فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
النهي عن الكذب في السنة النبوية | النهي عن الكذب في السنة النبوية |
عواقب الكذب في الدنيا والآخرة | عواقب الكذب في الدنيا والآخرة |
الكذب في المزاح | الكذب في المزاح |
المراجع | المراجع |
النهي عن الكذب في السنة النبوية الشريفة
يُعدّ الكذب من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الإسلام بشدة. فهو وصفٌ لما يخالف الحقيقة، سواءً كان في الجد أو الهزل. وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة الابتعاد عنه، مؤكداً على أهمية الصدق في حياة المسلم. فقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على التمسك بالصدق، وبيّن فضائله العظيمة في الدنيا والآخرة، مبيناً أن الصدق طريق إلى الجنة، والكذب طريق إلى النار – والعياذ بالله -. وهذا ما جاء في الحديث الشريف: (إنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا) [٢].
وَأَكَّدَتْ عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – على كره النبي صلى الله عليه وسلم الشديد للكذب، قائلةً: (ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ ولقد كانَ الرَّجلُ يحدِّثُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالكذبةِ فما يزالُ في نفسِه حتَّى يعلمَ أنَّهُ قد أحدثَ منها توبةً) [٣]. وهذا يدلّ على مدى خطورة الكذب، حتى ولو كان صغيرة.
كما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الأطفال الصدق منذ الصغر، كما في قصة عبدالله بن عامر وأمه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأمّه: (أمَا إنَّكِ لو لمْ تُعطِيه شَيئًا كُتِبَتْ عليكِ كِذبةٌ) [٤].
وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ كَثْرَةِ سَمَاعِهِ للكَذِبِ دَلِيلًا عَلَى كَذِبِهِ، قَائِلًا: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ) [٥].
وَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكَذِبَ مِنْ صِفَاتِ المُنَافِقِينَ، قَائِلًا: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَن كَانَتْ فيه خَلَّةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَلَّةٌ مِن نِفَاقٍ حتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ) [٦].
عواقب الكذب في الدنيا والآخرة
للكذب عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، فهو يؤدي إلى الفسوق والعصيان، ويُبعد صاحبه عن رحمة الله تعالى. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم عذاب الكاذب في رؤيا رآها، وهي رؤيا تُعدّ من أنواع الوحي، فقد قال: (إنَّه أتانِي اللَّيْلَةَ آتِيانِ، وإنَّهُما ابْتَعَثانِي، وإنَّهُما قالا لي انْطَلِقْ، وإنِّي انْطَلَقْتُ معهُما… فأتَيْنا علَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفاهُ، وإذا آخَرُ قائِمٌ عليه بكَلُّوبٍ مِن حَدِيدٍ، وإذا هو يَأْتي أحَدَ شِقَّيْ وجْهِهِ فيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إلى قَفاهُ، ومَنْخِرَهُ إلى قَفاهُ، وعَيْنَهُ إلى قَفاهُ… قالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إلى الجانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ به مِثْلَ ما فَعَلَ بالجانِبِ الأوَّلِ، فَما يَفْرُغُ مِن ذلكَ الجانِبِ حتَّى يَصِحَّ ذلكَ الجانِبُ كما كانَ، ثُمَّ يَعُودُ عليه فَيَفْعَلُ مِثْلَ ما فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى قالَ: قُلتُ: سُبْحانَ اللَّهِ ما هذانِ؟… قالَا لِي: أما إنَّا سَنُخْبِرُكَ… وأَمَّا الرَّجُلُ الذي أتَيْتَ عليه، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إلى قَفَاهُ، ومَنْخِرُهُ إلى قَفَاهُ، وعَيْنُهُ إلى قَفَاهُ، فإنَّه الرَّجُلُ يَغْدُو مِن بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ) [٧].
وَأَضَافَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا) [٢].
الكذب في سبيل الدعابة
حتى الكذب في سبيل الدعابة والمرح ليس مباحاً، فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، قائلاً: (ويلٌ للَّذي يحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ بِه القومَ، ويلٌ لَه، ويلٌ لَهُ) [٨]. فالكذب مهما كان سببه، يبقى من الأخلاق المذمومة التي يجب تجنبها.