جدول المحتويات
- فضل بر الوالدين
- فضل بر الأم
- تقديم بر الوالدين على الجهاد
- بر الوالدين بعد موتهما
- بر الوالدين رغم عدم إيمانهما
فضل بر الوالدين
أمر الله -عزَّ وجلَّ- المسلمين ببرِّ الوالدين وجعله من أعظم القربات إليه. [١] وقد ورد في السنة النبويةِ عددًا من الأحاديث الشريفة التي تبيِّن فضل برِّ الوالدين.
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود قوله: “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”. [٢]
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، و سخطُهُ في سخطِهما”. [٣]
فضل بر الأم
أولى الشريعة الإسلامية الأمَّ مزيدًا من العناية والحثِّ على برِّها. وقد ورد في ذلك عدة أحاديث، من بينها:
روى البخاري عن أبي هريرة قوله: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ”. [٥]
وروى ابن عباس قوله: “إنِّي لا أعلمُ عملًا أقربَ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ مِن برِّ الوالدةِ”. [٦]
تقديم بر الوالدين على الجهاد
وردت أحاديث تبين تقديم برِّ الوالدين على الجهاد، من بينها:
روى النسائي عن معاوية بن جاهمة قوله: “أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها”. [٨]
وروى مسلم عن عبدالله بن عمرو قوله: “جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يَسْتَأْذِنُهُ في الجِهَادِ فَقالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَفِيهِما فَجَاهِدْ”. [٩]
بر الوالدين بعد موتهما
لا يقتصر برُّ الوالدين على حال حياتهما، بل يُمكن أن يستمرَّ برّ المسلم لوالديه حتى بعد مماتهما. ومن صور هذا النوع من البرِّ أن يدعوَ لهما أو يزور أقاربهما وأصحابهما، وأن يتصدق عنهما بشتى أنواع الصدقاتِ. [١٠]
روى مسلم عن عبد الله بن عمر قوله: “إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ”. [١١]
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”. [١٢]
وروى البخاري عن ابن عباس: “أنَّ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهو غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شَيءٌ إنْ تَصَدَّقْتُ به عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا”. [١٣]
بر الوالدين رغم عدم إيمانهما
لا يقتصر برُّ الوالدين على الأبوين المسلمين، بل حتَّى الأبوين المشركين أو الفاسقين يجب على المسلم برَّهما. [١٤]
روى البخاري عن أسماء بنت أبي بكرٍ قولها: “قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وهي مُشْرِكَةٌ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: وهي رَاغِبَةٌ، أفَأَصِلُ أُمِّي؟ قالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ”. [١٥]
**المراجع**
[١] محمد المنتصر الكتناني،تفسير المنتصر الكتاني(الطبعة 255)، صفحة 1. بتصرّف. [٢] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:527، حديث صحيح. [٣] رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4441، حديث صحيح. [٤] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2551، حديث صحيح. [٥] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5971، حديث صحيح. [٦] رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عطاء بن يسار، الصفحة أو الرقم:4، حديث صحيح. [٧] البخاري (1989)،الأدب المفرد مخرجا(الطبعة 3)، بيروت:دار البشائر الإسلامية، صفحة 15. بتصرّف. [٨] رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن معاوية بن جاهمة السلمي، الصفحة أو الرقم:3104، حديث صحيح. [٩] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2549، حديث صحيح. [١٠] صهيب عبد الجبار (2014)،الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 179-184، جزء 11. بتصرّف. [١١] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2552، حديث صحيح. [١٢] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1631، حديث صحيح. [١٣] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2756، حديث صحيح. [١٤] مجموعة من المؤلفين (1404)،الموسوعة الفقهية الكويتية(الطبعة 2)، الكويت:دارالسلاسل، صفحة 65، جزء 8. بتصرّف. [١٥] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسماء بنت ابي بكر، الصفحة أو الرقم:2620، حديث صحيح.