رحلة في عالم القصائد العربية
تُعد القصائد العربية من أهم روائع الأدب العربي، فهي تعكس جمال اللغة العربية وعظمة تراثها. سنُسلط الضوء على ثلاث قصائد تُعتبر من أشهر وأجمل القصائد في الأدب العربي.
قصيدة أرق على أرق: رحلة في عالم الحنين والعتاب
يُقدم لنا المتنبي في قصيدته “أرق على أرق” لوحةً جميلةً عن حزن الفراق وجمال الحب. في أبياتٍ تَختزلُ مرارةَ الفراقِ، نُرى الـ “أرق” الـذي يتكررُ بـ “أرق” آخر. صورتُهُ حقيقةً للحالةِ الـ “أرق” الـذي لا يكفّ عن تعذيبِهِ. يكتبُ المتنبي عن شدةِ حزنهِ والـ “جوى” الـذي يزدادُ مع كلّ لحظةٍ.
يقولُ المتنبي:
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ
وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ
يرسمُ المتنبي لوحةً لشدةِ الـ “أرق” الـذي يعيشُهُ، وعينيهِ الـ “مسَهَّدَة” وقلبهِ الـ “يَخْفِقُ”. يجمعُ بين الألمِ والجمالِ في أبياتِهِ الـ “مُسَهَّدَة” الـ “يَخْفِقُ”.
قصيدة إذا الشعب يوما أراد الحياة: نداء للحرية والكرامة
تُعدُّ قصيدة “إذا الشعب يوما أراد الحياة” لأبو القاسم الشابي من أهم قصائد الشعر العربي المعاصر. تُلخصُ القصيدةُ قوةَ الشعبِ وعزيمةَ الـ “رغبةِ” في الحياةِ. يُشددُ الشابي على أنّ الشعبَ الـ “يُريدُ” الحياةَ بـ “الإصرار” سيُحصلُ عليها مهما كَانتِ الصّعوباتُ.
يقولُ أبو القاسم الشابي:
إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة
فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي
ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ
يُؤكدُ الشابي بـ “الـ لا بـدّ” على أنّ الـ “رغبةِ” الشعبِ ستُغيّرُ واقعَهُ، وستُزيلُ الظلامَ والـ “قيودَ” الـ “مُنكسِرْ”. فـ “الشوقُ” للـ “حياةٍ” هو الـ “تغييرُ” للواقع.
قصيدة أنشودة المطر: رحلةُ شجنٍ ومُطرٍ وحنينٍ
تُعدُّ “أنشودة المطر” لـ بدر شاكر السياب من أهمّ قصائدِ الشعرِ العربيِ المُعاصرِ، وتُعَدُّ من أجملِ القصائدِ الـ “مُلهِمةٍ” الـ “حزينةٍ”. تُرجمتِ القصيدةُ إلى عدّةِ لغاتٍ وَتُعَدُّ من القصائدِ الـ “رُوحانيّةٍ” الـ “مشهورةٍ”. فيها، يُعبّرُ السيابُ عن حزنهِ وآلامِهِ بِشكلٍ جميلٍ. تُصوّرُ القصيدةُ الـ “مُطر” كَرمزٍ للحزنِ والـ “ألمِ”.
يقولُ بدر شاكر السياب:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء كالأقمار في نهَرْ
يُعبّرُ السيابُ عن جمالِ العينينِ ومُقارنتِهِما بـ “غابةِ نخيلٍ” وـ “شُرفتان” تُطلّ على “القمر”. يُصوّرُ السيابُ حالةَ الحبِ وَالـ “حزنِ” الـ “مُطر”.
تُعتبر هذه القصائد مُنارةً للشعرِ العربيِ، وتُعَدُّ مُلهِمةً لكُلّ أجيالٍ.