أجمل قصائد الشعر العربي الفصيح

تُعدّ هذه القصائد من أروع ما أنتج الشعراء العرب في مجال الشعر الفصيح، وتُعتبر كنوزًا أدبية تُظهر روعة اللغة العربية وحلاوة بلاغتها، وتُخلّد مشاعر الحب والهجر والوفاء التي سكنت القلوب العربية منذ القدم.

جدول المحتويات

قصيدة “بانت سعاد” لكعب بن زهير

قال كعب بن زهير القصيدة الآتية في الرسول:

> بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبول
> مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
> وَما سُعادُ غَداةَالبَينِإِذ رَحَلوا
> إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
> هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
> لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
> تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
> كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
> شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِنماءِمَحنِيَةٍ
> صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
> تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
> مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
> يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
> ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
> لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
> فَجعٌ وَوَلعٌوَإِخلافٌوَتَبديلُ
> فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
> كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
> وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
> إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
> كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
> وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
> أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
> وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
> فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
> إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ

قصيدة “صحا القلب إلا من خُمار أماني” لأحمد شوقي

من قصائد أحمد شوقي شاعر العصر الحديث:[١]

> صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَمانيي
> جاذبُني في الغِيدِ رَثَّ عِناني
> حنانيك قلبي، هل أعيدُ لك الصِّبا؟
> وهل للفتى بالمستحيل يَدان؟
> نحنُّ إلى ذاك الزمانِ وطيبهُ
> وهل أَنتَ إلا من دم وحَنان؟
> إذا لم تصنعهداً، ولم ترعَ ذمة ً
> ولم تدكر إلفا ؛ فلست جناني
> أَتذكر إذ نُعْطِي الصَّبابة َ حقَّها
> ونشرب من صرف الهوى بدنان؟
> وأَنتَ خَفوقٌ، والحبيبُ مباعدٌ
> وأَنت خفوقٌ، والحبيبُ مدان؟
> وأَيامَ لا آلو رِهاناً مع الهَوى
> وأَنت فؤادي عند كل رِهان
> لقد كنت أشكو بعد ما عللك الصِّباف
> كيف ترى الكاسين تختلفان ؟
> ومازلتُ في رَيْعِ الشباب، وإنما
> يشيبُ الفتى في مصرَ قبلَ أوان
> لا أكذبُ الباري ، بنى اللهُ هيكلي
> صنيعةإحسانٍ، ورِقَّ حِسان
> أدينُ إذا اقتاد الجمالُ أَزمّتِي
> وأَعنو إذا اقتادَ الجميلُ عِناني

قصيدة “قد أمات الهجران صبيان قلبي” للجاحظ

من القصائد الحزينة التي تتحدث عن الهجر والبعد للجاحظ:[٢]

> قَد أَماتَالهِجرانُصِبيانُ قَلبي
> فَفُؤادي مُعَذَّبٌ في خِبالكَ
> سَرَ البَينُ لَوحَ كَبدي فَما أَطمَعَ
> مِمَّن هَوَيتَهُ في وِصال
> رَفَعَ الرَقَمُ مِن حَياتي وَقَد أَطلَقَ
> مَولايَ حَبلَهُ مِن حِبالي
> مَشقُ الحُبِّ في فُؤادي لَو حينَ
> فَاِغرى جَوانِحي بِالسِلالِ
> اقَ قَلبي بَنانَه فَمَدادُ العَينِ
> مِن هَجرِ مالِكي في اِنهِمالِ
> رَسفِ البَينِ سودُ الوَجهِ مِن وَصلي
> فَقَلبي بِالبَينِ في اِشعالِ

قصيدة “قلبي يحدثني بأنك متلفي” لابن الفارض

من القصائد الغزلية لابن الفارض:[٣]

> قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي،
> روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
> لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي
> لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
> ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ،
> في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
> فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛
> يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ
> يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانِع
> ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ
> عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي
> منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
> فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي،
> والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفِ
> لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلاتُضعْ
> سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ
> واسألْ نُجومَ اللّيلِ:هل زارَ الكَرَى
> جَفني، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟
> لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها
> عيني وسحَّتْ بالدُّموعِ الدُّرَّفِ
> وبماجرى في موقفِ التَّوديعِ منْ
> ألمِ النّوى ، شاهَدتُ هَولَ المَوقِفِ
> إن لم يكُنْ وَصْلٌ لَدَيكَ، فَعِدْ بهِ
> أملي وماطلْ إنْ وعدتَ ولاتفيفِ
> المطلُ منكَ لديَّ إنْ عزَّ الوفاي
> حلو كوصلٍ منْ حبيبٍ مسعفِ
> أهفو لأنفاسِ النَّسيمِ تعلَّة ً
> ولوجهِ منْ نقلتْ شذاهُ تشوُّفي
> فلَعَلَ نارَ جَوانحي بهُبوبِها
> أنْ تَنطَفي، وأوَدّ أن لا تنطَفي
> يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي ومنْ
> ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي
> عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا،
> كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي
> وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفي
> عُمري، بغيرِ حياتِكُمْ، لم أحْلِفِ
> لوْ أنَّ روحي في يدي ووهبتهُ
> المُبَشّري بِقَدومِكُمْ، لم أنصفِ
> لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً
> كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلُّفِ
> أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسى ً
> حتى ، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي
> وكَتَمْتُهُ عَنّي، فلو أبدَيْتُهُ
> لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْفِ الخَفي
> لقد أقولُ لِمن تَحَرّشَ بالهَوَى :
> عرَّضتَ نفسكَ للبلا فاستهدفِ
> أنتَ القتيلُ بأيِّ منْ أحببتهُ
> فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي
> قلْ للعذولِ أطلتَ لومي طامعاً
> أنَّ الملامَ عنِ الهوى مستوقفِ
> دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى
> فإذا عشقتَ فبعدَ ذلكَ عنِّفِ
> بَرَحَ الخَفاءَبحُبّ مَن لو، في الدّجى
> سفرَ الِّلثامَ لقلتُ يا بدرُ اختفِ
> إن اكتفى غَيْري بِطيفِ خَيالِهِ،
> فأنا الَّذي بوصالهِ لا أكتفي
> وَقْفاً عَلَيْهِ مَحَبّتي، ولِمِحنَتي،
> بأقَلّ مِنْ تَلَفي بِهِ، لا أشْتَفي
> وهَواهُ، وهوَ أليّتي، وكَفَى بِهِ
> قَسَماً، أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
> لوْ قالَ تِيهاً:قِفْ على جَمْرِ الغَضال
> وقفتُ ممتثلاً ولمْ أتوقفِ
> أوْ كانَ مَنْ يَرْضَى ، بخدّي، موطِئاً
> لوضعتهُ أرضاً ولمْ أستنكفِ
> لا تنكروا شغفي بما يرضى وإنْ
> هوَ بالوصالِ عليَّ لمْ يتعطَّفِ
> غَلَبَ الهوى ، فأطَعتُ أمرَ صَبابَتي
> منْ حيثُ فيهِ عصيتُ نهيَ معنِّفي
> مني لَهُ ذُلّ الخَضوع، ومنهُ ليعزُّ
> المنوعِ وقوَّة ُ المستضعفِ
> أَلِفَ الصّدودَ، ولي فؤادٌ لم يَزلْ،
> مُذْ كُنْتُ، غيرَ وِدادِهِ لم يألَفِي
> ما أميلحَ كلَّ ما يرضى بهِ
> ورضابهُ ياما أحيلاهُ بفِ
> لوْ أسمعوا يعقوبَ ذكرَ ملاحة ٍ
> في وجههِ نسيَ الجمالَ اليوسفي
> أوْ لوْ رآهُ عائداً أيُّوبُ في
> سِنَة ِ الكَرَى ، قِدماً، من البَلوَى شُفي
> كلُّ البدورِ إذا تجلَّى مقبلاً
> تَصبُو إلَيهِ، وكُلُّ قَدٍّ أهيَفِ
> إنْ قُلْتُ:عِندي فيكَ كل صَبابة ٍ؛
> قالَ:المَلاحة ُ لي، وكُلُّ الحُسْنِ فيك
> مَلتْ مَحاسِنُهُ، فلو أهدى السّنأ
> للبدرِ عندَ تمامهِ لمْ يخسفِ
> وعلى تَفَنُّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ،
> يَفْنى الزّمانُ، وفيهِ ما لم يُوصَفِ
> ولقدْ صرفتُ لحبِّهِ كلِّي على
> يدِ حسنهِ فحمدتُ حسنَ تصرُّفي
> والعينُ تهوى صورة َ الحسنِ الَّتي
> روحي بها تصبو إلى معنى ً خفي
> أسْعِدْ أُخَيَّ، وغنِّ لي بِحَديثِهِ،
> وانثُرْ على سَمْعي حِلاهُ، وشَنِّفِ
> لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حسْنِهِ
> معنى ً فأتحفني بذاكَ وشرِّفِ
> يا أختَ سعدٍ منْ حبيبي جئتني
> بِرسالَة ٍ أدّيْتِها بتَلَطّفِ
> سمعتُ مالمْ تسمعي ونظرتُ مالمْ
> تنظري وعرفتُ مالمْ تعرفي
> إنْ زارَ، يوماً ياحَشايَ تَقَطَّعي،
> كَلَفاً بهِ، أو سارَ، يا عينُ اذرِفي
> ما للنّوى ذّنْبٌ، ومَنْ أهوى مَعي،
> إنْ غابَ عنْ إنسانِ عيني فهوَ في

المراجع

[١] “صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَماني”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.

[٢] “قَد أَماتَ الهِجرانُ صِبيانُ قَلبي .. الجاحظ”، poetsgate، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.

[٣] “قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي،”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2019.

Total
0
Shares
المقال السابق

أجمل قصائد الشعر

المقال التالي

أجمل قصائد الصعاليك

مقالات مشابهة