جدول المحتويات
قصة فرض الصلاة ليلة الإسراء
يروي الإمام البخاري في صحيحه الحديث الذي يُخبرنا فيه النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – عن كيفية فرض الصلاة عليه ليلة الإسراء والمعراج. ونص الحديث:
>(ودَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ العِزَّةِ، فَتَدَلَّى حتَّى كانَ منه قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى، فأوْحَى اللَّهُ فِيما أوْحَى إلَيْهِ: خَمْسِينَ صَلَاةً علَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، مَاذَا عَهِدَ إلَيْكَ رَبُّكَ؟ قالَ: عَهِدَ إلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ…).[١](قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ذلكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وعنْهمْ، فَالْتَفَتَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إلى جِبْرِيلَ كَأنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ في ذلكَ، فأشَارَ إلَيْهِ جِبْرِيلُ: أنْ نَعَمْ إنْ شِئْتَ، فَعَلَا به إلى الجَبَّارِ، فَقالَ وهو مَكَانَهُ: يا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فإنَّ أُمَّتي لا تَسْتَطِيعُ هذا، فَوَضَعَ عنْه عَشْرَ صَلَوَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إلى مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إلى رَبِّهِ حتَّى صَارَتْ إلى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الخَمْسِ…).[١](فَقالَ: يا مُحَمَّدُ واللَّهِ لقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ قَوْمِي علَى أدْنَى مِن هذا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أضْعَفُ أجْسَادًا وقُلُوبًا وأَبْدَانًا وأَبْصَارًا وأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كُلَّ ذلكَ يَلْتَفِتُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إلى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عليه، ولَا يَكْرَهُ ذلكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الخَامِسَةِ…).[١](فَقالَ: يا رَبِّ إنَّ أُمَّتي ضُعَفَاءُ أجْسَادُهُمْ وقُلُوبُهُمْ وأَسْمَاعُهُمْ وأَبْصَارُهُمْ وأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا، فَقالَ الجَبَّارُ: يا مُحَمَّدُ، قالَ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قالَ: إنَّه لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، كما فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ في أُمِّ الكِتَابِ، قالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بعَشْرِ أمْثَالِهَا، فَهي خَمْسُونَ في أُمِّ الكِتَابِ، وهي خَمْسٌ عَلَيْكَ).[١]
يُبين هذا الحديث أن الصلاة فرضت على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، وأنه تم تخفيف عدد الصلوات من خمسين صلاة إلى خمس صلوات نظرًا لضعف المسلمين.
الصلاة في النعال والخفاف
يُبين صحيح البخاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يُصلي في النعال والخفاف، وذلك كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
>(سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ: أكانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُصَلِّي في نَعْلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ).[٢]
وورد أيضًا في صحيح البخاري حديث آخر يُشير إلى أن النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى في سفري بعد الوضوء مع مسح الخفين:
>(كُنْتُ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في سَفَرٍ، فَقالَ: يا مُغِيرَةُ خُذِ الإدَاوَةَ، فأخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ، وعليه جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ، فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ يَدَهُ مِن كُمِّهَا فَضَاقَتْ، فأخْرَجَ يَدَهُ مِن أسْفَلِهَا، فَصَبَبْتُ عليه، فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ومَسَحَ علَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ صَلَّى).[٣]
أهمية استقبال القبلة في الصلاة
أكد الإمام البخاري في صحيحه على أهمية استقبال القبلة في الصلاة، فقال:
>(سَأَلَ مَيْمُونُ بنُ سِيَاهٍ، أنَسَ بنَ مَالِكٍ، قالَ: يا أبَا حَمْزَةَ، ما يُحَرِّمُ دَمَ العَبْدِ ومَالَهُ؟ فَقالَ: مَن شَهِدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وصَلَّى صَلَاتَنَا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَهو المُسْلِمُ، له ما لِلْمُسْلِمِ، وعليه ما علَى المُسْلِمِ).[٤]
ويؤكد الحديث التالي على هذا المبدأ أيضًا:
>(مَن صَلَّى صَلَاتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذلكَ المُسْلِمُ الذي له ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّتُهِ رَسولِهِ، فلا تُخْفِرُوا اللَّهَ في ذِمَّتِهِ).[٥]
المراجع
1. ^أبتثرواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:7517، صحيح.
2. ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:386، صحيح.
3. ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:363، صحيح.
4. ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:939، صحيح.
5. ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:391، صحيح.