أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشام

تُعد بلاد الشام من أقدمِ بلادِ العالمِ، وذُكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفةِ. إليكَ أهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الشام، وفضلها وأهلها، والفتن والملاحم التي ستقع بها، وأشراط الساعةِ

جدول المحتوى

فضل الشام وأهلها

تُعد بلاد الشام من أقدمِ بلادِ العالمِ، وذُكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفةِ. وتُعتبرُ من أهمِ الأماكنِ التي لها مكانةٌ خاصةٌ في الإسلامِ، لاسيما عند النظرِ في أحاديثِ النبي صلى الله عليه وسلم التي تبين فضلَها وأهلها.

من أهمِ هذهِ الأحاديثِ ما رواهُ الترمذي في سننِهِ عن قرة بن إياس المزني:

“إذا فسد أهلُ الشامِ فلا خيرَ فيكم: لا تَزالُ طائفةٌ من أمتي منصورينَ لا يضرُّهم مَنْ خذلهم حتى تقومَ الساعةُ”. [١]

وذكر البخاري في صحيحِهِ عن عبدِ اللهِ بن عمر:

“اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان”. [٢]

وروى شعيبُ الأرناؤوط في تخريجِ المسندِ عن زيد بن ثابت:

“بينما نحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نُؤلِّفُ القُرآنَ منَ الرِّقاعِ، إذ قال: طُوبى للشامِ، قيلَ: ولمَ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّ مَلائكةَ الرحمنِ باسطةٌ أجنِحَتَها عليها”. [٣]

فضل سكنى الشام

شهدت سكنى الشام اهتمامًا كبيرًا من النبي صلى الله عليه وسلم، حيثُ حثّ على السكنِ فيها. ومن أهمِ الأحاديثِ التي تشيرُ إلى ذلكِ ما يلي:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام، وجند باليمن وجند بالعراق قال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم، فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله).[٤]

وروى شعيب الأرناؤوط في تخريج شرح السنة عن عبدِ اللهِ بن عمرو:

“إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام”.[٥]

الفتن والملاحم في الشام

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديثِ عن الفتنِ والملاحمِ التي ستُحدثُ في بلادِ الشامِ. ومن أهمِ هذهِ الأحاديثِ ما يلي:

روى شعيب الأرناؤوط في تخريج سننِ أبي داود عن أبي الدرداء:

“إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام”.[٦]

وروى الألباني في صحيح ابن ماجه عن أبي هريرة:

“إذا وقعت الملاحم، بعث الله من دمشق بعثا من الموالي، هم أكرم العرب فرسا، وأجوده سلاحا، يؤيد الله بهم الدين”.[٧]

وذكر الألباني في السلسلةِ الصحيحةِ عن أبي هريرة وابن سمط:

“لا تَزَالُ من أُمَّتي عِصابَةٌ قَوَّامَةٌ على أَمْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، لا يَضُرُّها مَنْ خالفَها؛ تُقَاتِلُ أَعْدَاءَها، كلَّما ذهب حَرْبٌ نَشَبَ حَرْبُ قومٍ آخَرِينَ، يُزِيغُ اللهُ قُلوبَ قومٍ لِيَرْزُقَهُمْ مِنْهُ، حتى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ، كأنَّها قِطَعُ الليلِ المُظْلِمِ، فَيَفْزَعُونَ لذلكَ؛ حتى يَلْبَسُوا لهُ أَبْدَانَ الدُّرُوعِ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: هُمْ أهلُ الشَّامِ، ونَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بإصبُعِهِ؛ يُومِئُ بِها إلى الشَّامِ حتى أوْجَعَها”.[٨]

أشراط الساعة في الشام

تُشيرُ أحاديثُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ارتباطِ بعضِ أشراطِ الساعةِ ببلادِ الشامِ.

وروى سننُ أبي داود عن النواس بن سمعان:

“ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدجال فقال إن يخرج وأنا فيكم! فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جواركم من فتنته. قلنا: وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما: يوم كسنة ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم فقلنا: يا رسول الله: هذا اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة؟ قال: لا، اقدروا له قدره، ثم ينزل عيسى ابن مريم، عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيدركه عند باب لد فيقتله”.[٩]

الشام أرض المحشر

أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ الشام تُعدُّ أرضَ المحشرِ، حيثُ ستُجمعُ الناسُ فيها يومَ القيامةِ.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(الشام أرض المحشر والمنشر).[١٠]

وروى شعيبُ الأرناؤوط في تخريجِ المسندِ عن عبدِ اللهِ بن عمر:

“تخرج نار من قبل حضرَموتَ تحشر الناس، قال: قلنا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشامِ”.[١١]

وذكرَ شعيبُ الأرناؤوط في تخريجِ المسندِ عن معاوية بن حيدة القشيري:

“قلت: يا رسول الله، أين تأمرني؟ قال: هاهنا، ونحا بيده نحو الشام، قال: إنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم”.[١٢]

المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن قرة بن إياس المزني، الصفحة أو الرقم:2192 ، حسن صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:7094.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:21607، إسناده حسن.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله بن حوالة، الصفحة أو الرقم:2483، صحيح.
  5. رواه شعيب الأرناووط، في تخريج شرح السنة، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:208، صحيح.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:4298، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3319، حسن.
  8. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة وابن سمط، الصفحة أو الرقم:3425، صحيح.
  9. رواه سنن أبي داود، في أبو داود، عن النواس بن سمعان الأنصاري، الصفحة أو الرقم:4321، صحيح.
  10. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:4908، صحيح.
  11. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند ، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5738، صحيح.
  12. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن معاوية بن حيدة القشيري، الصفحة أو الرقم:20031، إسناده حسن.
Total
0
Shares
المقال السابق

أحاديث الرسول عن الزواج

المقال التالي

أحاديث النبي عن الصبر

مقالات مشابهة

أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل الصلاة

يقدم هذا المقال مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُبيّن فضل الصلاة في الإسلام، مع التركيز على أهميتها ككفّارة للذنوب، وطريقة لتنقية النفس، ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
إقرأ المزيد