أجمل أبيات الشعر العربي في الحكمة

اكتشف أجمل أبيات الشعر العربي في الحكمة من خلال مجموعة مختارة من أشهر الشعراء العرب. تأمل في كلماتهم الراقية التي تحمل معاني عميقة تتعلق بالحياة والحب والوفاء والصبر والكرامة.

محتويات

قصيدة دع الأيام

من خلال قصيدة “دع الأيام” للإمام الشافعي، يمكننا أن نستشعر عبقرية الشاعر في رصد حكمة الحياة، وعلوم النفس البشرية. فهو يقدم لنا مجموعة من النصائح الحكيمة التي تُرشدنا إلى سلوك طريق الصبر والرضا والسخاء.

يبدأ الشافعي بقوله:

> دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
> وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

فهو يدعونا إلى التسليم بقضاء الله، مهما كانت ظروف الحياة قاسية. ويشدد على ضرورة التحلي بالصبر والهدوء، وعدم الاضطراب والجزع.

ويضيف الشافعي:

> لا تَجْزَعْ لنازلة الليالِ
> فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

فالحياة مليئة بالأحداث المتقلبة، بعضها سعيد وبعضها مُرّ. لكن علينا ألا نُرهق أنفسنا بالقلق والخوف، فكل ما يحدث له نهايته.

ويُنهي الشافعي قصيدته بقوله:

> دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
> فما يغني عن الموت الدواءُ

فالموت هو الحقيقة التي لا مُفرّ منها، ونحن نستطيع فقط الاستعداد له بفعل الخير والتقرب إلى الله.

شعر المتنبي في الحكمة

يُعدّ أبو الطيب المتنبي واحداً من أهم شعراء الحكمة العربية. وُلد في القرن العاشر الميلادي، وتوفّي مقتولاً في سنة 354 هـ. تميز شعره بعمق الفكر، وقوة التعبير، وجمال اللغة.

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

تُعدّ هذه الأبيات من أشهر أبيات المتنبي. يعبّر فيها عن حقيقة واقعة، وهي أن الإنسان لا يمكنه تحقيق كل ما يتمنى. فالحياة مليئة بالصعوبات والتحديات التي قد تعيق تحقيق بعض الأماني.

> مَا كُلُّ مَا يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
> تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لا تَشْتَهِي السُّفُنُ

فهو يشبه الحياة بالبحر، والرياح بالظروف، والسفن بالأشخاص. فالظروف قد تُحركنا بعيداً عن مساراتنا، ولا نستطيع دائماً أن نتبع رغباتنا.

إذا غامرت في شرف مروم

يدعونا المتنبي في هذه الأبيات إلى المغامرة لتحقيق شرفنا، وعدم الرضى بالدون، مهما كانت التحديات كبيرة.

> إِذا غَمَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ
> فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ

فالنجاح في الحياة يتطلب المغامرة، والمثابرة، وعدم الخوف من الفشل.

الرأي قبل شجاعة الشجعان

يُؤكد المتنبي على أهمية الرأي والحكمة قبل الشجاعة، فالرأي السليم هو الذي يُمكننا من اتخاذ القرارات الصحيحة، بينما الشجاعة وحدها قد تُعرّضنا للخطر.

> الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُّجُعَانِ
> هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثانِ

فالشجاعة مع الرأي السليم هي التي تُحقق النصر، بينما الشجاعة بلا رأي قد تؤدي إلى الهلاك.

الصبر يبلغني المامول والجلد

قصيدة “الصبر يبلغني المامول والجلد” للشاعر إبراهيم بن قيس، تُعدّ من أجمل القصائد العربية التي تُشيد بفضل الصبر في تحقيق الأهداف والوصول إلى المَرام. تُركّز القصيدة على أهمية الصبر والمثابرة لتحقيق الأماني، وتُنكر قوة الطيش والتهور.

> الصبْرِ يبلغني المامول والجلد
> والطيش يبعدني عن ذاك والخرد

فهو يُؤكد على أن الصبر والجلد هما السبيل لتحقيق الأماني، بينما الطيش والتهور يُبعداننا عن الأهداف.

ويُضيف الشاعر:

> الخير قد علمت نفسي وحق لها
> بأن مطلبه بالكره منعقد

فالشاعر مُدرك أن تحقيق الخير قد يتطلب الصبر، والتحمل، والتغلب على المشكلات، وأنّ الوصول إليه ليس سهلاً دائماً.

قصيدة يناجيك سر سائل عن ثلاثة

في قصيدة “يناجيك سر سائل عن ثلاثة” لأبي الحسين النوري، يُقدّم لنا الشاعر تحليلاً عميقاً للسر وحِفظِه. يبدأ بسؤالِ “سرٍّ سائلٍ عن ثلاثة”، ثم يُفصّل مواضيعهم، وهي كتم السر وإعلانه، وإدراكه ونسيانه.

يُركز الشاعر على ضرورة الحفاظ على السر، وذكر أنّ كتمه يقعُ على عاتق من يُخبّره به، ولن يفلت من ذلك.

وَيناجيك سرّ سائل عن ثلاثة
> سرائرهم كتم وإعلانهم ستر

ويُؤكد على أنّ السر الذي تم كتمه بقوة، يُصبح من الصعبِ نسيانه أو تجاهله.

فتى ضاع كتم السر بين ضلوعه
> عن إدراكه حتى كأن لم يكن سرف

ويُنهي الشاعرَ قصيدته بالقول إنّ السرّ الذي يُكتم ويُحفظ بقوة يصبح مصدرَ فخرٍ لمن كتمه، ويشربُ من ثماره في حياته.

لأمّهم تاج الفخار ذكرته
> ومن شربه في حاله المنهل العمر

قصيدة حَنَّ الفُؤادُ إِلى سَلمى وَلَم تُصِبِ

في قصيدة “حَنَّ الفُؤادُ إِلى سَلمى وَلَم تُصِبِ” لأبي وجزة السعدي، يُقدّم لنا الشاعر مَشاعرَ شوقِه لِسلمى، وهي تُمثل حبيبتهِ التي يشتاقُ لها. يُعبّر عن شعورهِ بالرّغبةِ في لِقاها، وعن صبرِهِ على بعدها، ويُشيرُ إلى أنّها هي سرٌّ شعورهِ بالسّعادةِ والحياةِ.

يُؤكدُ الشاعرُ على أنّ شيبَهُ هو رمزٌ لِعمرِهِ الطويلِ في غيابِ سلمى.

> قالَت سُعادُ أَرى مِن شَيبَةٍ عَجَباً
> مَهلاً سُعادُ فَما في الشَيبِ مِن عَجَبِ

ويُشيرُ إلى أنّها هي سرٌّ شعورهِ بالسّعادةِ، و أنّها لا تزالُ موجودةً في ذكرياتهِ.

> فَإِنَّ ما مَرَّ مِنهُ عَنكِ لَم يَغِبِ

قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل

في قصيدة “حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ” لِعنترة بن شداد، يُشيدُ الشاعرُ بالشّجاعةِ والحِزمِ في مواجهةِ العدوّ. فهو يدعو إلى محاربة الظلم والظالمين بقوةٍ، ودونَ خوفٍ، ويرفضُ التّرددَ في مواجهةِ الأعداء.

ويُؤكدُ على أنّ الشّجاعةَ والجرأةَ هي صفةٌ أساسيةٌ للشّخصِ الشّريفِ، وأنّها تُساعدُه على التّغلبِ على الّصعوباتِ والتّحدّياتِ.

حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ
> وَاِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

ويُشيرُ الشاعرُ إلى أنّ الظّلمَ يُؤدّي إلى الذّلةِ، وأنّ على الشّخصِ الشّريفِ أن يتخلّصَ منهِ بالحِزمِ والشّجاعةِ.

وَاِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً
> وَاِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي

ويُنهي الشاعرُ قصيدتَهُ بالقولِ إنّ المَوتَ في سبيلِ الشّرفِ أفضلُ من العيشِ في الذّلةِ.

فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ
> حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أجمل أبيات الشعر العربي في الحكمة

المقال التالي

أجمل أبيات الشعر الفصيح

مقالات مشابهة