فضل صلة الرحم: أحاديث نبوية تُلقي الضوء على أهميتها
في السنة النبوية، وردت العديد من الأحاديث التي تُبيّن فضل صلة الرحم، وتُحذّر من قطعها. [1] تُسلط هذه الأحاديث الضوء على أهمية صلة الرحم في الإسلام، وضرورة المحافظة على هذه العلاقة المقدسة.
من أهم هذه الأحاديث:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ مِن خَلْقِهِ، قالتِ الرَّحِمُ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَهو لَكِ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: “فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ”).[2]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(قالَ اللَّهُ: أَنا الرَّحمنُ وَهيَ الرَّحمُ، شَقَقتُ لَها اسمًا منَ اسمي، من وصلَها وصلتُهُ، ومن قطعَها بتتُّهُ).[3]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ).[4]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(إِنَّ اللَّهَ يوصِيكم بِأُمَّهَاتِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِأُمَّهَاتِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِآبَائِكُمْ ثُمَّ يوصِيكم بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ).[5]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(أرحامكم أرحامكم).[6]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ).[7]
أحاديث تحث على صلة الرحم: دعوات للبرّ والإحسان
تُؤكّد هذه الأحاديث على أهمية صلة الرحم كأحد مبادئ الإسلام الأساسية، وتُشجّع على القيام بأعمال الخير والبرّ تجاه الأقارب. [8] تُبيّن هذه الأحاديث أن صلة الرحم تُؤثّر بشكل إيجابي على حياة الإنسان، وتُساهم في نشر المحبة والترابط بين أفراد المجتمع.
من أهم الأحاديث التي تُحثّ على صلة الرحم:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ).[8]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).[9]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[10]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها).[11]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “(إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ).[12]
- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :(من اتقى ربه ووصل رحمه نُسِىءَ في أجله وَثَرى ماله وأَحَبَّه أهلُهُ).قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:(إِنَّ الصَّدَقَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ يَزِيدُ اللَّهُ بِهِمَا فِي الْعُمْرِ وَيَدْفَعُ بِهِمَا مَيْتَةَ السُّوءِ).[13]
- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:(أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ).[14]
- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:(أفضَلُ الْفَضَائِلِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصْفَحَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ).[15]
عواقب قطيعة الرحم: نذيرٌ من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
يُحذّر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من عواقب قطيعة الرحم، ويُبيّن أنّها من أشدّ الذنوب التي تُعجّل بالعقوبة في الدنيا والآخرة. [16] تُشدّد الأحاديث على أنّ قاطع الرحم لن يدخل الجنة، ولن تُنزل عليه رحمة الله. [17, 18, 19, 20]
من أهم الأحاديث التي تُبيّن عواقب قطيعة الرحم:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إِنَّ أعمالَ بني آدمَ تُعْرَضُ علَى اللهِ تعالى عَشِيَّةَ كُلِّ خميسٍ ليْلَةَ الجمعَةِ، فلا يُقْبَلُ عملُ قاطِعِ رحِمِ).[17]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ).[18]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(ما مِن ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ لصاحبِه العقوبةَ في الدُّنيا مع ما يَدَّخرُ لهُ في الآخرةِ من البَغي وقطيعةِ الرَّحمِ).[19]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “( لَا تنزلُ الرَّحْمَةَ عَلَى قومٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رحِم).[20]
آيات قرآنية عن صلة الرحم: توجيهات إلهية واضحة
تُشدّد العديد من الآيات القرآنية على أهمية صلة الرحم، وتحذّر من قطيعة هذه العلاقة المقدسة. [21] تُبيّن هذه الآيات أنّ صلة الرحم هي أمرٌ مُلقّى من الله، وأنّ قطعها يُعتبر من أكبر الذنوب. [22, 23, 24, 25, 26, 27]
من أهم الآيات القرآنية التي تُبيّن أهمية صلة الرحم:
- قال -تعالى-:(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ).[22]
- قال -تعالى-:(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ).[23]
- قال -تعالى-:(وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ).[24]
- قال -تعالى-:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ* الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).[25]
- قال -تعالى-:(وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).[26]
- قال -تعالى-:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).[27]
المراجع
- ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 258. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5987، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:1694، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2555، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم:44، صحيح.
- رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:934، صحيح.
- رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:432، إسناده صحيح على شرط البخاري.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6138، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن سلام، الصفحة أو الرقم:2648، صحيح.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5985، صحيح.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5991، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سلمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم:2581، صحيح.
- رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:429، إسناده ضعيف.
- رواه الدارقطني، في الدراية، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:290، إسناده لا يصح.
- رواه العراقي، في تخريج الأحياء، عن معاذ بن أنس، الصفحة أو الرقم:270، إسناده ضعيف.
- “قطيعة الرحم”،إسلام ويب، 31-10-2019، اطّلع عليه بتاريخ 24-8-2021. بتصرّف.
- رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1395، ضعيف وقد حسنه في صحيح الترغيب.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:2556، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:3413، صحيح.
- رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:4859، إسناده ضعيف جدا.
- مصطفى العدوي،دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 2. بتصرّف.
- سورة محمد، آية:22
- سورة الرعد، آية:21
- سورة الأحزاب، آية:6
- سورة البقرة، آية:26
- سورة الرعد، آية:25
- سورة النحل، آية:90