أحاديث نبوية تُبرز فضل الأم

مكانة الأم في الإسلام: أحاديث كريمة

تُبرز العديد من الأحاديث النبوية الشريفة مكانة الأم العظيمة في الإسلام. ففي حديثٍ صحيحٍ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال الرسول ﷺ: (قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ).[١][٢] يُظهر هذا الحديث بوضوح الأسبقية المطلقة للأم في حق البر والاحترام.

وفي حديث آخر عن المقدام -رضي الله عنه-، قال النبي ﷺ: (إنَّ اللَّهَ يوصيكم بأمَّهاتِكم ثلاثًا إنَّ اللَّهَ يوصيكم بآبائِكم إنَّ اللَّهَ يوصيكم بالأقربِ فالأقرب).[٣][٤] يؤكد هذا الحديث على أهمية بر الوالدين، مع التركيز على وصية الله تعالى بالامهات ثلاث مرات.

أجر عظيم لمن يبر أمه

تُشير العديد من الأحاديث النبوية إلى الجزاء العظيم المُعدّ لمن يبرّ والديه، وخاصةً الأم. ففي حديثٍ عن معاوية بن جاهمة -رضي الله عنه-، قال النبي ﷺ: (أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها).[٥][٦] وهذا يدل على قرب الجنة لمن يحسن إلى أمه.

كما روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:(رِضا الربِّ تبارك وتعالى في رضا الوالدَينِ ، وسَخطُ اللهِ تبارك وتعالى في سَخطِ الوالدَينِ).[٧][٨]

يُبين هذا الحديث العلاقة الوثيقة بين رضا الله ورضا الوالدين.

مودة الأم وعطفها: أحاديث نبوية

تُبرز أحاديث الرسول ﷺ قيمة عاطفة الأمومة وتضحياتها الجليلة. فعن امرأةٍ قالت للنبي ﷺ : (إنَّ ابني هذا كانَ بطني لَه وعاءً وثَديي لَه سِقاءً وحجري لَه حِواءً وإنَّ أباهُ طلَّقني وأرادَ أن ينتزِعَه منِّي فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنتِ أحقُّ بِه ما لم تَنكِحي).[١٢][١٣]

يُؤكد هذا الحديث على حق الأم في رعاية ابنها، حتى وإن حدث الطلاق.

وقد قال النبي ﷺ كما روى أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-: (من فرَّق بين والدةٍ و ولدِها فرَّق اللهُ بينه و بين أَحِبَّتِه يومَ القيامةِ).[١٤] وهذا تحذير شديد من التفريق بين الأم وولدها.

النّهي عن عقوق الأم: أحاديث تحذر من سوء المعاملة

حثّ الإسلام على برّ الوالدين، وحذّر بشدة من عقوقهما. ففي حديثٍ عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-، قال النبي ﷺ: (إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، ووَأْدَ البَنَاتِ، ومَنَعَ وهَاتِ).[١٧][١٨] ويُبيّن هذا الحديث حرمة عقوق الأم وخطورة هذه المعصية.

كما قال النبي ﷺ كما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (ثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى).[١٩] وهذا تحذير شديد من عاقبة عقوق الوالدين.

فضل بر الأم على النوافل

يُبيّن الإسلام أهمية برّ الأمّ حتى ولو على حساب بعض النوافل. روي عن أبي رافع -رضي الله عنه- عن قصة جُرَيْج الذي كان يتعبد في صومعة، وجاءته أمه فلم يُجبها إلا بعد عدة محاولات، وقد وصف أبو رافع كيف كانت أمه تدعوه، وقد دعاءت عليه، فحذر النبي من عدم إجابة أمه.[٢٢] وهذا يُوضح أهمية الاهتمام بالأم وبرها.