فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أحاديث تحث على التسامح | الفقرة الأولى |
التسامح في المعاملات التجارية | الفقرة الثانية |
التسامح ونجاة من النار | الفقرة الثالثة |
منح المتسامح العزة والكرامة | الفقرة الرابعة |
حدود التسامح: ما لا يجوز التغاضي عنه | الفقرة الخامسة |
أحاديث نبوية تشجع على التسامح
تُظهر السنة النبوية المباركة أهمية التسامح، وتُبرز فضائله العظيمة. ففي العديد من الأحاديث، حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على التسامح، ووصفه بأنه من أسمى خصال الإيمان. من هذه الأحاديث الشريفة:
عن معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أفضلُ الإيمانِ الصبرُ والسماحةُ).[١]
كما حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على التسامح بقوله -صلى الله عليه وسلم- :(اسمحْ يُسْمَحْ لكَ).[٢] وهذا يدلّ على ارتباط التسامح بمبدأ المعاملة بالمثل، وأن التسامح يُؤدي إلى المزيد من التسامح.
وفي حديث آخر، يُروى عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قوله: (ما رأيتُ النَّبيّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- رُفِعَ إليه شيءٌ فيه قِصاصٌ إلَّا أمَرَ فيه بالعَفوِ).[٣] وهذا يبين عظمة التسامح وفضل العفو عند النبي صلى الله عليه وسلم.
كما نجد في حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قول النبي صلى الله عليه وسلم له: (يا عُقبةَ بنَ عامِرٍ صِلْ مَنْ قطَعَكَ، وأَعْطِ مَنْ حرَمَكَ، واعْفُ عمَّنْ ظلَمَكَ).[٤] وهذا يدل على شمول التسامح في مختلف جوانب الحياة.
وحديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الذي يُشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعفو عن الخادم الظالم سبعين مرة في اليوم، يوضح مدى فضل التسامح ورحمته.[٥]
وأخيرا، يبرز حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّهَ -تعالى- عفوٌّ يُحِبُّ العَفوَ).[٦] وهذا يُبين أن التسامح من صفات الله تعالى، وأن الله يحب من يتحلى بهذه الصفة.
التسامح في المعاملات التجارية
يُعدّ التسامح في البيع والشراء من أهمّ مظاهر التسامح في الإسلام. فالنبي صلى الله عليه وسلم حثّ على السماحة في المعاملات التجارية، وعدّها من أسباب دخول الجنة.
حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- يقول: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى).[٨] فهذا الحديث يُبرز فضل السماحة في كل مراحل التعامل التجاري.
وفي حديث آخر، ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أدخل الله عز وجل الجنة رجلًا كان سهلًا مشتريًا وبائعًا وقاضيًا ومقتضيًا).[٩]
ويُؤكد حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- على هذا المعنى بقوله: (غفر اللهُ لرجلٍ كان قبلكم كان سهلًا إذا باع، سهلًا إذا اشترَى، سهلًا إذا اقتضَى).[١٠]
وأيضاً، يُؤكد حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ -تعالى- يحبُّ سمحَ البيعِ، سمحَ الشراءِ، سمحَ القضاءِ).[١١]
التسامح وحماية من عذاب النار
يُشير بعض الأحاديث النبوية إلى أن التسامح يحمي من عذاب النار، ففيه نجاةٌ من النار. من هذه الأحاديث حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- الذي يقول: (أَلَا أُخْبِرُكم بمَن يَحْرُمُ على النَّارِ، وبمَن تَحْرُمُ عليه النَّارُ؟ على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سهْلٍ).[١٢]
وهذا الحديث يُشير إلى أن من يتحلّى بالتسامح، ويسهل أموره على الناس، فإن الله يحميه من النار.
فضل التسامح ورفعة المكانة
يُبين حديث عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- فضل التسامح في رفع مكانة المسامح، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا، وَلا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا).[١٣]
هذا الحديث يُؤكد أن العفو عن الظلم ابتغاء وجه الله تعالى يرفع من شأن العبد ويرفع مكانته عند الله.
حدود التسامح: ما لا يجوز التسامح فيه
بينما يُشجّع الإسلام على التسامح، إلا أنه يُحدد حدودًا لذلك التسامح، فلا يجوز التسامح في كل شيء. فالتسامح لا يعني التهاون مع حدود الله تعالى.
حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- يقول: (أَقِيلوا ذوي الهيئاتِ عثَراتِهم، إلَّا الحدودَ).[١٤] وهذا يُشير إلى أن التسامح لا يشمل التهاون مع حدود الله تعالى.
وفي حديث آخر لعائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- ورد: (ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلّ-).[١٥]
فهذا الحديث يُوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتقم إلاّ عند انتهاك محارم الله، مُبينًا بذلك أهمية عدم التسامح مع ما ينتهك حدود الله تعالى.