جدول المحتويات
- قصيدة: كلمات
- قصيدة: رسالة حبّ صغيرة
- قصيدة: خمس رسائل إلى أمّي
- قصيدة:لا بد أن أستأذن الوطن
- قصيدة: القصيدة الدمشقيّة
- قصيدة: على دفتر
- قصيدة: أحاول إنقاذ آخر أنثى قبيل وصول التتار
قصيدة: كلمات
يُسمعني حـينَ يراقصُنيكلماتٍ ليست كالكلماتيأخذني من تحـتِ ذراعييزرعني في إحدى الغيماتوالمطـرُ الأسـودُ في عينييتساقـطُ زخاتٍ، زخاتيحملـني معـهُ، يحملـنيلمسـاءٍ ورديِ الشُّرفـاتوأنا كالطّفلـةِ في يـدهِكالرّيشةِ تحملها النّسمـاتيحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍبيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـاتيهديني شمسـًا، يهـدينيصيفًا، وقطيـعَ سنونوَّاتيخـبرني أنّي تحفتـهُوأساوي آلافَ النّجماتو بأنّـي كنـزٌ، وبأنّيأجملُ ما شاهدَ من لوحاتيروي أشيـاءَ تدوّخـنيتنسيني المرقصَ والخطواتكلماتٍ تقلـبُ تاريخيتجعلني امرأةً في لحظـاتيبني لي قصـرًا من وهـمٍلا أسكنُ فيهِ سوى لحظاتوأعودُ، أعودُ لطـاولـتيلا شيءَ معي، إلّا كلمات[١]
قصيدة: رسالة حبّ صغيرة
حبيبتي، لديَّ شيءٌ كثيرْأقولُهُ، لديَّ شيءٌ كثيرْمن أينَ ؟ يا غاليتي أَبتديوكلُّ ما فيكِ أميرٌ، أميرْيا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفيممّا بها شَرَانِقاً للحريرْهذي أغانيَّ و هذا أنايَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصّغيرْغداً إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُواشتاقَ مِصباحٌ وغنّى سريرواخْضَوْضَرَتْ من شوقها أحرفٌوأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْفلا تقولي: يا لهذا الفتىأخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْواللّوزَ، والتّوليبَ حتّى أناتسيرُ بِيَ الدّنيا إذا ما أسيرْو قالَ ما قالَ فلا نجمةٌإلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْغداً يراني النّاسُ في شِعْرِهِفَمَاً نَبيذِيّاً، وشَعْراً قَصيرْدعي حَكايا النّاسِ لَنْ تُصْبِحِيكَبيرَةً إلّا بِحُبِّي الكَبيرْماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْلو لَمْ تكنْ عَيناكِ، ماذا تصيرْ؟[٢]
قصيدة: خمس رسائل إلى أمّي
صباحُ الخيرِ يا حلوةصباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوةمضى عامانِ يا أمّيعلى الولدِ الذي أبحربرحلتهِ الخرافيّةوخبّأَ في حقائبهِصباحَ بلادهِ الأخضروأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمروخبّأ في ملابسهِطرابيناً منَ النّعناعِ والزّعتروليلكةً دمشقيّةأنا وحديدخانُ سجائري يضجرومنّي مقعدي يضجروأحزاني عصافيرٌتفتّشُ –بعدُ- عن بيدرعرفتُ نساءَ أوروباعرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِعرفتُ حضارةَ التّعبِوطفتُ الهندَ، طفتُ السّندَ، طفتُ العالمَ الأصفرولم أعثرعلى امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقروتحملُ في حقيبتهاإليَّ عرائسَ السكّروتكسوني إذا أعرىوتنشُلني إذا أعثَرأيا أمّيأيا أمّيأنا الولدُ الذي أبحرولا زالت بخاطرهِتعيشُ عروسةُ السكّرفكيفَ، فكيفَ يا أميغدوتُ أباًولم أكبر؟صباحُ الخيرِ من مدريدَما أخبارها الفلّة؟بها أوصيكِ يا أمّاهُتلكَ الطّفلةُ الطّفلةفقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبييدلّلها كطفلتهِويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِويسقيهاويطعمهاويغمرها برحمتهِوماتَ أبيولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِوتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِوتسألُ عن عباءتهِوتسألُ عن جريدتهِوتسألُ –حينَ يأتي الصّيفُ-عن فيروزِ عينيهلتنثرَ فوقَ كفّيهِدنانيراً منَ الذّهبِسلاماتٌسلاماتٌإلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرّحمةإلى أزهاركِ البيضاءِ، فرحةِ (ساحةِ النّجمة)إلى تختيإلى كتبيإلى أطفالِ حارتناوحيطانٍ ملأناهابفوضى من كتابتناإلى قططٍ كسولاتٍتنامُ على مشارقناوليلكةٍ معرّشةٍعلى شبّاكِ جارتنامضى عامانِ يا أميووجهُ دمشقَعصفورٌ يخربشُ في جوانحنايعضُّ على ستائرناوينقرنابرفقٍ من أصابعنامضى عامانِ يا أميوليلُ دمشقَفلُّ دمشقَدورُ دمشقَتسكنُ في خواطرنامآذنها تضيءُ على مراكبناكأنَّ مآذنَ الأمويِّقد زُرعت بداخلناكأنَّ مشاتلَ التّفاحِتعبقُ في ضمائرناكأنَّ الضوءَ، والأحجارَجاءت كلّها معناأتى أيلولُ يا أماهُوجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُويتركُ عندَ نافذتيمدامعهُ وشكواهُأتى أيلولُ، أينَ دمشقُ؟أينَ أبي وعيناهُ؟وأينَ حريرُ نظرتهِ؟وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟سقى الرّحمنُ مثواهُوأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِوأين نُعماه؟وأينَ مدارجُ الشّمشيرِتضحكُ في زواياهُوأينَ طفولتي فيهِ؟أجرجرُ ذيلَ قطّتهِوآكلُ من عريشتهِوأقطفُ من بنفشاهُدمشقُ، دمشقُيا شعراًعلى حدقاتِ أعيننا كتبناهُويا طفلاً جميلاًمن ضفائره صلبناهُجثونا عند ركبتهِوذبنا في محبّتهِإلى أن في محبتنا قتلناهُ.[٣]
قصيدة:لا بد أن أستأذن الوطن
يا صديقتيفي هذه الأيام يا صديقتيتخرج من جيوبنا فراشة صيفيّة تُدعى الوطنتخرج من شفاهنا عريشة شامية تُدعى الوطنتخرج من قمصاننامآذن، بلابل، جداول، قرنفل، سفرجلعصفورة مائيّة تُدعى الوطن.أريد أن أراك يا سيدتيلكنّني أخاف أن أجرح إحساس الوطنأريد أن أهتف إليك يا سيّدتيلكنّني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطنأريد أن أمارس الحبّ على طريقتيلكنّني أخجل من حماقتيأمام أحزان الوطن.[٤]
قصيدة: القصيدة الدمشقيّة
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُإنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُأنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسديلسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُو لو فتحـتُم شراييني بمديتكـمسمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوازراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقواوما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُألا تزال بخير دار فاطمةفالنّهد مستنفرٌ والكحل صبّاحإنّ النّبيذ هنا نارٌ مُعطّرةفهل عيون نساء الشّام أقداحمآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـنيوللمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُللياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـاوقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُطاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـافكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُهذا مكانُ “أبي المعتزِّ” منتظرٌووجهُ “فائزةٍ” حلوٌ و لمـاحُهنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتيفكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَهاحتّى أغازلها والشّعـرُ مفتـاحُأتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراًفهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌفوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُتقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لهاوطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُأقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبيحتّى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟أليسَ في كتبِ التّاريخِ أفراحُ؟والشّعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟حملت شعري على ظهري فأتعبنيماذا من الشّعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟[٥]
قصيدة: على دفتر
سأجمع كلّ تاريخيعلى دفترسأرضع كلّ فاصلةحليبَ الكلمةِ الأشقرْسأكتبُ لا يهمُ لمنْسأكتبُ هذه الأسطرْفحسبي أن أبوح هُنالوجه البَوْح لا أكثَرْحروفٌ لا مباليةٌأبعثرهاعلى دفترْبلا أملٍ بأن تبقىبلا أملٍ بأن تُنشرْلعلَّ الرّيحَ تحملُهافتزرع في تنقّلهاهنا حرجاً من الزّعترْهنا كرْماًهنا بيدرْهنا شمساًوصيفاً رائعاً أخضرْحروفٌ سوف أفرطهاكقلب الخَوخة الأحمرْلكلّ سجينة تحيامعي في سجني الأكبرْحروفٌسوف أغرزهابلحم حياتنا خنجرْلتكسر في تمرّدهاجليداًكان لا يُكْسرلتخلعَ قفلَ تابوتٍأُعِدَّ لنا لكي نُقْبَرْكتاباتٌ أقدّمهالأية مهجةٍ تشعُرْسيسعدني إذا بقيتْغداً مجهولةَ المصدرْ.[٦]
قصيدة: أحاول إنقاذ آخر أنثى قبيل وصول التتار
أَعُدُّ فناجينَ قهوتِنَا الفارغاتِوأمضَغُآخرَ كَسْرَةِ شِعْرٍ لديَّوأضربُ جُمْجُمَتي بالجدارْأعُدُّكِ جُزءاً فجزءاًقُبيلَ انسحابكِ منّي، وقَبْلَ رحيلِ القطارْ.أعُدُّ أناملكِ النّاحلاتِ،أعدُّ الخواتمَ فيهاأعدُّ شوارعَ نَهْدَيكِ بيتاً فبيتاًأعُدُّ الأرانبَ تحت غِطاءِ السّريرِأعدُّ ضلوعَكِ، قبلَ العِناقِ وبعدَ العناقِأعدُّ مسَاَمات جِلْدِكِ قبل دُخُولي، وبعد خُرُوجيوقبلَ انتحاريوبَعدَ انتحاري.أعُدُّ أصابع رِجْلَيكِكي أتأكَّدَ أنّ الحريرَ بخيرٍوأنَّ الحليبَ بخيرٍوأنَّ بيانُو (مُوزارْتٍ) بخيرٍوأنَّ الحَمَام الدمشقيَّما زالَ يلعبُ في صحن داري.أعُدُّ تفاصيلَ جِسمِكِشِبراً فشِبراوبَرَّاً وبَحْراوساقاً وخَصْراووجهاً وظهراأعُدُّ العصافيرَتسرُقُ من بين نَهْدَيْكِقمْحاً، وزهْرَاأعُدُّ القصيدةَ، بيتاً فبيْتاًقُبيْلَ انفجار اللُّغاتِ،وقبلَ انفجاري.أحاولُ أن أتعلَقَ في حَلْمَة الثدْيَ،قبل سُقوط السَّمَاء عليَّ،وقبل سُقُوط السِّتَارِ.أُحاولُ إنقاذَ آخرِ نهْدٍ جميلٍوآخرِ أُنثىقُبيلَ وُصُولِ التَّتَارِأقيس مساحةَ خَصْركِقبل سُقوط القذيفةِ فوق زجاج حُرُوفيوقبلَ انْشِطاريأقيسُ مساحةَ عِشقي فأفشلُكيفَ بوسع شراعٍ صغيرٍكقلبياجتيازَ أعالي البِحَارِ؟أقيسُ الذي لا يُقاسُفيا امرأةً من فضاء النُّبُوءَاتِهل تقبلينَ اعتذراي؟أعُدُّ قناني عُطُوركِ فوق الرُّفُوفِفتجتاحُني نَوْْبةٌ من دُوارِوأُحصِي فساتينكِ الرّائعاتِفأدخُلُ في غابةٍمن نُحاسٍ ونارِسَنَابلُ شَعرِكِ تُشْبِهُ أبعادَ حُرّيتيوألوانُ عَيْنَيْكِفيها انْفِتَاحُ البَرَاري.:أيا امرأةً لا أزالُ أعدُّ يديهاوأُخطئُبينَ شُرُوق اليدينِ وبينَ شُرُوق النَّهَارِأيا ليتَني ألتقيكِ لخَمْسِ دقائقَبين انْهِياري وبينَ انْهِياريهي الحَرْبُ تَمْضَغُ لحمي ولَحْمَكِماذا أقولُ؟وأيُّ كلامٍ يليقُ بهذا الدَّمَارِ؟أخافُ عليكِ، ولستُ أخافُ عليَّفأنتِ جُنُوني الأخيرُوأنتِ احتراقي الأخيرُوأنتِ ضريحي وأنتِ مَزَاري:أعدُّكِبدءاً من القُرْطِ، حتّى السِّوارِومن منبع النَّهْرِ حتّى خليجِ المَحَارِأعدُّ فناجينَ شهوتناثمّ أبدأُ في عَدِّها من جديدٍ.لعلّي نسيتُ الحسابَ قليلاًلعلّي نسيتُ الحسابَ كثيراًولكنّني ما نسيتُ السّلامَكعلى شجر الخَوْخ في شفتيكِورائحةِ الوردِ، والجلَّنارِ.:أُحبُّكِيا امرأةً لا تزال معي في زمان الحصارِأُحبُّكِيا امرأةً لا تزالُ تقدِّمُ لي فَمَها وردةًفي زمانِ الغُبَارِ.أحبُّكِ حتّى التقمُّصِ، حتّى التوحُّدِ،حتّى فَنَائيَ فيكِ، وحتّى اندثاري.أُحِبُّكِلا بُدَّ لي أن أقولَ قليلاً من الشّعرِقبلَ قرارِ انتحاري.أُحبُّكِلا بُدَّ لي أن أحرِّرَ آخرَ أُنثىقُبيلَ وصول التَّتَارِ.[٧]
المراجع
[١] “كلمات”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.
[٢] “رسالة حب صغيرة”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.
[٣] “خمس رسائل إلى أمي “،ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.
[٤] “لا بد أن أستأذن الوطن”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.
[٥] “القصيدة الدمشقية”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.
[٦] “على دفتر”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.
[٧] “أحاول إنقاذ”،ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022.