جدول المحتويات
نية طلب العلم
تُشير العديد من الأحاديث النبوية إلى أهمية نية طالب العلم، ونذكر منها ما يأتي:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(مَن تعَلَّمَ علمًا ممَّا يُبتَغَى به وجهُ اللهِ، لا يتعلَّمُهُ إلَّا لِيُصِيبَ به عَرَضًا من الدُّنيا، لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّة يَومَ القيامَةِ).[٢] - عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(لا تَعلَّموا العِلمَ لِتُباهوا به العُلماءَ، ولا تُماروا به السُّفهاءَ، ولا تَخيَّروا به المجالِسَ فمَن فعَل ذلك فالنَّارَ النَّارَ).[٣]
فضل العلم
تُبرز الأحاديث النبوية فضل العلم وارتباطه بالخير والهداية:
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
(طلَبُ العِلمِ فَريضةٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ).[٥] - عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(مَن يُرِدِ اللهُ بِه خَيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينِ).[٦] - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :(الناسُ معادِنٌ كمعادِنِ الذهبِ والفضةِ، خيارُهم في الجاهلِيَّةِ، خيارُهم في الإسلامِ إذا فَقُهوا، والأرواحُ جنودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تعارَفَ منها ائتلَفَ، وما تناكَرَ منها اختلَفَ).[٧]
- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(فضلُ العالمِ علَى العابدِ كفضلي علَى أدناكُم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ اللَّهَ وملائكتَهُ وأهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها، وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ علَى مُعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ).[٨] - عن سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(فضلُ العلْمِ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ فضلِ العبادَةِ، وخيرُ دينِكُمُ الورَعُ).[٩] - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(ألَا إنَّ الدُّنيا مَلعونَةٌ مَلعونٌ ما فيها إلَّا ذِكْرَ اللهِ، وما والاه، وعالِمًا أو مُتعَلِّمًا).[١٠]
الرحلة في طلب العلم
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على طلب العلم، فقال:(من سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنَّةِ)،[١١]ويوضح هذا الحديث أنّ من يخطو طريق العلم ويسلكه فإنّ الله -تعالى- ييسّر له طريقه لدخول الجنة.[١٢]
فمن يطلب العلم ويسعى إليه سواءً كان ذلك بترحاله وانتقاله من بلدٍ لآخر من أجل طلب العلم أو طلبه العلم عن طريق المدارس والجامعات وحِلَق العلم والدروس، له مكانة عظيمة عند الله -عزّ وجل-، قال الله -تعالى-:(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)،[١٣]فالعلماء لهم مكانة خاصة عند الله -تعالى- وشرف عظيم لا يناله سواهم.[١٢]
وقد عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ينفِر لطلب العلم كالمجاهد الذي ينفِرُ إلى الجهاد، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-:(مَن جاءَ مسجدي هذا لم يأتِهِ إلَّا بخيرٍ يَتعلَّمُهُ أو يُعلِّمُهُ، فهو بمنزِلَةِ المجاهِدِ في سَبيلِ اللهِ).[١٤][١٢]
فضل العلم بعد الموت
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له)،[١٥]ويبيّن هذا الحديث فضل العلم وما يعود به على صاحبه بعد موته؛ فإنّ العلم النّافع الذي يتركه فينتفع به الناس بعد موته، لا ينقطع أجره، بل يبقى مستمِراً إلى يوم القيامة.[١٦]
ومثال ذلك: ما يتركه العلماء من كتب ومؤلّفات، وما وصل إلينا من أحاديث نقلها صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فهؤلاء ممن لم ينقطع عملهم، فما زالوا يجنون ثمار ما تركوه من علم أجوراً عظيمة وحسناتٍ تُسجّل في صحائفهم.[١٦]
تبليغ العلم
تُشير الأحاديث إلى أهمية تبليغ العلم ونشره بين الناس:
- عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
(نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مقالتي فبلَّغَها فرُبَّ حاملِ فِقهٍ غيرُ فقيهٍ ورُبَّ حامِلِ فِقهٍ إلى مَن هوَ أفقَهُ منهُ زادَ فيهِ عليُّ بنُ محمَّدٍ ثلاثٌ لا يُغلُّ عليهِنَّ قَلبُ امرئٍ مُسلِمٍ إخلاصُ العملِ للَّهِ والنُّصحُ لأئمَّةِ المُسلِمينَ ولزومُ جماعتِهِم).[١٨] - عن أبي بكرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(خطبَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يومَ النَّحرِ فقالَ ليبلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ فإنَّهُ رُبَّ مبلَّغٍ يبلغُهُ أوعَى لهُ من سامعٍ).[١٩]
المراجع
- ناصر الدين الألباني (2002)،صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان(الطبعة 1)، الرياض:دار الصميعي للنشر والتوزيع، صفحة 124، جزء 1. بتصرّف.
- رواه الذهبي، في الكبائر، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:284، إسناده صحيح.
- رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:77، أخرجه في صحيحه.
- صهيب عبد الجبار،الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 265. بتصرّف.
- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:184، صحيح.
- رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2790، إسناده صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6797، صحيح.
- رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:80، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:4214، صحيح.
- رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المراسيل لأبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:343، لا بأس بإسناده.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6298، صحيح.
- أبتعطية سالم،كتاب شرح الأربعين النووية لعطية سالم، صفحة 6. بتصرّف.
- سورة الزمر، آية:9
- رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج رياض الصالحين، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:390، إسناده حسن.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:793، صحيح.
- أبأحمد حطيبة،كتاب شرح رياض الصالحين، صفحة 13. بتصرّف.
- عبد العزيز الراجحي،كتاب شرح سنن ابن ماجة، صفحة 11. بتصرّف.
- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه ، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:188، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:191، صحيح.