جدول المحتويات
كلمات رثاء الأب
لطالما كان رثاء الأب من أهم الموضوعات التي تشغل الشعراء العرب منذ العصر الجاهلي. فقدان الأب هو تجربة مؤلمة للغاية، يدفع الشاعر إلى التعبير عن حزنه وفقدانه من خلال كلماته.
يصف الشاعر مدى أهمية وجود الأب في حياته، ويبين كم كان له من الأثر الكبير على حياته. يُجسد الكاتب آلامه بشكل دقيق، ويشعر القارئ بالتعاطف معه في مشاعره المؤلمة.
شعر عن رثاء الأب
يُعدّ رثاء الأب من أكثر الأشعار التي تحمل الكثير من المشاعر والأحاسيس النبيلة.
“أي ليلٍ وأي صبحٍ صباحي
من يُداري ومن يُداوي جراحي
لا تلمني لما ترى لست تدريرُ
بّ صاح تظنه غير صاحلا تَلُمني فإن في القلب شيءٌ
لا يُدارى وليس يمحوه ماحي”
هذه الكلمات تُظهر عمق الحزن و مدى صعوبة التعامل مع فقدان الأب.
“فراقِ الآباء شيءٌ عظيمٌ
ما لذكرى همومه من بَراح
كيف أنسى من كان كالبدر نوراً
قد أضاءت من نورهِ كلُّ ساحِ”
يُجسد الشاعر ذكراه للأب ، ويعبّر عن امتنانه له على وجوده في حياته كمنارة مضيئة.
“سراجاً إلى المعالي منيراً
ودليلاً إلى دروبِ النجاح”
ويُظهر الشاعر امتنان له على توجيهه وإرشاده في حياته.
“كيف أنسى من كان حبّي وقلبي
وحياتي وجنّتي وارتِيَاحِ”
يشعر الشاعر بوجعٍ شديد لأن الأب كان كل شيءٍ في حياته.
“كان في ليلنا سراجاً منيراً
فتوارى بنوره في الصباح
قد سما للسماء والروح صارت
في جوارِ العليمِ بالأرواح”
يُؤكد الشاعر أن الأب سيبقى في ذكراه ودعواته دائمًا.
“في جوارٍ أنعم به من جوارٍ
هو أهل الثناء والأمداح”
يُؤمن الشاعر أن الأب في مكان خيرٍ وأنه يحظى برحمة الله.
“رَبِّ ألهمْه ثابت القول واجعل
حوله القبرَ من جنانٍ فِساحِ
وتقبّله صابراً وشهيداً
ورفيقاً أهلَ التقى والصلاحِ”
يدعو الشاعر الله أن يرحم أباه، ويُمنحه راحة البال في قبره.
“فزْتَ يا والديْ بقولٍ سديدٍ
وبوجهٍ يُنيرُ كالمصباحِ
لكَ فرضٌ وواجبٌ في صلاتي
بدعاءٍ بوافرِِِ الإلحاحِ”
يشعر الشاعر بالفخر بأبيه ويدعو له في صلاته بكل إخلاص وحب.
“لكَ خيرُ الدعاءِ ما دمْتُ حياً
ورجائيْ في فالقِ الإصباحِ
أنت حيٌ أراك في كل دربٍ
من دروبي وحَيثما كنتُ ناحي”
يُؤمن الشاعر أن أبيه سيبقى حيًا في قلبه وفى أعماله دائمًا.
“في بيوتٍ بنيتها شاهقاتٍ
شاهداتٍ بخيرِ كفٍ وراحِ
أنت حيٌّ أراك في البدر لما
يتجلّى بنوره الوضاحِ”
يُشاهد الشاعر أبيه في كل ما يُحيطه من جمال وحب.
“أنت حيٌ ذكراك في كل شيء
في وصاياك في جميع النواحي
ذكريات أصولها من نخيلٍ
باسقاتٍ وزهرها من أقاح”
يشعر الشاعر أن أبيه مازال يُلهم حياته بكل حكمة وصلاح .
“حكمة منك ياأبي
كيف أنسى
حين جمع الأكف راحاً براحِ
لك ذكرى كثيرة في الوصايا
كنت والله سيّد النّصّاحِ”
الشاعر لا ينسى عظائم أبيه و نصائحه المُفيدة له في كل أوقات حياته.
“كنت تروي قلوبَنا بالوصايا
وطبيباً مداوياً للجراحِ
ولبيباً إذا تغلّق باب
جاء منك الجواب كالمفتاح”
يشعر الشاعر أن أبيه كان دائمًا مُعطي الحب والرعاية و الدعم له في كل أوقات حياته .
“نادرٌ في الرجال شهمٌ كري
حسنُ الخَلْقِ ظافرٌ بالمداحِ
فسلامٌ عليك في كل ليل
وسلامٌ عليك كل صباحِ”
يبقى الشاعر مُخلصًا لأبيه في كل أوقات حياته ، ويدعو له بالسلام في كل مكان وزمان.
“وسلامٌ عليكَ ما طارَ طيرٌ
أو تغنّي بصوتهِ الصّدّاحِ
وسلامٌ عليكَ ما قامَ نَبْتٌ
واستمالتْ أغصانُهُ بالرياحِ”
يُؤمن الشاعر أن أبيه سيبقى في قلبه دائمًا في كل شيء يُحيطه في حياتة.
“وسلامٌ عليكَ ما شَعّ نورٌ
أو توارَى في غَدوةٍ أو رواحِ
وسلامٌ عليك في كل حين
يا شبيهاً للبدر في الإيضاح”
يبقى الشاعر مُخلصًا لأبيه في كل أوقات حياته ، ويدعو له بالسلام في كل مكان وزمان.
قصيدة عن رثاء الأب لنزار قباني
تُعد قصيدة “أماتَ أَبوك؟” لنزار قباني من أكثر القصائد التي تُجسد مشاعر الحزن على فقدان الأب، وتُظهر القدرة الهائلة للكاتب على التعبير عن مشاعر الجمهور .
“أماتَ أَبوك؟
ضَلالٌ! أنا لا يموتُ أبي
ففي البيت منهروائحُ ربٍّ.. وذكرى نَبيهُ
نَا رُكْنُهُ.. تلكَ أشياؤهُ
تَفَتَّقُ عن ألف غُصنٍ صبيجريدتُه.. تَبْغُهُ.. مُتَّكَاهُ
كأنَّأبي–بَعْدُ– لم يذهَبِ
وصحنُ الرمادِ.. وفنجانُهُ
على حالهِ.. بعدُ لم يُشرَبِ
ونظَّارتاهُ.. أيسلو الزُجاجُ
عُيُوناً أشفَّ من المغرب؟
بقاياهُ، في الحُجُرات الفِساحِ
بقايا النُسُور على الملعبِ
أجولُ الزوايا عليه، فحيثُ
أمرُّ .. أمرُّ على مُعْشِبِ
أشُدُّ يديه.. أميلُ عليهِ
أُصلِّي على صدرهِ المُتعَبِ
أبي.. لم يَزل بيننا، والحديثُ
حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ
يسامرنا.. فالدوالي الحُبالى
تَوَالَدُ من ثغرهِ الطَيِّبِ..
أبي خَبَراً كانَ من جَنَّةٍ
ومعنى من الأرحَبِ الأرحَبِ..
وعَيْنَا أبي.. ملجأٌ للنجومِ
فهل يذكرُ الشَرْقُ عَيْنَيْ أبي؟
بذاكرة الصيف من والديكرومٌ، وذاكرةِ الكوكبِ..
أبي
يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيبٍ
وراءكَ يمشي، فلا تَعْتَبِ..
على اسمِكَ نمضي، فمن طّيِّبٍ
شهيِّ المجاني، إلى أطيبِ
حَمَلْتُكَ في صَحْو عَيْنَيَّ.. حتى
تَهيَّأ للناس أنِّي أبي..
أشيلُكَ حتى بنَبرة صوتيف
كيف ذَهَبْتَ.. ولا زلتَ بي؟
إذا فُلَّةُ الدار أعطَت لديناف
في البيت ألفُ فمٍ مُذْهَبِ
فَتَحْنَا لتمُّوزَ أبوابَناف
في الصيف لا بُدَّ يأتي أبي.”
تُجسد هذه الكلمات ألم الفقدان ، وتُظهر مدى حب الشاعر لأبيه.
شعر عن رثاء الأب لأحمد شوقي
يشتهر أحمد شوقي بأسلوبه العربي الاصيل، و بقدرته على التعبير عن أعظم المشاعر الراقية.
“سأَلوني: لِمَ لَمْ أَرْثِ أَبي؟
ورِثاءُالأَبِدَيْنٌ أَيُّ دَيْنْ
أَيُّها اللُّوّامُ، ما أَظلمَكم!
أينَ لي العقلُ الذي يسعد أينْ؟
ياأبي، ما أنتَ في ذا أولٌ
كلُّ نفس للمنايا فرضُ عَيْنْ
هلكَتْ قبلك ناسٌ وقرَى
ونَعى الناعون خيرَ الثقلين
غاية ُ المرءِ وإن طالَ المدى
آخذٌ يأخذه بالأصغرين
وطبيبٌ يتولى عاجزاً
نافضاً من طبَّه خفيْ حنين
إنَّ للموتِ يداً إن ضَرَبَتْ
أَوشكَتْ تصْدعُ شملَ الفَرْقَدَيْنْ
تنفذ الجوَّ على عقبانه
وتلاقيالليثَ بين الجبلين
وتحطُّ الفرخَ من أَيْكَته
وتنال الببَّغا في المئتين
أنا منْ مات، ومنْ مات أنال
قي الموتَ كلانا مرتين
نحن كنا مهجة في بدنٍ
ثم صِرنا مُهجة في بَدَنَيْن
ثم عدنا مهجة في بدنٍ
ثم نُلقى جُثة في كَفَنَين
ثم نَحيا في عليٍّ بعدَنا
وبه نُبْعَثُ أُولى البَعْثتين
انظر الكونَ وقلْ في وصفه
قل: هما الرحمة في مَرحَمتين
فقدا الجنة في إيجادنا
ونَعمنا منهما في جَنّتين
وهما العذرُ إذا ما أُغضِبَا
وهما الصّفحُ لنا مُسْتَرضَيَين
ليتَ شعري أيُّ حيٍّ لم يدن
الذي دَانا به مُبتدِئَين؟
ما أَبِي إلّاأَخٌ
فارَقته
وأَماتَ الرُّسْلَ إلّا الوالدين
طالما قمنا إلى مائدة
كانت الكسرة فيها كسرتين
وشربنا من إناءٍ واحدٍ
وغسلنا بعدَ ذا فيه اليدين
وتمشَّيْنا يَدي في يدِه
من رآنا قال عنّا: أخوين
نظرَ الدهرُ إلينا نظرة ً
سَوَّت الشرَّ فكانت نظرتين
يا أبيوالموتُكأسٌ مرة
لا تذوقُ النفسُ منها مرتين
كيف كانت ساعة ٌ قضيتها
كلُّ شيءٍ قبلَها أَو بعدُ هَين؟
أَشرِبْتَ الموت فيها جُرعة ً
أَم شرِبْتَ الموتَ فيها جُرعتين؟
لا تَخَف بعدَكَ حُزناً أَو بُكاً
جمدتْ منِّي ومنكَ اليومَ عين
أنت قد علمتني تركَ الأسى
كلُّ زَيْنٍ مُنتهاه الموتُ شَيْن
ليت شعري: هل لنا أن نتلقى
مرة، أَم ذا افتراقُ المَلَوَين؟
وإذا متُّ وأُودعتُ الثرى
أَنلقى حُفرة أَمحُفرتين؟”
يُجسد الشاعر في هذه القصيدة فقدان أبيه، و يُبين كم كان أثر فقدانه كبيرًا عليه.
“مجلوبة من “http://mawdoo3.com/index.php?title=أجمل_ما_قيل_في_رثاء_الأب&oldid=974811”