فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أحاديث نبوية تشجع على نظافة الطرقات | الفقرة الأولى |
السلوك الحسن في الطرقات وفق الإسلام | الفقرة الثانية |
أهمية الحفاظ على نظافة الطرقات | الفقرة الثالثة |
المراجع | المراجع |
تعاليم نبينا الكريم بشأن نظافة الطرقات
حثّ الإسلام على النظافة، وجعلها من أهم خصائص المجتمع المسلم. وقد وردت أحاديث كثيرة تحثّ على المحافظة على نظافة الطرقات، ومنها:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).[١]
وفي حديث آخر، يُبرز أهمية إزالة الأذى عن الطريق:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمالُ أُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها، فَوَجَدْتُ في مَحاسِنِ أعْمالِها الأذَى يُماطُ عَنِ الطَّرِيقِ).[٢]
كما حثّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على نظافة البيئات العامة، موضحاً الفرق بين سلوك المسلمين وسلوك غيرهم:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(طهِّروا أفنيتَكم فإنَّ اليهودَ لا تُطهِّرُ أفنيتَها).[٣]
و نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن بعض التصرفات التي تسبب الأذى للآخرين في الطرقات:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ).[٤]
وذكر قصة جميلة تُبين فضل إزالة الأذى عن الطريق:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(مَرَّ رَجُلٌ بغُصْنِ شَجَرَةٍ علَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فقالَ: واللَّهِ لأُنَحِّيَنَّ هذا عَنِ المُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الجَنَّةَ).[٥]
وقد حثّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على إزالة كل ما يُسبب الأذى للناس في الطرقات، كما في قول أبي برزة الأسلمي:
عن أبي برزة الأسلمة نضلة بن عبيد -رضي الله عنه- قال:(قُلتُ: يا نَبِيَّ اللهِ عَلِّمْنِي شيئًا أَنْتَفِعُ به، قالَ: اعْزِلِ الأذَى عن طَرِيقِ المُسْلِمِينَ).[٦]
وختاماً، يُبين هذا الحديث فضيلة الرفق بالمسلمين وعدم إيذائهم بأي شكل من الأشكال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(الْمُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ).[٧]
آداب التعامل في الطرقات حسب تعاليم الإسلام
يُحدد الإسلام آدابًا وسلوكيات محددة ينبغي على المسلم اتباعها في الطرقات العامة، لتحقيق التآلف والوئام بين أفراد المجتمع. من هذه الآداب:
حفظ البصر: تجنب النظر لما يُحرّم، والالتزام بالحدود الشرعية في النظر.
ردّ السلام: وهو من أهمّ آداب الإسلام، كما جاء في قوله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا).[١٠]
كما ورد عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قوله:
(أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ).[١١]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو واجب على كل مسلم، كما جاء في قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).[١٢]
كفّ الأذى: تجنب إيذاء الآخرين بأي شكل من الأشكال، سواءً كان ذلك لفظيًا أو جسديًا، كالكلام السيء، أو الاعتداء على ممتلكاتهم، أو إزعاجهم بأي طريقة.
التنبيه عن المخاطر: تحذير الآخرين من أي خطر محتمل في الطريق.
و أخيراً، حثّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على تجنب الجلوس في الطرقات، ولكن إن اضطر لذلك، فعليه أن يحافظ على آداب الطريق :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ).[٨]
فضل نظافة الطرقات وأهميتها في الإسلام
يُولي الإسلام أهمية كبيرة للنظافة، لما لها من أثر إيجابي على الصحة العامة والراحة النفسية، بالإضافة إلى كونها رمزًا للحضارة والتقدم. إنّ المحافظة على نظافة الطرقات تُعتبر من مظاهر الإيمان، وتُعكس حسن أخلاق الفرد ووعيه بمسؤوليته تجاه مجتمعه.
فنظافة الطرقات مرتبطة بشكل مباشر بالصحة العامة، حيث تُساهم في الوقاية من الأمراض وتوفير بيئة صحية آمنة. كما أنّها تُعزز من الجمال العام للمكان، وتُساهم في خلق جوّ إيجابي مُريح.
وإهمال نظافة الطرقات يُعتبر من مظاهر السلوك السلبي، ويُعكس قصورًا في الوازع الديني والأخلاقي. لذلك، يجب على كل فرد أن يُساهم في الحفاظ على نظافة بيئته، لأنّ ذلك من مظاهر الإيمان والالتزام بالتعاليم الإسلامية.
المراجع
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي ذر الغفاري ، الصفحة أو الرقم:553، صحيح.
- رواه الألباني ، في السلسلة الصحيحة ، عن سعد بن أبي وقاص ، الصفحة أو الرقم:236، إسناده حسن.
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:269، صحيح.
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1914، صحيح.
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد ، الصفحة أو الرقم:2618، صحيح.
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:41، صحيح.
- رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:2465، صحيح.
- “آداب الطرق “،الألولة الشرعية، 21/3/2015، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022.
- سورة النساء ، آية:86
- رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:12، صحيح.
- سورة آل عمران، آية:110