،[١]
ويشير هذا الحديث إلى قسوة قلب من يكذب على ربه عز وجل. كما أن الكذب على النبي – صلى الله عليه وسلم – جريمة عظيمة، لأنه قد يؤدي إلى نسب أقوال وأفعال خاطئة إليه، مما يعرض الدين للإفساد. وفي هذا الصدد، جاء في حديث شريف آخر:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إنّ كذبا عليّ ليس ككذب على أحد؛ من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار)،[٢]
وأخيراً، يُحذر الإسلام من الكذب على المسلمين، فهو من صفات المنافقين، كما جاء في قول النبي – صلى الله عليه وسلم – :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم: لا يكذبه)،[٣]
و من أهم علامات النفاق، كما جاء في حديث شريف آخر:
قال -صلّى الله عليه وسلّم-:(آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)،[٤]
النواهي والتحذيرات من الكذب
كثرت التحذيرات النبوية من الكذب بمختلف أنواعه، من خلال التخويف بالعقوبة الإلهية، أو بذكر عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة. ومن هذه التحذيرات:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا)،[٥]
فهذا الحديث الشريف يحذر من مغبة الكذب، وأنّه يجرّ إلى الفجور، ثمّ إلى النار، وأنّ المُداومة على الكذب تؤدي إلى كتابة الكذب في سجلات الله تعالى. كما جاء في أحاديث أخرى تحذر من الكذب و عواقبه الوخيمة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: وملك كذّاب)[٦]
وحديث آخر مشابه:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(ثلاثة لا يُكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم: المنفق سلعته بالحلف الكاذب)،[٧]
عواقب الكذب في الدنيا والآخرة
تُبيّن الأحاديث النبوية الشريفة أنّ لعمل الكذب عقوبات في الدنيا والآخرة. فمن هذه العقوبات ما يلي:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(من ادّعى دعوى كاذبة ليتكثّر بها لم يزده الله إلّا قلّة)،[٨]
وهذا الحديث الشريف يُشير إلى أنّ الله سبحانه وتعالى يعاقب من يكذب ليُكثر ماله أو مركزه الاجتماعي بأن يُقلّل من ماله وجاهه. كما جاء في حديث شريف آخر:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(ويل للّذي يحدّث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له)،[٩]
وفي حديث آخر ذكر عقاب شديد لمن ينشر الكذب ويسبب الفتنة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي، قالا: الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذّابٌ، يَكْذِبُ بالكَذْبَةِ تُحْمَلُ عنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يَومِ القِيامَةِ)،[١٠]
وأخيراً، يحذر الإسلام من الكذب في الشهادة أو التجارة أو غيرها من المعاملات، كما جاء في الحديثين الشريفين التاليين:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(من اقْتَطَعَ حَقَّ امرئٍ مسلم بيمينه، فقد أَوْجَبَ اللهُ له النارَ، وحَرَّمَ عليه الجنةَ، فقال رجل: وإن كان شيئا يسيراً يا رسول الله؟ فقال: وإنْ قَضِيبًا من أَرَاكٍ)،[١١]
وقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ مَالَ رَجُلٍ أَوْ قَالَ: أَخِيهِ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ).[١٢]