أجمل أبيات الشعر العربي في الحكمة

أجمل أبيات الشعر العربي في الحكمة

أبيات شعرية عن الحكمة

تُعد الحكمة جوهرة ثمينة، تُزّين حياة الإنسان وتُرشده إلى طريق النجاح والسعادة. في عالم الشعر العربي، يُجسّد الشعراء الحكمة بأجمل صورها من خلال أبياتٍ تحمل معاني فلسفية عميقة.

يُقدم لنا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، مُختصرًا لحكمةٍ عظيمة في هذه الأبيات:

لا شيء مما ترى تبقى بشاشـته
يبقى الاله ويفني المال والولد
لم تغني عن هرمز يوماً خزائنه
هو الخلدُ قد حاولت عـاد فما خلدوا
ولا سليمان اذ تجري الريـاح له
و الإنس والجن فيما بينها تردُ
أين الملوك التي كانت لعزتهـــامـ
ن كــل أوب إليها وافـد يفــد
حوض هنالك مورود بلاكـد
بلابد مـن ورده يوماً كما ورد

وعلى نفس المنوال، يَتحدث الأصمعي عن قيمة النصيحة في هذه الأبيات:

النصح أرخص ما باع الرجالُ فلاتردد
على ناصحٍ نصحاً ولا تلمِِ
إن النصائح لا تخفى مناهلُها
على الرجال ذوى الألباب والفهم

ويتحدث محمد الوراق عن أهمية الشورى في هذه الأبيات:

إن اللبيب اذا تفرق أمره
فتق الأمور مناظراً ومشاوراً
وأخو الجهالة يستبد برأيه
فتراه يعتسف الأمور مخاطراً

ويُسلط إدريس الطائي الضوء على أهمية اتباع الصواب في هذه الأبيات:

ذهب الصواب برأيه فكانما
أراؤه اشتقت من التأييد
فاذا دجا خطبٌ تبلّج رأيه
صبحاً من التوفيق والتسديد

ويُقدم لنا أبو الأسود الدؤلي معيارًا للحكمة في هذه الأبيات:

وما كل ذي نصحٍ بمؤتيك نصحهِ
وما كل مؤتٍ نُصحَه بلبيبِ
ولكن اذا ما اسُتجمعا عند واحدٍ
فحُقّ له مَن طاعةٍ بنصيبِ

أبيات شعرية في الحكمة للمتنبي

يُعتبر المتنبي من أشهر شعراء العرب، وقد تَجَلّى ذكاءه وحكمته في العديد من أبياته. ففي هذه الأبيات، يُناقش مَفهوم السعادة والحزن:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقلِهِ
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
الناس قد نبذو الحفاظ فمطلقين
نسي الذي يولي وعاف يندم

ويُحذر المتنبي من غرور الدنيا في هذه الأبيات:

لا يخدعنّك من عدوّ دمعةً
وارحم شبابك من عدوٍ تُرحَمِ
ومن البليّة عذل من لا يرعوي
عن جهلِهِ وخطاب من لاي فهمِ
ومن العداوة ما ينالك نفعُهُ
ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ

ويسلط الضوء على حقيقة أن الذل يُظهر في الذليل مودةً في هذه الأبيات:

والذل يظهر في الذليل مودةً
وأود منه لمن يود الأرقم

أبيات شعرية في الحكمة للأمام الشافعي

يُعدّ الإمام الشافعي، رحمه الله، من أهم علماء الإسلام، وقد ترك إرثاً عظيماً من الحكم والأمثال. ففي هذه الأبيات، يُنصحنا بالتحفظ على لساننا:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عـورات وللناس ألـسـن
عليك إن أبدت إليك مساوي
من الناس قل يا عين للناس أعيني

ويُذكرنا الإمام الشافعي بضعف عقل الإنسان في هذه الأبيات:

كـلــما أدبــني الدهر
أراني ضـعف عقلي
وإذا ما ازددت علماً
زادني علماً بجـهلي

ويُنبهنا الشافعي إلى فانية الدنيا في هذه الأبيات:

وما موت من قد مات قبلي بضائري
ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلدي

ويُؤكد الشافعي على أهمية ضبط لسان الإنسان في هذه الأبيات:

احفظ لسانك أيها الإنسان
لا يلدغـنـّك .. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانِهِ
كانت تهاب لقاءه الشجعان

ويُوصينا الإمام الشافعي بعدم الركون إلى التكلف في هذه الأبيات:

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّف
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفافَ

ويُحذرنا من غرور الحب في هذه الأبيات:

ما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّف

ويُنبهنا الشافعي إلى ضرورة الصدق في هذه الأبيات:

وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَدةِ بِالجَفاو
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفَ

ويُذكرنا الإمام الشافعي بفضل الصداقة الصادقة في هذه الأبيات:

سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِف

ويُحذرنا الشافعي من الركون إلى السلامة في هذه الأبيات:

حب السلامة يثني عزم صاحبه
عن المعالي ويغري المرء بالكسل

ويُشجعنا الشافعي على طلب العلم في هذه الأبيات:

تغرّب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج همٍ واكتساب معيشةٍ
وعلم وآداب وصحبة ماجد

ويُنصحنا الشافعي بالاستعانة بالمشورة في هذه الأبيات:

إذا حار أمرك في معنيين
ولم تدرِ أين الخطا والصواب
فخالف هواك فإن الهوى
يقود النفوس إلى ما يعاب

مقتطفات شعرية في الحكمة

تُعدّ كلمات الحكماء كنوزًا لا تُقدر بثمن، فهي تُشكل منارةً تُرشدنا إلى طريق الهداية والفلاح. ففي هذه المقتطفات، نجد حكمةً عظيمة من أقوال الشعراء العرب:

إِذا كنت ذَا رأيٍ فَكُن ذَا تدبّرٍ
فإنّ فَسَاد الرَّأْي أَن تتعجَّل

يُذكرنا عيسى بن علي في هذه الأبيات بأهمية التدبر قبل اتخاذ أي قرار.

إِلى اللَهِ أَشكو طَوعَ نَفسِيَ لِلهَوى
وَإِسرافَها في غَيِّها وَعُيوبها
دَعَتني إِلى ما تَشتَهي فَأَجَبتُها
فَضاعَ نَصيبي في طِلابي نَصيبها
وَما هِيَ إِلّا كَالفَراشَةِ إِنَّها
تَرى الناسَ ناراً ثُمَّ تُصلى لَهيبَها

يُعبر ابن رازكه في هذه الأبيات عن تعلقه بأهواء نفسه و نتائج ذلك.

جاملْ أخاكَ إِذا استْربتَ بودِّهِ
وانظرْ به عقبَ الزمانِ العائدِ
فإن استمرَّ به الفسادُ فَخَلَّهِ
فالعُضْوُ يقطعُ للفسادِ الزائدِ

يُنصحنا الطغرائي في هذه الأبيات بمعاملة الأخ بحسن الخلق و فهم سلوكه مع مرور الوقت.

أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأملي

يُعبر الصغرائي في هذه الأبيات عن تفاؤله بالحياة و اعتماده على الأمل في تجاوز صعوباتها.

وهكذا، نرى كيف تَتّسم أبيات الشعر العربي بالحكمة والفلسفة العَمِيقة، تُعَلِّمنا كيف نُعيش حياة أفضل و نُحقق السعادة و النجاح.