أجمل القصائد الشعرية

قصائد عربية رائعة من كبار شعراء العرب، مثل ابن خفاجة، المتنبي، الفرزدق، وعمر بن أبي ربيعة.

وصف جمالي للطبيعة من ابن خفاجة

تُعتبر هذه القصيدة من أجمل قصائد ابن خفاجة في وصف الطبيعة، وتُظهر براعته في استخدام الصور البيانية والألفاظ الدقيقة لتوصيل مشاعره تجاه جمال الطبيعة:

يا ربّ مائسة ِ المعاطفِ تزدهي
من كلّ غصنٍ خافقٍ بوشاحِ
مُهتَزّة ٍ، يَرتَجّ، مِن أعطافِها،
ما شئتَ من كفلٍ يموجُ رداحِ
نَفَضَتْ، ذوائِبَها، الرّياحُ عَشيّة ً،
فتَمَلّكَتها هِزّة ُالمُرتاحِ
حَطّ الرّبيعُ قِناعَها عن مَفرِقٍ
شَمطٍ، كَمَا تَرتَدّ كاسُ الرّاحِ
فاءُ حاكَ لها الغمامُ ملاءة ً
لَبِسَتْ بها، حُسناً، قَميصَ صَباحِ
نَضَحَ النّدَى نُوّارَها، فكأنّما
مَسَحَتْ معاطفها يمينُ سماحِ
و لوى الخليجُ هناك صفحة َ معرضٍ
لثمت سوالفها ثغورُ أقاحِ

مديح المتنبي لسيف الدولة الحمداني

يُعرف المتنبي بموهبته الفذة في مدح الحكام، وهذه القصيدة تُعتبر من أروع قصائده في مدح سيف الدولة الحمداني، وتُظهر مدى إعجابه بشجاعته وحكمته:

وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي
وَتَدّعي حُبّسَيفِ الدّوْلةِالأُمَمُ
إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ
فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ
وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ
فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ
وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ
فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ
في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُالخوْفِ
وَاصْطنعتْلَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً
تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ
عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَابِنَاظِرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُوَالظُّلَمُ

هجاء الفرزدق للباهليين

يُعرف الفرزدق بلسانه الحاد وذكائه في هجاء خصومه، وتُعتبر هذه القصيدة من أشهر قصائده في هجاء قبيلة الباهليين:

إنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دَارِماً
لَمِنْ بِدَعِ الأيّامِ ذاتِ العَجائِبِ
أباهِلَ! هَلْ في دَلوِكُمْ، إذْ نَهَزْتُمُ
بها، كَرِشَاءِ ابنَيْ عِقالٍ وَحاجِبِ
رِشَاءٌ لَهُ دَلْوٌ تَفيضُ ذَنُوبُهَاعلى
المَحْلِ أعلى دَلْوِهَا في الكَوَاكبِ
فمَن يَكُ أمسَى غابَ عَنهُ فُضُوحُهُ،
فَلَيْسَ فُضُوحُ ابنَيْ دُخَانٍ بغائبِ
لَعَمْرُكَ! إنّي وَالأصَمَّ وَأُمَّهُ
لَفي مَقْعَدٍ في بَيْتِهَا مُتَقاِربِ
تَقولُ وقَدْ ضَمّتْ بعِشرِينَ حَوْلَهُ:
ألا لَيْتَ أني زَوْجةٌ لابنِ غالِبِ
أرْشُفَ رِيحاً لمْ تَكُنْ بَاهِلِيّةً،
وَلَكِنّهَا رِيحُ الكِرَامِ الأطَايِبِ
بَنُو دارِمٍ كالمِسْكِ رِيحُ جُلُودهمْ،
إذا خَبُثَتْ رِيحُ العَبيدِ الأشَايِبِ
ألا كُلُّ بَيْتٍ بَاهِليٍّ أمَامَهُ
حِمَارٌ وَعِدْ لا نِحِيِ سَمْنٍ وَرَايِبِ
يُؤدّى بهَا عَنْهُمْ خَرَاجٌ، وَانّهُمْ،
لجِرْوَةَ، كانُوا جُنّحاً للضّرَائِبِ
إذا ابْنَا دُخَانٍ وَاقَفَا وِرْدَ عُصْبَةٍ
لِئامٍ وَإنْ كانوا قَليلي الحَلايِبِ
لَقالوا اخْسَآ يا بنَيْ دُخانٍ فإنّكُمْ
لِئَامٌ وَشَرّابُونَ سُؤرَ المَشَارِبِ
فَظَلّ الدُّخانيّونَ تُرْمَى وُجوهُهمْ
عَلى المَاءِ بالإقْبالِ رَمْيَ الغَرَائِبِ
أبَاهِلَ! إنّالمَاءَلَيْسَ بِغَاسِلٍ
مَخازِيَ عنكُمْ عارُها غَيرُ ذاهِبِ
وَإنّ سِبَابِيكُمْ لَجَهْلٌ، وَأنْتُمُ
تُبَاعُونَ في الأسْوَاق بَيْعَ الجلايِبِ

غزل عمر بن أبي ربيعة

يُعرف عمر بن أبي ربيعة بقصائده الغزلية الرقيقة، وهذه القصيدة تُعتبر من أجمل قصائده في الغزل، وتُظهر مدى حبه لهند:

قلْ للمليحة ِ: قد أبلتنيَ الذكرُ،
فَالدَّمْعُ كُلَّ صَبَاحٍ فِيكِ يَبْتَدِرُ
فَلَيْتَ قَلْبي وَفِيهِ مِنْ تَعَلُّقِكُمْ
ما لَيْسَ عِنْدي لَهُ عِدْلٌ وَلاَ خَطَرُ
أفاقَ، إذ بخلت هندٌ، وما بذلتْ
ما كُنْتُ آمُلُهُ مِنْها وأَنْتَظِرُ
وَقَدْ حَذِرْتُ النَّوَى في قُرْبِ دَارِهِمُ
فَعِيلَصَبْريوَلَمْ يَنْفَعْنيَ الحَذَرُ
قد قلتُ، إذ لم تكن للقلبِ ناهية ٌ
عَنْها تُسَلِّي وَلاَ لِلْقَلْبِ مُزْدَجِرُ
يَا لَيْتَني مِتُّ إذْ لَمْ أَلْقَ مِنْ كَلَفِ
مُفرحاً، وشآني نحوها النظَرُ
شاقني موقفٌ بالمروتينِ لها،
والشَّوْقُ يُحْدِثُهُ لِلعاشِقِ الفِكَرُ
وَقُولِها لفتاة ٍ غيرِ فاحشة ٍ:
أَرَائِحٌ مُمْسِياً أَمْ بَاكِرٌ عُمَرُ
اللَّه جَارُ لهُ إمَّا أَقَامَ بنا
وفي الرحيلِ، إذا ما ضمهُ السفَرُ
فَجِئْتُ أَمْشي وَلَمْ يُغْفِ الأُلى سَمَرُ
واصاحبي هندوانيٌّ به أثَرُ
فلم يرعها، وقد نضتْ مجاسدها،
إلا سوادٌ، وراءَ البيت، يستترُ
فَلطَمْتْ وجهها، واستنبهتْ معها
بَيْضَاءُ آنِسَة ٌ مِنْ شَأْنِها الخَفَرُ
ما باله حين يأتي، أختِ، منزلنا،
وقد رأى كثرة َ الأعداءِ، إذ حضرُوا
وَالَشِقْوَة ٌ مِنْ شَقَائي أُخْتِ غَفْلَتُنا
وشؤمُ جدي، وحينٌ ساقه القدرُ
قَالَتْ: أَرَدْتَ بِذا عَمْداً فَضيحَتَنا
وصرمَ حبلي، وتحقيقَ الذي ذكروا
أَهَلاَّ دَسَسْتَ رَسولاً مِنْكَ يُعْلِمُني
ولم تعجلْ إلى أنْ يسقطَ القمرُ
فقلتُ: داعٍ دعا قلبي، فأرقهُ،
ولا يتابعني فيكم، فينزجرُ
فَبِتُّ أَسْقِي عَتِيقَ الخَمْرِ خَالِطَهُ
شَهْدٌ مَشَارٌ وَمِسْكٌ خَالِصٌ ذَفِرُ
وَعَنْبَرَ الهِنْدِ والكَافُورَ خَالَطَهُ
قرنفلٌ، فوقَ رقراقٍ لهُ أشرفُ
فَبِتُّ أَلْثِمُها طَوْراً، وَيَمْتَعُني،
إذا تمايلُ عنهُ، البردُ والخصرُ
حتّى إذا الليلُ ولى ، قالتا زمراً:
قُومَا بِعَيْشِكُما قَدْ نَوَّر السَّحَرُ
فَقُمْتُ أَمْشي وَقَامَتْ وَهْيَ فَاتِرَة ٌ
كَشَارِبِ الخَمْرِ بَطَّى مَشْيَهُ السَّكَرُ
يَسْحَبْنَ خَلْفي ذُيُولَ الخَزِّ آوِنَة ً
وناعمَ العصبِ كيلا يعرفَ الأثرُ

زهديات أبي العتاهية

يُعرف أبو العتاهية بشعره الزهدي، وهذه القصيدة تُعتبر من أجمل قصائده في الزهد، وتُظهر رغبته في ترك الدنيا وزخارفها والتوجه نحو الآخرة:

الرّفْقُيَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ،
وقلَّ في الناسِ منْ يصفُو لهُ خُلُقُ
لمْ يفلقِ المرءُ عن رشدٍ فيتركَهُ
إلاّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُ الفلَقُ
الباطِلُ، الدّهْرَ، يُلْفَى لا ضِياءَ لَهُ،
والحقُّ أبلجُ فيهِ النورُ يأتلِقُ
متى يُفيقُ حَريصٌ دائِبٌ أبَداً،
وَالحِرْصُ داءٌ لهُ تحتَ الحَشا قَلَقُ
يستغنم الناسُ من قومٍ فوائدهمْ
وَإنّما هيَ في أعناقِهِمْ رَبَقُ
فيَجهَدُ النّاسُ، في الدّنيا، مُنافسة ً،
وليسَ للناسِ شيءٌ غيرَ ما رُزِقُوا
يا مَن بنى القَصرَ في الدّنْيا، وَشَيّدَه،
أسّسْتَ قَصرَكَ حَيثُ السّيلُ وَالغرَقُ
لا تَغْفُلَنّ، فإنّ الدّارَ فانِيَة ٌ،
وشربهَا غصصٌ أو صفوهَا رنقُ
والموتُ حوضٌ كريهٌ أنت واردُهُ
فانظرْ لنفسكَ قبلَالموتِ
يا مَذِقُ
اسمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِنْدَ مِيتَتِهِ؛
وَاسْمُ الجَديدِ، بُعَيدَ الجِدّة ِ، الخَلَقُ
يَبلى الشّبابُ، وَيُفني الشّيبُ نَضرتَهُ،
كمَا تَساقَطُ، عن عيدانها، الوَرَقُ
ما لي أرَاكَ، وَما تَنفَكّ من طَمَعٍ،
يَمْتَدّ مِنْكَ إلَيْهِ الطّرْفُ، وَالعُنُقُ
تَذُمّ دُنْياكَ ذَمّاً لا تَبُوحُ بِهِ،
إلاّ وَأنْتَ لهَا في ذاكَ مُعْتَنِقُ
فَلَوْ عَقَلْتُ لأعْدَدْتُ الجِهازَ لهَا،
بعدَ الرحيلِ بهَا ما دامَ لي رمقُ
إذا نَظَرْتَ مِنَ الدّنْيا إلى صُوَرٍ،
تخَيّلَتْ لكَ يَوْماً فَوْقَها الخِرَقُ
ما نَحْنُ إلاّ كَرَكْبٍ ضَمّهُ سَفَرٌ
يَوْماً، إلى ظِلّ فَيٍّ ثُمّتَ افترَقُوا
وَلا يُقيمُ على الأسْلافِ غابِرُهُمْ،
كأنهمْ بهمِ مَنْ بعدهمْ لحقُوا
ما هبَّ أو دبَّ يفنَى لا بَقاءَ لهُ
البَرُّ، والبَحرُ، وَالأقطارُ، وَالأفقُ
نستوطِنُ الأرضَ داراً للغرورِ بِهَا
وَكُلّنا راحِلٌ عَنها، وَمُنْطَلِقُ
لَقَدْ رَأيْتُ، وَما عَيني براقِدَة ٍ،
قتلَى الحوادثِ بينَ الخلقِ تخترقُ
كمْ من عزيزٍ أذلَّ الموتُ مصرعَهُ
كانَتْ، على رَأسِهِ، الرّاياتُ تختفقُ
كلُّ امرء ولهُ رزقٌ سيبلغُهُ
واللهُ يرزُقُ لا كيسٌ ولا حمقُ
إذا نَظَرْتُ إلى دُنْياكَ مُقْبِلَة ً،
فلا يغُرَّنْكَ تعظِيمٌ ولا مَلَقُ
أخَيَّ إنَّا لنحنُ الفائزونَ غَدَا
إنْ سلَّمَ اللهُ منْ دارٍ لهَا علقُ
فالحمدُللّهِ حمْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
ما إنْ يُعَظَّمُ إلا مَنْ لَهُ ورقُ
والحمدُ للهِ حمداً دائماً أبداً
فازَ الّذينَ، إلى ما عِندَهُ، سَبَقُوا
ما أغفلَ الناسَ عنْ يومِ انبعاثهمِ
وَيوْمِ يُلجِمهُم، في الموْقِفِ، العَرَقُ

العودة إلى جدول المحتويات

العودة إلى جدول المحتويات

العودة إلى جدول المحتويات

العودة إلى جدول المحتويات

العودة إلى جدول المحتويات

المراجع:

  1. “يا ربّ مائسة ِ المعاطفِ تزدهي”،aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019.
  2. “واحر قلباه ممن قلبه شبم”،adab، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019.
  3. “إن هجاء الباهليين دارما”،adab، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019.
  4. عمر بن أبي ربيعة،كتاب ديوان عمر بن أبي ربيعة (ط دار القلم)، صفحة 71.
Total
0
Shares
المقال السابق

أجمل القصائد الدينية

المقال التالي

أجمل القصائد العربية

مقالات مشابهة

أبرز أعمال الشاعر الفرزدق

تُعدّ أشعار الفرزدق أحد أهمّ ركائز الشعر العربي في العصر الأموي، وقد اشتهر بشعر الهجاء والمدح والفخر، وترك إرثاً أدبياً غنياً يدرس حتى يومنا هذا. تعرّف على أبرز إنجازات الفرزدق وحياته وأهمّ خصائص شعره.
إقرأ المزيد