فهرس المحتويات
- قصيدة كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَة الأَمْجَادِ
- قصيدة كَرُمَ الزّمان ولم يكن بكريمِ
- قصيدة سل الملك الكريم إلام تبني
- قصيدة الكريم
- شعر يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ
كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَة ُ الأَمْجَادِ
يقول محمود سامي البارودي:
> كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَة ُ الأَمْجَادِ
> وَجَفَاءُالأَخْلاقِشَأْنُ الْجَمَادِ
> لَنْ يَسُودَ الْفَتَى ولَوْ مَلَكَ الْحِكْـمة َما لمْ يكُنْ منَ الأجوادِ
> ولعَمرى لرقَّة ِ الطَّبعِ أولى
> منْ عِنادٍ يجرُّ حربَ الفسادِ
> قَدْ يَنَالُ الْحَلِيمُ بِالرِّفْقِ مَا لَيْــسَ
> يَنالُ الْكَمِيُّ يوْمَ الْجِلادِ
> فاقْرُنِ الْحِلْمَ بِالسَّماحَة ِ تَبْلُغْ
> كُلَّ مَا رُمْتَ نَيْلَهُ مِنْ مُرادِ
> وَضَعِ الْبِرَّ حَيْثُ يَزْكُو لِتَجْنِ
> ثَمَرَ الشُّكْرِ مِنْ غِرَاسِ الأَيَادِ
> وَاْحْذَرِ الناسَ ما اسْتَطَعْتَ فإِنَّ النَّــاسَ
> أَحْلاَسُ خُدْعَة ٍ وتَعادِيرُ
> بَّ خلٍّ تراهُ طلقَ المحيَّا
> وهو جَهُمُ الضميرِ بِالأحقادِ
> فتأمَّل مواقِعَ اللَّحظِ تعلَمْ
> ما طَوَتْهُ صَحَائِفُ الأَكْبَادِ
> إِنَّ في الْعَيْنِ وَهْوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ
> لَدَلِيلاً عَلَى خَبَايَا الْفُؤَادِ
> وأُناسٍ صَحِبْتُ مِنْهُمْ ذِئَاباً
> تحتَ أَثوابِ ألفة ٍ وَوِدادِ
> يَتَمَنُّونَ لى العِثارَ، ويَلقَوْنى
> بِوجهٍ إِلى المودَّة ِ صادِى
> سابقونى فقصَّروا عَنْ لَحاقِى
> إِنَّمَا السَّبْقُ مِنْ خِصالِ الْجَوَادِ
> أَنا ما بينَ نعمة ٍ وحسودٍ
> والْمَعَالِي كَثِيرَة ُ الحُسَّادِ
> فليموتوا بغيظِهِم ، فاحتمالُ الــغَيْظِ
> موْتٌ لَهُمْ بِلا مِيعَادِ
> كيفَ تبيضُّ منْ أناسٍ وجُوهٌ
> صَبَغَ اللُّؤْمُ عِرْضَهُمْ بِسَوَادِ؟
> أظهروا زُخرُفَ الخِداعِ ، وأخفوا
> ذَاتَ نفسٍ كالجمرِ تحتَ الرمادِ
> فَتَرى الْمَرْءَ مِنْهُمُ ضَاحِكَ السِّـنِّ
> وفي ثوبهِ دِماءُ العبادِ
> معشرٌ لا وليدُهُم طاهرُ المهــدِ
> وَلاَ كَهْلُهُمْ عَفِيفُ الْوِسادِ
> تِلكَ آثارهُم تدُلُّ على ما
> كانَ منهُم من جفوة ٍ وتبادِى
> ليسَ من يطلبُ المعالى للفخـرِ
> كمَن يطلبُ العلا للزَّادِ
> وقليلاً ما يصلُحُ المرءُ للجـدِّ
> إذا كانَ ساقِطَ الأجدادِ
> فاعتَصِم بالنُهى تفز بنعيمِ الدَّهْرِ
> غَضًّا، فالْعَقْلُ خَيْرُ عَتَادِ
> إِنَّ في الْحِكْمَة ِ الْبَلِيغَة ِ لِلرُّوحِ
> غِذاءً كَالطِّبِّ لِلأَجْسَادِ.
كَرُمَ الزّمان ولم يكن بكريمِ
يقول إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي:
> كَرُمَ الزّمان ولم يكن بكريمِ
> وصفا فكان على الصّفاء نديمِ
> وأفاض من نِعَمٍ عليّ سوابغاً
> للّه يشكرها فمي وصميمي
> عَظُمَتْ على الشعر البليغ وربّما
> عجز الثّناء عن الوفا بعظيم
> وأجلُّها نظري إلى ابن حرازم
> موتمتّعي من وجهه بنعيم
> وتلذّذي من خلقه بمحاسنٍ
> وتنعُّمي من خلقه بنسيم
> تعرّفي من عَرْفِهِ بعوارف
> ومعارف ولطائف وفهوم
> وتعزّزي بتذلّلي لجماله
> وتشرّفي من نعله المخدوم
> ذاك الذي حَمَلَتْ خزائنُ سرّه
> ما لو بدا لارتاب كلُّ حليم
> وهو الذي مُنِحَ المعارفَ فارتقى
> منها لأَِرْفَعِ سرّها المكتوم
> وهو الذي جُعِلت أسرَّةُ وجههِ
> مرآةَ إسعادٍ وبُرَْء سَقيم
> وهو الذي نال الرّضى من ربّه
> وبنَيْلِهِ مَنْ شاء غير مَلومِ
> وهو الذي أذن الرّسولُ بوصله
> وأمدّه من عنده بعلوم
> وهو الذي التجاني أودع سرّه
> فيه وخصّ مقامه بعموم
> وهو الذي وهو الذي وهو الذي
> وهو الذي معناه غير مرو
> عظمت لديه مواهب أضحت لها
> هِمَمُ الورى تسعى بكلّ سليم
> وَسَعَتْ محبّتُه إلى أرواحهم
> فهي الغِذاءُ لراحلٍ ومقيم
> يا سيّدي ولكم دَعَوْتُ لسيّدي
> حتى عرفتُك فاستَبَنْتُ رجومي
> وعلمتُ أني كنت أرقم في الهوا
> وأسير خلفي والشّقاء نديمي
> يا مَوْئِلي وكفى بفضلك مَوْئِلاً
> وَمُؤَمَّلِي عند الْتِهابِ سَمومِ
> هل أنتَ كاشفُ كُرْبتي فلقد سَطَتْ
> وطَغَتْ عليّ وساوسي وهمومِ
> هل أنت راحمُ شقوتي فَتُرِيحَنِ
> فَخَيَارُ أهلِ اللّهِ خَيْرُ رحيم
> هل مُنْقِذٌ مَنْ قد تحيَّرَ لم يجِدْ
> من مُسْعِدٍ يٌجْلي الهمومَ زعيمِ
> فَارْحَمْ دموعاً قد رأتك عيونُها
> فَتَكَرَّمَتْ باللّؤْلُؤِ المنظوم
> وجوانحاً جَعَلَتْك في سودائها
> وقد اصطلت وتكلّمت بكلوم
> وجوارحاً هرعت إليك يقودها
> أَصْلٌ عظيمُ الشأن غير هضيم
> وسرائراً ألْوانُها بَلِيَتْ لما
> وَجَدَتْ سوى شوقٍ إليك أليم
> ومُتَيَّماً لولا التذكّر لم يكن
> بِمُجَدَّدِ الأشواق غَيْرَ رميم
> لا تَقْطَعَنْ أملي وقد وَجَّهْتُهُ
> يسعى إليك وأنت خَيْرُ كريمو
> وقدِ اتّخذتُك في الأنام وسيلةً
> وتَوَسُّلِي بِهُدَاكَ غَيْرُ فصيم
> وجعلت حُبّي عند فضلك ذمَّةً
> وتذمّما بِعُلاَك غيرَ ذميم
> رَجَوْتُ من ربّي بفضلك ما أنا
> أصبحتُ من معناه غيرَ عديم
> يا مُسْنَدي يا مقصدي يا سيّدي
> يا منجدي ومؤمّلي وحميمي
> أنت الذي ربّي اصطفاك لِسِرِّهُ
> وحباك من فضلٍ عليكَ عميمِ
> فلك الهناءُ فأنت سلطان الورى
> وَلِيَ الهناءُ بأن تقولَ خديمي
> رسولُه أوْلاَكَ مَا اعْتَرَفَتْ بِهِ
> لك أَهْلُ سِرِّ الله بالتّقديم
> فسَلاَمُ رَبِّكَ كلّما هبّت صَبَايغ
> شاك طيبُ مِزاجه المختوم.
سل الملك الكريم إلام تبني
يقول بديع الزمان الهمذاني:
> سل الملك الكريم إلام تبني
> وأين؟ وقد تجاوزتَ السماءَ
> أَجِدَّك لا براك اللَّه إلاعلاءً
> أوعطاءًأو وفاء
> ولو ذوبتني ما كنت إلا
> ولَاءً أو دعاءً أو ثناء
> منحتك من سواء الصدر
> ودداً يكاد لفرطه يروي الظماءَ
> أيعجزني إذا احتكُّوا هِناءٌ
> وللكلبى إذا مرضوا شفاءَ
> جريت مع الملوكِ إلى مداها
> ففتهم سناءً وارتقاءَ
> فضلتهم ندى وفضلت مالاً
> ومن طلب الثناءَ رمى الثراءَ
> أمن جمع الدراهم واقتناها
> كمن جمع النهى ليسوا سواء
> يكاد التخت يورق جانباه
> ويقطر عوده ليناً وماء
> إذا خطرت له قدماك تسعى
> إلى أعواده أو قيل جاءَ.
قصيدة الكريم
يقول إيليا أبو ماضي:
> قالوا : ألا تصف الكريم لنا ؟ فقلت على البديه :
> إنّ الكريم لكالربيع ، تحبّه للحسن فيه
> و تهشّ عند لقائه ، و يغيب عنك فتشتهيه
> لا يرضي أبدا لصاحبه الذي لا يرتضيه
> و إذا اللّيالي ساعفته لا يدلّ و لا يتيه
> و تراه يبسم هازئا في غمرة الخطب الكريه
> و إذا تحرّق حاسدوه بكى ورقّ لحاسديه
> كالورد ينفح بالشّذى حتّى أنوف السارقيه.
شعر يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ
يقول ابن هانئ الأندلسي:
> يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ
> والكرمِ
> وأفضلَ النّاسِ من عربٍ ومن عجمٍ
> يا ابنَ السَّدَى والنّدى والمعْلُوماتِ مَعاً
> والحِلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَـم
> لو كُنْتُ أُعْطَى المُنى فيما أُؤمّلُهُ
> حَملْتُ عنك الذي حُمّلتَ من ألم
> كُنْتُ أعْتَدُّهُ يَداً ظفِرْتُ بهَ
> من الايادي وقسماً أوفرَ القسم
> حتى تَرْوحَ مُعافَى الجسمِ سالِمَهُ
> وتسْتَبِلَّ إلى العَلْياءِ والكرم
> الله يَعْلَمُ أني مُذْ سمِعتُ بما
> عراكَ لم أغتمضْ وجداً ولم أنم
> فعند ذا أنا مدفوعٌ إلى قلقٍ
> ومُرّة ً أنا مصروفٍ إلى سدم
> أَدْعُوا وطوراً أُجيلُ الوجهَ مبتهلاً
> على صَعِيدِ الثّرى في حِندِس الظُّلَم
> وكيف لا، كيف أن يخطُو السقامُ إلى
> منْ في يديهِ شفاءُ الضُّرّ والسَّقم
> إلى الهُمامِ الذي لم تَرْنُ مقلتُهُ
> إلاّ إلى الهممِ العظمى من الهمم
> أجرى الكرامِ إلى غاياتِ مكرمة ٍ
> أَجَلْ وأمْضَاهُمُ طُرّاً حُسامَ فم
> إيهاً لعاً لك يا ابنَ الصِّيدِ من ألَمٍ
> و لا لعاً لأناسٍِ مظلمي الشَّيم
> كوْمٌ تَعَرَّوا منالآدابِ
> واتّشَحَوا
> مرادي اللؤمِ والإخلافِ للذِّمم
> مِنْ كلّ أنْحَلَ في معقولِهِ خَوَصٌ
> صفْرٍ من الظُّرْفِ مسلوبٍ من الفَهَم
> كأنّهُ صنمٌ من بعدِ فطنتهُ
> وما التنفُّسُ معهودٌ من الصّنم
> ولا زلْتَ تسحبُ أذيالَ النّدى كَرماً
> في نعمة ٍ غيرِ مزجاة ٍ من النِّعم
> ما نمنمَ الرّوضُ أو حاكتْ وشائعهُ
> أيدي السحابِ الغوادي الغُرِّ بالدِّيَم.