أحاديث عن طلب العلم
يلعب طلب العلم دورًا محوريًا في الإسلام، وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم على أهميته بأحاديث شريفة تدل على عظم فضله وقيمته. نذكر بعض هذه الأحاديث:
طلب العلم
من بين الأحاديث التي وردت في طلب العلم وطالبه: عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(ألا إنَّ الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرُ اللهِ وما والاهُ، وعالمٌ، أو متعلمٌ). [١]
هذا الحديث يشير إلى أن الدنيا كلها ملعونة، ما عدا ذكر الله وما يتعلق به، والعالم أو المتعلم. فالعلم هو من النور الذي يضيء حياة الإنسان، وهو طريق للخلاص من شرور الدنيا.
عن أبي الدرداء -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(العلماءُ ورثةُ الأنبياءِ). [٢]
هذا الحديث يوضح مكانة العلماء في الإسلام، فهم ورثة الأنبياء، يحملون مشعل العلم والدين، ويقودون الناس إلى طريق الحق.
كيفية تحصيل العلم
طلب العلم يحتاج إلى وقت وجهد، وذهن صافٍ، ومصاحبة الشيوخ والعلماء الكبار. وقبل ذلك وبعده، يجب أن يكون هناك إخلاص النية لله تعالى والتضرع له بالدعاء، ولا تنسى البدء بكتاب الله تعالى، ثم في مختصرات الكتب. فـتأخذ -مثلا- مختصراً في السنة، وآخر في الفقه، والعقيدة والحديث. [١٤]
عن صفوان بن عسال -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(ما من خارجٍ خرجَ من بيتِهِ في طلبِ العلمِ، إلَّا وضعَتْ لَهُ الملائِكَةُ أجنحتَها رضًا بما يصنعُ). [٣]
هذا الحديث يشجع على طلب العلم ويبين فضل الله على طلابه، فهو يفرح لهم، وترضى الملائكة لهم.
عن يعقوب مولى الحرقة -رحمه الله تعالى-:
(قال عمرُ بنُ الخطَّابِ-: لا يبِعْ في سوقِنا إلَّا مَن تفقَّه في الدِّينِ). [٤][٥]
هذا الحديث يدل على أهمية العلم في المعاملات التجارية، فالعلماء هم أهلاّ للثقة والامانة، ويشترط في المتاجر في سوق المسلمين أن يكون متفقهاً في الدين.
عن كثير بن قيس -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(من سلكَ طريقَ العلمِ سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنةِ). [٦]
هذا الحديث يبشّر طلاب العلم بالجنة، فمن يطلب العلم يسلك طريقًا سهلاً إلى الجنة بفضل الله.
عن أبي واقد الليثي -رضي الله تعالى عنه- :
(أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بينما هوَ جالسٌ في المسجدِ، والنَّاسُ معَهُ إذ أقبلَ ثلاثةُ نفرٍ فأقبلَ اثنانِ إلى رسولِ اللَّهِ، وذَهَبَ واحدٌ فلما وقَفا على رسولِ اللَّهِ سلَّما، فأمَّا أحدُهُما فرأى فُرجةً في الحلقةِ فجلسَ فيها، وأمَّا الآخرُ فجلسَ خلفَهُم وأمَّا الثَّالثُ فأدبرَ ذاهبًا). [٧]
(فلمَّا فرغَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ: ألا أخبرُكُم على النَّفرِ الثَّلاثةِ؟ أمَّا أحدُهُم فأوى إلى اللَّهِ فآواهُ اللَّهُ، وأمَّا الآخرُ فاستَحيا فاستَحيا اللَّهُ منهُ، وأمَّا الآخرُ فأعرضَ فأعرضَ اللَّهُ عنهُ). [٧]
هذا الحديث يبين أنواعًا من الناس، فمنهم من يتجه للخير، ومنهم من يستحي من الله، ومنهم من يعرض عن الله، فالعلماء يتبعون سبيل أولئك الذين يأوون إلى الله.
عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله تعالى عنه- قال:
(ذُكرَ لرسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- رجلانِ أحدُهُما عابدٌ والآخرُ عالمٌ، فقالَ -عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسَّلامِ-: فضلُ العالمِ علَى العابدِ كفضلي علَى أدناكُم، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ اللَّهَ وملائكتَهُ وأهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها، وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ علَى مُعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ). [٨]
هذا الحديث يُبين فضل العالم على العابد، فالعلماء يشكلون نعمة عظيمة للبشرية، فهم يُعلمون الناس الخير، ويرشدونهم إلى طريق الحق.
الحديث الذي رواه الشعبي -رحمه الله تعالى-:
(ذهبَ زيدُ بن ثابتٍ ليركَبَ فأمسكَ ابنُ عبَّاسٍ بالرِّكابِ، فقال: تنحَّ يا ابنَ عمِّ رسولِ اللهِ، قال : لا ، هكَذا نفعَلُ بالعُلَماءِ والكبَراءِ). [٩][١٠]
هذا الحديث يدل على الاحترام الكبير الذي يجب أن يُقدم للعلماء، حتى لو كانوا من أقارب النبي – صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-:
(اغدُ عالمًا أو متعلِّمًا ولا تَكوننَّ إمَّعةً). [١١][١٢]
هذا الحديث يحثّ على طلب العلم والابتعاد عن الجهل.
قال الله -تعالى-:
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). [١٣]
هذه الآية الكريمة تذكرنا بأن الله يرفع درجة المؤمنين والعلماء، فالعلم من النعم التي تنال رضا الله.
المراجع
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2322، حسن غريب.
- رواه أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:3641، صحيح.
- رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه، عن صفوان بن عسال، الصفحة أو الرقم:186 ، صحيح.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن يعقوب مولى الحرقة، الصفحة أو الرقم:487 ، صحيح.
- أبو عيسى الترمذي،سنن الترمذي، صفحة 357. بتصرّف.
- رواه ابن عبد البر، في الاستيعاب، عن كثير بن قيس، الصفحة أو الرقم:369، إسناده صحيح.
- أبرواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي واقد الليثي، الصفحة أو الرقم:86، أخرجه ابن حبان في صحيحه.
- رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:80، إسناده صحيح أو حسن او ما قاربهما.
- رواه ابن حجر العسقلاني، في الإصابة، عن الشعبي عامر بن شراحيل، الصفحة أو الرقم:1/561، صحيح.
- ابن حجر العسقلاني،الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 491. بتصرّف.
- رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن زر بن حبيش، الصفحة أو الرقم: 2/16.
- ابن القيم،إعلام الموقعين عن رب العالمين، صفحة 134. بتصرّف.
- سورة المجادلة، آية:11
- “فضل طلب العلم وكيفية تحصيله”،اسلام ويب.مجلوبة من “http://mawdoo3.com/index.php?title=أحاديث_عن_طالب_العلم&oldid=1787760”