جدول المحتويات
الجنة: دار النعيم الأبدية
خلق الله تعالى البشر لعبادته، وأخبرهم أن طريق الوصول إلى النعيم الأبدي يتم من خلال العمل الصالح.
فالعالم الدنيوي عالم فناء، وتلك الحياة الدنيا ليست سوى متاع زائل. أما الجنة فهي دار الجزاء التي أعدها الله تعالى لعباده الصالحين. فيها السعادة الدائمة والصفو الذي لا يُعكره كدر.
عندما يتدبر المؤمن الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الجنة، يشعر بالشوق لها، وهذا الشعور يدفعه للعمل الصالح واجتناب المحرمات. [١]
أجمل ما قيل عن وصف الجنة
في الجنة درجات تصل إلى مئة درجة، والتفاوت بين هذه الدرجات كالذي بين السماء والأرض. أعلى هذه الدرجات هو الفردوس. أما أدنى أهل الجنة منزلة فإن حظهم من النعيم يعادل ملك أحد ملوك الدنيا عشر مرات. معيار التفاوت بين هذه الدرجات هو الإيمان والأعمال الصالحة.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “( إنَّ أَهْلَ الجنَّةِ ليتَراءونَ أَهْلَ الغرفِ مِن فوقِهِم ، كما تتراءونَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ منَ الأفقِ منَ المشرقِ أوِ المغربِ، لتَفاضلِ ما بينَهُم)”.[٢]
القصور في الجنة من الذهب والفضة، والتراب فيها من الزعفران، ويجد المؤمن رائحتها من مسافات بعيدة جدًا. فيها ما تشتهيه أنفسهم من الطعام، وتقر به عيونهم من الحدائق والأعناب. أما عن نساء أهل الجنة، فإن وصفهن بالطُهر والجمال يفوق الخيال، ولباس أهلها من السندس والاستبرق الذي لا يبلى. [١]
رؤية الله في الجنة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “(إذا دخل أهل الجنةِ الجنة ، قال يقولُ اللهُ تبارك وتعالى : تريدونَ شيئا أزيدكُم ؟ فيقولونَ : ألم تبيضْ وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنةَ وتنجنا من النار . قال فيكشِفُ الحجابَ . فما أُعطوا شيئا أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عز وجلَّ)”.[٨]
من الفوائد المُتفرعة عن هذا الحديث، وجوب الإيمان بالجنة، وأنها دار النعيم التي أعدها الله تعالى لعباده الصالحين.
وفي الحديث دليل على رؤية المؤمنين لله تعالى في الجنة، بخلاف الدنيا التي من المستحيل رؤية الله فيها، لما ورد في القرآن والسنة وإجماع العُلماء.
فقد طلب موسى -عليه السلام- رؤية الله تعالى في الدنيا، وكانت الإجابة:( لَنْ تَرَانِيْ). [٩]
خير نعيم يدركه المؤمنون في الجنة هو رؤية ربهم.
ومن الأسباب المُعينة على رؤيته في الجنة الإكثار من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو قائلاً: “(وأسألُك لذَّةَ النَّظرِ إلى وجهِك الكريمِ والشَّوقَ إلى لقائِك في غيرِ ضرَّاءَ مضرَّةٍ ولا فتنةٍ مضلَّةٍ)”. [١٠]