جدول المحتويات
أحاديث عن الرضا بقضاء الله
تُعدّ القناعة والرضا بقضاء الله من أهمّ صفات المؤمن. يزول التذمر والحسرة من النفس، وتُصبح الحياة أكثر هدوءًا وسعادةً عندما نتقبّل قدر الله بكلّ رحابة صدر. وسنتعرّف في هذا المقال على بعض الأحاديث النبوية التي تُبيّن فضل الرضا بقضاء الله.
روى شداد بن أوس -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(أنَّهما دخلا علَى رجُلٍ مريضٍ يعودانِهِ، فقالا لهُ: كيفَ أصبَحتَ؟! قالَ أصبحتُ بنعمةٍ، فقالَ لهُ شدَّادٌ: أبشر بِكَفَّاراتِ السَّيِّئاتِ وحطِّ الخطايا فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ– يقولُ: إنَّ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- يقولُ إذا أَنا ابتليتُ عبدًا مِن عبادي مؤمنًا فحمدَني علَى ما ابتليتُهُ فإنَّهُ يقومُ من مضجعِهِ ذلِكَ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ منَ الخطايا. ويقولُ الرَّبُّ -تبارَكَ وتعالى-: أَنا قيَّدتُ عبدي وابتليتُهُ فأَجروا لهُ ما كنتُمْ تُجرونَ لهُ وَهوَ صحيحٌ).[١]
يشير هذا الحديث إلى فضل الرضا بقضاء الله، وأنّ الشكر على البلاء يُمحى الخطايا ويُزيل الهمّ والغم.
روى أبو موسى الأشعري-رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي فيقولونَ نعم فيقولُ قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ فيقولونَ نعم فيقولُ ماذا قالَ عبدي فيقولونَ حمِدَكَ واسترجعَ فيقولُ اللَّهُ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ).[٢]
يُبين هذا الحديث أهمّية الصبر والرضا بقضاء الله عند فقدان الأحبّة، فالحمدُ والشكرُ هما طريقٌ مُباشرٌ إلى رحمة الله وجنّته.
روى أنس بن مالك-رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ).[٣]
يُشير هذا الحديث إلى أنّ البلاء من علامات حبّ الله لعبده، وأنّ الرضا بقضاء الله هو طريقٌ للنجاة والرحمة.
أحاديث عن الرضا بالرزق
تُعتبر مسألة الرزق من الأمور المُهمّة في حياة الإنسان، ويُؤكّد الإسلام على أنّ الله هو الرزّاق الوحيد، وأنّ على الإنسان أن يسعى ويبذل الجهد دون أن يتّكل على غير الله.
وتُوجد أحاديث نبوية تُبين أنّ الرضا بالرزق الذي قسمه الله هو من أهمّ مصادر السعادة والراحة النفسية.
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -عليه الصلاة والسلام- قال فيما يرويه عن ربّه -عز وجل-:
(إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ : تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً ، ولم أسدَّ فقرَكَ).[٥]
يُبين هذا الحديث أنّ الرضا بقضاء الله هو السبيل لِملء النفس بالراحة والسعادة.
روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ النّبي -عليه الصلاة والسلام- قال:
(لا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فإنَّهُ لمْ يكنْ عَبْدٌ لَيَمُوتَ حتى يَبْلُغَ آخِرَ رِزْقٍ هو لهُ، فَأَجْمِلوا في الطَّلَبِ: أَخْذُ الحَلالِ، وتَرْكُ الحَرَامِ).[٦]
يُؤكّد هذا الحديث أنّ رزق كلّ إنسان مُقدّرٌ، وأنّ على الإنسان أن يَسعى لِرزقه بالطرق الحلال.
أحاديث عن الرضا بما قسم الله
تُعتبر مسألة الرضا بما قسمه الله من أهمّ الأمور التي تُسهم في تحقيق السعادة والاستقرار النفسي. فما يُقدّره الله هو خيرٌ لنا، وإنْ لم نفهم حقيقته في الوقت الحالي.
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(من يأخذُ عنِّي هؤلاءِ الكلماتِ فيعملُ بِهنَّ أو يعلِّمُ من يعملُ بِهنَّ قلتُ أنا يا رسولَ اللَّهِ فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا فقالَ اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ وأحسِن إلى جارِك تَكن مؤمنًا وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِك تَكن مسلِمًا ولا تُكثرِ الضَّحِك فإنَّ كثرةَ الضَّحِك تُميتُ القلبَ).[٧]
يُبين هذا الحديث أنّ الرضا بقضاء الله يُعدّ من أهمّ صفات المُؤمن، وأنّّه يُحقّق له الغنى والسعادة.
روى جابر بن عبد الله-رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(أيها الناسُ اتقوا اللهَ، وأَجمِلوا في الطَّلَبِ، فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستوفِيَ رزقَها، وإن أبطأَ عنها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلوا في الطَّلَبِ، خُذوا ما حَلَّ، ودَعوا ما حَرُم).[٨]
يُؤكّد هذا الحديث على أنّ رزق كلّ إنسان مُقدّرٌ، وأنّ على الإنسان أن يُؤمن بِذلك ويَسعى لِرزقه بالطرق الحلال.
المراجع
- رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:1523، إسناده حسن.
- رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1021، حسن.
- رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2396، حسن.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2614، حديث صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2466 ، حديث صحيح.
- رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2607، حديث صحيح على شرط الشيخين.
- رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5/8، حديث حسن كما قال في المقدمة.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2742، حديث صحيح.