جدول المحتويات
قصائد نزار قباني التي تعبر عن العتاب
ينتشر في شعر نزار قباني، شاعر الحب والرومانسية، مزيج من العتاب والحب، فمن خلال كلماته الرائعة، يُعبّر عن شعوره بالخيبة والغضب، مُستخدماً الأسلوب الرقيق والصادق، مُقدمًا لنا بعضًا من أروع قصائد العتاب في الأدب العربي.
نفاق
تبدأ قصيدة “نفاق” بمقاطع تُعبّر عن شعور الشاعر بالإحباط من العلاقات الزائفة، فيقول: “كَفَانَا نِفَاقْ!.. فما نَفْعُهُ كلُّ هذا العِناقْ؟ ونحنُ انتهَيْنَا”. تُظهر هذه الكلمات رفضًا قاطعًا لأي نوع من التظاهر والخداع في العلاقات.
يستمر الشاعر في سرد مشاعره في هذه القصيدة: “وكُلُّ الحكايا التي قد حكينَانِفَاقٌ ..نِفَاقْ ..كَفَى ..إنَّها الساعةُ الواحِدَهْ ..فأينَ الحقيبَهْ؟..أَتَسْمَعُ؟ أينَ سَرَقْتَ الحقيبَهْ؟أجَلْ. إنَّها تُعْلِنُ الواحِدَهْ..ونحنُ نلُوكُ الحكايا الرتيبَهْبلا فائِدَهْ..لِنَعْتَرِفِ الآنَ أنَّا فَشِلْنَاولم يبقَ مِنَّاسوى مُقَلٍ زائغَهْتَقَلَّصَ فيها الضياءْوتجويفِ أعْيُنِنَا الفارغَهْتَحَجَّر فيها الوفَاءْكَفانا..نُحَمْلقُ في بعضنا في غَبَاءْونحكي عن الصِدْق والأصدقاءْونَزْعُم أنَّ السماءْ..تَجنَّتْ علينا..ونحنُ بكِلْتَا يدَيْنَادَفَنَّا الوفاءْوبِعْنَا ضمائرنَا للشتاءْ..وها نحنُ نجلسُ مثلَ الرفاقْولسنا حبيبينِ .. لسنا رِفَاقْنُعيدُ رسَائلَنا السالِفَهْ..ونضحكُ للأسطُرْ الزائفَهْ..لهذا النِفَاقْأنحنُ كتبناهُ هذا النِفَاقْ؟بدون تَرَوٍ .. ولا عاطِفَهْ..كَفَانَا هُرَاءْ..فأينَ الحقيبةُ؟.. أينَ الردَاءْ؟..لقد دَنَتِ اللحظةُ الفاصِلَهْوعمَّا قليلٍ سيطوي المساءْفُصولَ علاقَتِنَا الفاشِلَهْ..”. وهكذا يُعبّر الشاعر عن شعوره بالخيبة والضياع، معربًا عن رغبته في الخلاص من هذه العلاقات المليئة بالنفاق والزيف.
يوميات امرأة
تُعد قصيدة “يوميات امرأة” واحدة من أشهر قصائد نزار قباني، وهي تُعبّر عن نظرة شاعرية للإنسان في مجتمعه، مع التركيز على دور المرأة في هذا المجتمع. يبدأ الشاعر بسؤال العديد من الأسئلة، مُحاولًا فهم طبيعة الحب في مجتمعه، ويقول: “لماذا في مدينتنا ؟نعيشالحبتهريباً وتزويراً؟ونسرق من شقوق الباب موعدناونستعطي الرسائلوالمشاويرالماذا في مدينتنا ؟يصيدون العواطف والعصافيرالماذا نحن قصديرا ؟وما يبقى من الإنسانحين يصير قصديرا ؟لماذا نحن مزدوجونإحساسا وتفكيرا ؟لماذا نحن ارضيون ..تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟لماذا أهل بلدتنا ؟يمزقهم تناقضهمففي ساعات يقظتهميسبون الضفائر والتنانيراوحين الليل يطويهميضمون التصاويراأسائل دائماً نفسيلماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟لكل الناسكل الناسمثل أشعة الفجرلماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟ومثل الماء في النهرومثل الغيم ، والأمطار ،والأعشاب والزهرأليس الحب للإنسانعمراً داخل العمر ؟لماذا لايكون الحب في بلدي ؟طبيعياًكلقيا الثغر بالثغرومنساباًكما شعري على ظهريلماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟كما الأسماك في البحركما الأقمار في أفلاكها تجريلماذا لا يكون الحب في بلديضرورياًكديوان من الشعر”. تُظهر هذه الأسئلة حالة من السخط على طبيعة العلاقات في المجتمع، واستنكارًا للخداع والتناقض الموجودين فيها.
لا تحبيني
تُعتبر قصيدة “لا تحبيني” من قصائد نزار قباني التي تُعبّر عن وجع القلب، وهي تُبرز شعور الشاعر بالاكتئاب والإحباط من العديد من الخيبات التي مر بها في الحب. يقول الشاعر: “هذا الهوى..ما عادَ يُغريني!فَلْتستريحي.. ولْترُيحيني..إنْ كان حبّكِ.. في تقلّبهِما قد رأيتُ..فلا تُحبّيني..حُبّي..هوالدنيابأجمعهاأما هواكِ. فليس يعنيني..أحزانيَ الصغْرى.. تعانقني.وتزورني..إنْ لم تزوريني.ما همّني..ما تشعرينَ به..إن إفتكاري فيكِ يكفيني..فالحبّ.وهمٌ في خواطرناكالعطر، في بال البساتينِ..عيناكِ.من حُزْني خلقتُهُماما أنتِ؟ما عيناكِ؟ من دُونيفمُكِ الصغيرُ..أدرتُهُ بيدي..وزرعتُهُ أزهارَ ليمونِ..حتى جمالُكِ.ليس يُذْهلنيإن غابَ من حينٍ إلى حينِ..فالشوقُ يفتحُ ألفَ نافذةٍخضراءَ..عن عينيكِ تُغنْينيلا فرقَ عندي. يا معذّبتيأحببتِني.أم لم تُحبّيني..أنتِ استريحي.. من هوايَ أنا..لكنْ سألتُكِ..لا تُريحيني..”. تُظهر هذه الكلمات مدى الألم الذي يعيشه الشاعر بسبب خيانة الحبيبة، فقد أصبح عاجزًا عن تحمل المزيد من الألم و الخيبة في هذه العلاقة.
من يوميات تلميذ راسب
تُعبّر قصيدة “من يوميات تلميذ راسب” عن شعور الشاعر بالإحباط من عدم قدرته على تحقيق أهدافه في الحب، فقد فشل في اختبار إرضاء الحبيبة. يقول الشاعر: “ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟ما هُوَ المطلوبُ بالتحديد منّي ؟إنَّني أنْفَقتُ في مدرسة الحُبّ حياتيوطَوالَالليل.. طالعتُ .. وذاكرتُ ..وأنهيتُ جميعَ الواجباتِ..كلُّ ما يمكنُ أن أفعلَهُ في مخدع الحُبِّ ،فَعَلْتُهْ …كلُّ ما يمكنُ أن أحفرَهُ في خَشَب الوردِ ،حَفَرْتُهْ …كلُّ ما يمكنُ أن أرسُمَهُ ..من حُرُوفٍ .. ونقاطٍ .. ودوائرْْ ..قد رَسَمْتُهُ ..فلماذا امتلأَتْ كرَّاستي بالعَلاَمات الرديئَهْ ؟.ولماذا تَسْتَهينينَ بتاريخي ..وقُدْراتي .. وفنّي ..أنا لا أفهمُ حتى الآنَ ، يا سيِّدتيما هُوَ المطلوبُ منّي؟.ما هُوَ المطلوبُ منّي ؟كي أكونَ الرجُلَ الأوَّلَ ما بين رجالِكْوأكونَ الرائدَ الأوَّلَ ..والمكتشفَ الأوَّلَ ..والمستوطنَ الأوَّلَ ..في شّعْرِكِ .. أو طَيَّاتِ شَالِكْ ..ما هو المطلوبُ حتّى أدخلَ البحرَ ..وأَستلقي على دفءِ رمالِكْ ؟إنني نفَّذْتُ – حتى الآنَ –آلافَ الحماقاتِ لإرضاء خيالِكْوأنا اسْتُشْهِدتُ آلافاً من المرَّاتِمن أجل وصالِكْ ..يا التي داخَتْ على أقدامِهاأقوى الممالِكْ ..حَرِّريني ..من جُنُوني .. وجَمالِكْ ..ما هُوَ المطلوبُ أن أفعلَ كي أُعْلِنَ للعشق وَلاَئيما هُوَ المطلوبُ أن أفعلَ كي أُدْفَنَ بين الشُهَدَاءِ ؟أَدْخَلُوني في سبيل العِشْق مُسْتَشفى المجاذيبِ ..وحتَّى الآنَ – يا سيِّدتي – ما أَطْلَقُوني ..شَنَقُوني _في سبيل الشِعْر_ مرَّاتٍ .. ومرَّاتٍ ..ويبدُو أنَّهُمْ ما قَتَلُونيحاولو أن يقلَعُوا الثورةَ من قلبي .. وأوراقي ..ويبدُو أنَّهُمْ ..في داخل الثورة – يا سيِّدتي –قد زَرَعُوني …يا التي حُبِّي لها ..يدخُلُ في باب الخُرَافاتِ ..ويَسْتَنْزِفُ عُمْري .. ودمايا ..لم يَعُدْ عندي هواياتٌ سوىأن أجْمَعَ الكُحْلَ الحجازيَّ الذي بَعْثَرْتِ في كلِّ الزوايا ..لم يعُدْ عندي اهتمامَاتٌ سوى ..أَنْ أُطفيءَ النارَ التي أشْعَلَها نَهْدَاكِ في قلب المرايا ..لم يعُدْ عندي جوابٌ مُقْنِعٌ ..عندما تسألُني عنكِ دُمُوعي .. وَيَدَايا ..اشْرَبي قهوتَكِ الآنَ .. وقُوليما هو المطلوبُ منِّي ؟أنا منذُ السَنَةِ الألفَيْنِ قَبْلَ الثَغْرِ ..فكَّرْتُ بثغرِكْ ..أنا منذُ السنَة الألفَيْنِ قَبْلَ الخَيْل ..أَجْري كحصانٍ حَوْلَ خَصْرِكْ ..وإذا ما ذكروا النيلَ ..تَباهَيْتُ أنا في طُول شَعْرِكْيا التي يأخُذُني قُفْطَانُها المشْغُولُ بالزَهْر ..إلى أرض العَجَائبْ ..يا التي تنتشرُ الشَامَاتُ في أطرافِهامثلَ الكواكبْ ..إنَّني أصرخُ كالمجنون من شِدَّة عِشْقي ..فلماذا أنتِ ، يا سيِّدتي ، ضدَّ المواهبْ ؟إنّني أرجُوكِ أن تبتسمي ..إنني أرجُوكِ أن تَنْسَجمِي ..أنتِ تدرينَ تماماً ..أنَّ خِبْراتي جميعاً تحتَ أَمْرِكْوَمَهاراتي جميعاً تحتَ أَمْرِكْوأصابيعي التي عَمَّرتُ أكواناً بهاهيَ أيضاً ..هيَ أيضاً ..هيَ أيضاً تحت أَمْرِكْ ..”. تُظهر هذه الكلمات شعور الشاعر بالعجز في أمام الحبيبة، معربًا عن رغبته في فهم ما يجب عليه فعله ليكون لا يُقبَل.
لكي أتذكر باقي النساء
تُعتبر قصيدة “لكي أتذكر باقي النساء” من أجمل قصائد نزار قباني، ففي هذه القصيدة ، يُعبّر الشاعر عن شعوره بالصدمة و الحزن بعد ما تعرّض له من خيبة في الحب، يقول الشاعر: “حرامٌ عليك..حرامٌ عليك..أخذت ألوف العصافير منيولون السماء..وصادرت من رئتي الهواءأريدك..أن تمنحيني قليلاً من الوقت،كي أتذكر باقي النساء…”. تُظهر هذه الكلمات مدى التأثر الذي أصاب الشاعر بسبب الخيانة التي تعرّض لها، و رغبته في التخلّص من أحزان الماضي و تذكّر الجمال الذي فاته من نساء أخريات.