أحاديث عن فضل العلم

أحاديث فضل العلم وَرَدَ في السنّة النبويّة مجموعة من الأحاديث التي تدل على أهمية طلب العلم

فَضْلُ الْعِلْمِ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ

يشير القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل واضح إلى أهمية طلب العلم وفَضْلِهِ، فالعلم يُعدّ من أسمى القيم التي حثّ عليها الإسلام، وتركت لنا النبوة مجموعة من الأحاديث الشريفة التي تؤكد على هذه القيمة العظيمة. في هذه المقالة، سنسلط الضوء على بعض الأحاديث التي تُبرز فضل العلم.

أحاديث مُؤكدة على أهمية طلب العلم

توجد العديد من الأحاديث التي تشدد على ضرورة طلب العلم، وتربطه بالعمل الصالح وتؤكد على أهميته في حياتنا:

  • عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
  • روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْنُوهُمْ).
  • روى الإمام مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (مَن جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِهِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ).

فَضْلُ الْعِلْمِ فِي حَيَاتِنَا

يوضح لنا الحديث الشريف أنّ العلم هو من الأعمال التي تُثاب عليها النفس بعد رحيلها. يزودنا العلم بمعرفة الله تعالى، وكيفية العيش في الدنيا، ويفتح لنا أبوابًا للتعبد والتقرب إليه. فمن طلب العلم ونشره، أصبح بمنزلة المجاهد في سبيل الله. ومن خلال العلم، نستطيع أن نحيا حياةً تُرضي الله تعالى ونُفيد أنفسنا وغيرنا.

أحاديث تُبرز فضل العلم على العبادات

إنّ العلم له قيمة عظيمة، وفضله يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد العبادات، كما جاء في هذه الأحاديث:

  • عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا حسَدَ إِلَّا في اثنتيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا).
  • عن سعد بن أبي وقاص و حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ).

أحاديث تُنبهنا على أهمية طلب العلم النافع

إنّ العلم ليس قيمة بحد ذاتها، بل هو وسيلة لخدمة الله تعالى والإنسانية، ولذلك وجّهنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى طلب العلم النافع، ونبّهنا من طلب العلم الذي لا يُفيدنا:

  • عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (سَلُوا اللهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ).

أحاديث تُسلّط الضوء على أهمية نشر العلم

الْعِلْمُ لا يُسْتَفَادُ مِنْهُ إِلاّ بِنَشْرِهِ، وَأَحَدِيثُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم يُؤكّدُ عَلَى ذَلِكَ:

  • روى البخاري عن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنه – أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
  • روى زيد بن ثابت – رضي الله عنه – أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ).
  • روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ).

الْعِلْمُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ

يؤكد القرآن الكريم على أهمية العلم وينشر القيم المرتبطة به، نذكر من هذه الآيات:

  • قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). (سورة البقرة: 282)
  • قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ). (سورة المائدة: 67)
  • قال تعالى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ). (سورة الأحزاب: 34)
  • قال تعالى: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). (سورة يوسف: 108)
  • قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). (سورة الزمر: 9)
  • قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). (سورة الجمعة: 2)

مَنَفَعَةُ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

إنّ العلم هو مفتاح للنجاح في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمِنْ أبرز فَضَائِلِهِ مَا يَأْتِي:

  • العلم يُبْقِي أَثَرَهُ خَلَفَ صَاحِبِهِ، فَهُوَ لا يَفْنَى كَالْمَالِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
  • الْعِلْمُ يُسَهِّلُ عَلَى أَهْلِهِ تَأْدِيَةَ فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالَى، فَهُوَ يَجْعَلُ الْإِنْسَانَ أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنَّما أنا قاسِمٌ واللَّهُ يُعْطِي، ولَنْ تَزالَ هذِه الأُمَّةُ قائِمَةً علَى أمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ).
  • يُورِّثُ الْعِلْمُ أَهْلَهُ الْخَشْيَةَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ جَاءَ فِي الْآيَةِ الكَرِيمَةِ: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ). (سورة فاطر: 28)
  • الْعِلْمُ يَرْفَعُ مَنْزِلَةَ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْآيَةِ الكَرِيمَةِ: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ ). (سورة المجادلة: 11)
  • الْعِلْمُ مَطْلُوبٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ جَاءَ فِي الْآيَةِ الكَرِيمَةِ: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا). (سورة طه: 114)

وفي الختام، نؤكد على أهمية العلم في حياتنا، فهو من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا. فَلْنَسْعَ إِلَى طَلَبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَنَشْرِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ.

Total
0
Shares
المقال السابق

أحاديث عن فضل الصدقة

المقال التالي

أحاديث عن فضل العمل

مقالات مشابهة