أجمل قصائد ابن زيدون

استكشف روائع شعر ابن زيدون، أحد أهم شعراء الأندلس، في هذا المقال الذي يسلط الضوء على أشهر قصائده، ابتداءً من قصيدة

قصيدة أيها البدر الذي

تُعدّ قصيدة “أيّها البَدرُ الّذِييَمْلأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ” واحدة من أشهر قصائد ابن زيدون، حيث تُعبّر عن حبه الشديد، ولكن مع شعورٍ بالألم الذي يعتمل في قلبه:

أيّها البَدرُ الّذِييَمْلأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ
حْمّلَ القَلْبُ تَبَارِيحَ الــتّجَنّي، فَتَحَمّلْ
لَيْس لي صَبْرٌ جَمِيلٌ،غيرَ أنّي أتجمّلْ
ثمّ لا يأسَ، فكمْ قدْنيلَ أمرٌ لمْ يؤمَّلْ

قصيدة سأحب أعدائي لأنك منهم

في هذه القصيدة، يُعبّر ابن زيدون عن استعداده لتقبل جميع الأشياء السيئة التي يواجهها من أجل حبيبه، فالحبّ عنده أقوى من أي شيء آخر.

سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،يا مَنْ يُصِحّ، بمُقْلَتَيهِ، وَيُسقِمُ
أصْبحتَ تُسخِطُني، فأمنحُكَ الرّضَى
مَحْضَاً، وَتَظلِمُني، فَلا أتَظَلَّمُ
يَا مَنْ تَآلَفَ لَيلُهُ وَنَهارُهُ،
فالحُسنُ بَيْنَهُمَا مُضِيءٌ، مُظْلِمُ
قد كان، في شكوى الصّبابة ِ ، راحة ٌ،
لوْ أنّني أشكو إلى مَنْ يرحَمُ

قصيدة ما ضر لو أنك لي راحم

تُعدّ قصيدة “مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ” من القصائد التي تعكس معاناة ابن زيدون من ألم الحب،

مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
وَعِلّتي أنْتَ بِها عَالِمُ
يهْنِيكَ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي،
أنّك مِمّا أشْتَكي سَالِمُ
تضحكُ فيالحبّ، وأبكي أنَا،
أللهُ، فيمَا بيننَا، حاكمُ
أقُولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرَى
قَولَ مُعَنًّى ، قَلْبُهُ هَائِمُ:

يَا نَائِماً أيْقَظَني حُبُّهُ،
هبْ لي رُقاداً أيّها النّائِمُ!

قصيدة متى أبثك ما بي

تُعبّر قصيدة “مَتى أبُثّكِ مَا بي” عن حزن ابن زيدون العظيم ووحشته وَشَوْقُهُ لِحَبيبه، و كيف أنّه لا يجد سبيلاً لِتَخفيفِ عذابهِ سوى البوحِ بِألمهِ لِحبيبه.

مَتى أبُثّكِ مَا بي،يا راحَتي وعذابي؟
مَتَى يَنُوبُ لِسَاني،
في شَرْحِه، عن كتابي؟
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي
أصْبَحْتُ فِيكِ لِمّا بيف
لا يطيبُ طعامي؛
وَلا يَسُوغُ شَرَابي
يا فِتْنَة َ المُتَقَرّي،
وحجّة َ المتصابي
الشّمسُ
أنتِ، توارَتْ،
عن ناظرِي، بالحجابِ
ما البَدْرُ، شَفّ سَنَاهُ
عَلى رَقِيقِ السّحَابِ،
إلاّ كوجْهِكِ، لمّا
أضاء تحتَ النّقابِ

قصيدة سأقنع منك بلحظ البصر

في هذه القصيدة، يصف ابن زيدون شعوره بالرضا و السعادة بِالنظرِ إلى حبيبه،

سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
وأرضَى بتسليمكِ المختصرْ
وَلا أتَخَطّى التِمَاسَ المُنى ،
وَلا أتَعَدّى اخْتِلاسَ النّظَرْ
أصونكِ من لحظاتِ الظّنونِ،
وأعليكِ عن خطراتِ الفكرْ
وأحذرُ منْ لحظاتِ الرّقيبِ،
وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ

قصيدة شكوى وعتاب

تُعبّر قصيدة “مَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ” عن شعور ابن زيدون بالحزن و اليأس وَشَكْوَاهُ مِنْ ألمِ الحبّ، وَيَعتبُ على حبيبهِ.

مَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ،
يَجْرَحُ الدّهْرُ وَيَاسُورُ
بّما أشْرَفَ بِالمَرْء، عَلَى الآمَالِ، يَاسُ
ولَقَدْ يُنْجِيكَ إغْفَالٌ وَيُرْديكَ احْتِرَاسُ
والمحاذيرُ سهامٌ؛
والمقاديرُ قياسُ
ولكمْ أجدَى قعودٌ؛
ولكمْ أكدى التماسُ
وَكذَا الدّهْرُ إذَا مَاعزّ ناسٌ، ذَلّ ناسُ
بنُو الأيّامِ أخْيَافٌ: سَرَاة ٌ وَخِسَاسُ
نَلْبَسُ الدّنْيَا، وَلَكِنْ
متعة ٌ ذاكَ اللّباسُ

يَا أبا حَفْصٍ، وَمَا ساوَاك،
في فهمٍ، إيَاسُ
مِنْ سَنَا رَأْيِكَ لي، فيغَسَقِ الحَطَبِ، اقتباسُ
وِدادي لَكَ نَصٌّ،
لمْ يخالِفْهُ قياسُ

أنَا حَيْرَانُ، وَلِلأمْرِ
وُضُوحٌ وَالتِبَاسُ
مَا تَرَى في مَعْشَرٍ حالُ
عَنِ العهدِ، وخاسُوا
وَرَأوْني سَامِرِيّاً
يُتّقَى مِنْهُ المَسَاسُ
أذْؤبٌ هامَتْ بلَحْمي،
فانْتِهَاشٌ وَانْتِهَاسُ
كلّهمْ يسألُ عن حالي
وَلِلذّئْبِ اعْتِسَاسُ
إنْ قسَا الدّهرُ فلِلْمَاء
مَنَ الصّخْرِ انبجاسُ
وَلَئنْ أمْسَيْتُ مَحبُوساً،
فَلِلْغَيْثِ احْتِبَاسُ
يلبُدُ الورْدُ السَّبَنْتَى ،
وَلَهُ بَعْدُ افْتِرَاسُ
فتأمّلْ ! كيفَ يغشَى
مقلة َ المجدِ النّعاسُ؟
ويفتّ المسكُ في التُّربِ،
فَيُوطَا وَيُدَاسُ؟
لا يكنْ عهْدُكَ ورداً!
إنّ عهدِي لكَ آسُ
أدرْ ذكرِيَ كأساً،
ما امتطَتْ كفَّك كاسُ
وَاغْتَنِمْ صَفْوَ اللّيَالي؛
إنّمَا العَيْشُ اخْتِلاسُ
وعَسَى أنْ يَسمحَ الدّهرُ،
فقدْ طالَ الشِّماسُ

قصيدة لا افتتان كافتتاني

تُعدّ قصيدة “لا افْتِنانٌ كافْتِناني” من القصائد المميزة، فِيهَا يَستعرضُ ابن زيدون شَكْوَاهُ مِنْ التّجَاهُلِ وَالِانْفِصَامِ العَلاقهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَبِيبِهِ،

لا افْتِنانٌ كافْتِناني
في حلَى الظّرْفِ الحسانِ
خصّني بالأدبِ اللهُ،
فأعْلَى فيهِ شاني
خاطِري أنفَدُ، مَهْمَاقِيسَ، منْ حدّ السّنانِ
أيّهضا المرسلُ أطيَارَ
المعمّى لامتحانيها
كَ، كَيْ تَزدادَ، في الآدابِ، عِلْماً بِمَكاني
قدْ أتتْنَا الطّيرُ تشدُو
بَعضَ أبْياتِ الأغاني
برطاناتٍ، قضتْنَامَا اقْتَضَتْنَا مِنْ بَيانِ
إنْ تغنّى البلبلُ اهْتَاجَ غناءَ الورشانِ
فتأدّى منْهُ بيتَاغَزَلٍ مُنْفَرِدانِ
لِمُحِبٍّ في حَبيبٍ،
عَنهُ ناءٍ مِنهُ دَانِّي
يا بعيدَ الدّارِ، موصُولاً بِقَلْبي وَلِسانِ
رُبّما باعَدَكَ الدّهــرُ، فأدْنَتْكَ الأمانِ

قصيدة جاءتك وافدة الشمول

في قصيدة “جاءتْكَ وافِدَة ُ الشَّمُولْ” تُعبّر ابن زيدون عن حُبّهِ لِحَبيبهِ، وَتَشَوّقُهِ لِرُؤْيَتِهِ.

جاءتْكَ وافِدَة ُ الشَّمُولْ،
في المنظرِ الحسنِ، الجميلْ
لمْ تَحْظَ، ذائِبَة ً، لَدَيْــكَ، ولمْ تنلْ حظَّ القبولْ
فَتجامَدَتْ، مُحْتالَة ً،
والمَرْءُ يَعْجِزُ لا الحَوِيلْ
لولا انقلابُ العينِ سُـدّتْ، دونَ بغيتِها، السّبيلْ
لهَجرْتَهَا صَفْراءَ فيبيضاءَ، هاجرُها قليلْ
الكأسُ مِنْ رَأدِ الضّحَى ؛
والرّاحُ منْ طفلِ الأصيلْ
آثرْتَ عائدة َ التّقَى ،
ورَغِبْتَ في الأجْرِ الجَزِيلْ
يا أيّها المَلِكُ، الّذِي
ما في الملوكِ لهُ عديلْ
يا ماء مزنٍ، يا شهابَ دجنة ٍ، يا ليثَ غيلْ
يا مَنْ عَجِبْنَا أنْ يَجُودَ، بِمِثْلِهِ، الزّمَنُ البَخِيلْ
بشرَاكَ دنْيَا غضّة ٌ،
في ظِلّ إقْبالٍ ظَلِيلْ
رقّتْ، كمَا سالَ العِذَارُ بجانبِ الخدّ الأسيلْ
وتأوّدَتْ، كالغصْنِ قابلَ عطفَه، نفَسُ القبولْ
يصبي مقبّلُهَا الشّهــيُّ ولحظُهَا السّاجي العليلْ
فَتَمَلُّهَا في العِزّة ِ الــقَعْساء، وَالعُمُرِالطّوِيلْ

© 2023 جميع الحقوق محفوظة

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أجمل قصائد أحمد شوقي

المقال التالي

أجمل قصائد البحتري في الوصف

مقالات مشابهة